الغد-يديعوت أحرونوت
نوحاما دويك
أصبحنا خرافا. صامتين. نرفع الأيدي ونقول: "ما الذي يمكننا أن نفعله؟ لا قدرة لنا على التأثير".
تحت غطاء الحرب التي لا تنتهي هذه، في جوانب عديدة ومؤخرا أساسا في الجانب الاقتصادي ينشلوننا. ابتداء من الأول من كانون الثاني، حين تدخل الإجراءات الاقتصادية حيز التنفيذ، وعلى رأسها رفع ضريبة القيمة المضافة من 17 الى 18 في المائة، سنشعر بهذا جيدا. وأول من ستتضرر هي الطبقات الضعيفة التي ستفقد مبلغا كبيرا من مداخيلها الشاغرة المخصصة كلها لاحتياجاتها وليس الى الترف. ففي الأسبوع الماضي فقط نشرت معطيات الفقر في إسرائيل وبموجبها أكثر من مليون طفل يتربون في ظروف الفقر. كل شيء يوشك على أن يصبح أغلى – الكهرباء، الارنونا، الماء، الغذاء؛ مدرجات الضريبة ستتجمد وكذا معظم دفعات التأمين الوطني. صحيح، نحن في حرب تجبي اثمان اقتصادية باهظة. لكن الى جانب ذلك تقف صامدة الوزارات الحكومية، التي بعضها مختلقة وزائدة، وكل هدفها الحفاظ على الائتلاف سمينا وهادئا. 35 وزيرا
و8 نواب وزراء – كلهم يكلفون الكثير لدافع الضرائب. بعض من الوزراء يسكنون حقا في استديوهات التلفزيون وليس في وزاراتهم. سيقولون لنا انه في داخل ميزانية الدولة الضخمة هذا لا شيء. صحيح، لكن أين القدوة الشخصية. اظهروا لنا أنكم تكترثون بنا.
لكن الرحمة بعيدة عنهم. الأمر الوحيد الذي يهمهم هو إرضاء القاعدة. ضمن القرارات المغيظة يوجد الغاء الضريبة على الأواني ذات استخدام لمرة واحدة وعلى المشروبات المحلاة، والذي هو استسلام تام لقسم معين جدا في الائتلاف. هكذا أيضا القرار بإلغاء الإشارة الى أسعار المنتجات في الشبكات الكبرى وإبقاء الإشارة فقط على الرفوف. مثل هذا القرار، كما يدعي خبراء في الاستهلاك، سيؤدي الى رفع زاحف للأسعار دون أن يتمكن المستهلك من المقارنة على الإطلاق. اليوم السعر على الرف 10 شيكل وبعد ذلك سيكون 10.5. اذهب لتتذكر.
قبيل الانتخابات الأخيرة قال نتنياهو للناخبين: "تريدون للأسعار ان تنزل؟ صوتوا لنا".
وكثيرون صوتوا لانهم وثقوا بقدراته الاقتصادية. في نهاية الأمر تلقوا ارتفاعات للأسعار لا تنتهي، في كل مجالات الحياة، ورئيس وزراء لا يهتم الا ببقائه الشخصي. تذكرت الاحتجاج الاجتماعي على أسعار السكن في 2011. هو الاخر كان في اثناء ولاية نتنياهو، الذي ذعر من مطلب الشعب بالعدالة الاجتماعية، تطرق اليه وأقيمت لجنة لايجاد حلول لغلاء المعيشة.
في الولاية الحالية الإحساس هو أن نتنياهو لا يخشى إلا من تفكك الائتلاف وسيفعل كل شيء كي يرضي أعضاءه، حتى على حساب رجال الاحتياط، الطبقات الضعيفة، بلدات المحيط. لا رحمة، والتكافل تضرر. في هذه المرحلة، بخلاف الماضي، لا يهتم نتنياهو بولايته التالية، بل بالحالية. بعدها نرى ان من ناحيته – الطوفان.
يركز الان على الدلال بالائتلاف. لم يطير الوزير بن غفير بعد أن صوت ضد الميزانية؛ لم يوقف الوزير لفين الذي يواصل الرحلة الى الانقلاب النظامي. لم يستجب للتحقيق في "عوفدا" وكشف التدخل غير المفهوم من جانب عقيلته في توجيه المظاهرات وفي التحرش بالشهود في السنوات الأخيرة. لان الامر الوحيد الذي يهمه هو أن يكون رئيس وزراء في اثناء محاكمته.
واذا كان هذا يكلفنا أكثر، هل يتوقعون منا أن نعتاد؟