Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Dec-2017

لا لفرسان الصخب والمزايدات! - صالح القلاب

الراي -  كالعادة وكما في كل مرة على مدى هذا الصراع في هذه المنطقة، الذي بدأ عملياًّ بعد إطلاق وزير الخارجية البريطاني جيمس ميتلاند بلفور لوعده المشؤوم وأستمر كل هذه السنوات الطويلة، فإن ثوار الصراخ والأفواه الفاغرة والأفعال القليلة قد أخذوا يصبون جام غضبهم ليس على «العدو الصهيوني» ولا على دونالد ترمب وإدارته وإنما على العرب الذين كانت ولا تزال أيديهم في جمر هذه القضية ويحاولون التقاط الحلقة الصحيحة وعدم إضاعة الوقت والفرص السانحة في العويل والصراخ والشتائم ورفع القبضات الفارغة في إتجاه غيوم السماء.

الكل شاهد حسن نصراالله ، المقاتل في فيلق الولي الفقيه والذي يعتبر إيران دولة «صاحب الزمان»، وهو فاغر فمه ويرغي ويزبد ويطالب العرب، والمقصود هنا هو الأردن ومصر، بفتح الحدود ليبدأ زحف مئات الألوف من أتباع الذين يت�'بعهم في إتجاه فلسطين وتحريرها شبراً بعد شبر وفتراً بعد فتر وإلقاء «اليهود» في البحر المتوسط و»تجوع يا سمك»!! والرحمة لمذيع صوت العرب في فترة غابرة أحمد سعيد إذا كان قد إنتقل إلى جوار ربه وله طول العمر إذا كان على قيد الحياة.
 
والأخطر أن بعض قادة «حماس» التي أُلحقت بحلف «المقاومة والممانعة»، الذي لا هو مقاوم ولا ممانع، لم يجدوا ما يمانعونه ولا يقاومونه إلا السلطة الوطنية الفلسطينية وإتفاقيات أوسلو وتحويل «أبو مازن» من رئيس دولة «تحت الإحتلال» وفقاً لقرارات الأمم المتحدة إلى قائد «إنتفاضة» لن يشارك فيها الذين لم يشاركوا في الإنتفاضات السابقة إلا بـ «المزايدات» وبالصخب وبإطلاق التهديدات من خلال «فلل» ودارات العواصم البعيدة.. وكما هو عليه الوضع الآن والمقصود هنا هو ليس غزة وتنظيماتها وإنما ذلك الجناح الذي إلتحق بإيران وبمرجعية الولي الفقيه في الوقت غير الصحيح وفي اللحظة غير المناسبة.
 
والسؤال هنا أليس غباءً أو تآمراً أن يتخلى العرب والفلسطينيون والمسلمون والمسيحيون عن كل هذا الإصطفاف الدولي الجديِّ والفاعل الذي وضع ترمب ونتنياهو في الزاوية الحرجة ويراهنوا على صراخ حسن نصر االله وصخب قاسم سليماني وقيس الخزعلي الذين تقاتل جحافلهم «اللجبة» الآن الشعب السوري وتدمر المدن والقرى السورية بينما يواصل الإسرائيليون صفعهم على أقفيتهم وعلى وجوههم ويقتصر ردهم على المزيد من التهديد والوعيد وبأنهم سيلقنون»العدو الصهيوني» ذات يوم قريب درساً لن ينساه!!.
 
إن ميدان المعركة الآن هو الساحة الدولية طالما أن مجلس الأمن مع العرب ومع قضيتهم الفلسطينية وكذلك الأمم المتحدة ومجموعة الإتحاد الأوروبي وعدم الإنحياز وتحالف أميركا اللاتينية وطالما أن ترمب قد حول الولايات المتحدة بإتخاذ هذا القرار الذي إتخذه بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس الشريف، التي إعتبرها موحدة وعاصمة إسرائيل التاريخية، إلى دولة إحتلال فعلية إذ أن نق�'ل سفارة إلى مدينة وإلى أرض محتلة هو إحتلال غاشم وبكل معنى الإحتلال.