Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Jul-2019

الصين تقوم بغسل أدمغة أطفال الإيغور .. إلى متى سينظر العالم إلى الجهة الأخرى؟

 الغد-ترجمة: علاء الدين أبو زينة

هيئة التحرير – (الواشنطن بوست) 13/7/2019
الأدلة الجديدة التي تظهر باستمرار على أن الحملة الصينية لإبادة ثقافة وتقاليد المسلمين الأتراك، ومعظمهم من الإيغور، في منطقة شينجيانغ، أصبحت تتضمن أيضاً جيلاً من الأطفال والشباب. وبينما يتم نقل آبائهم إلى معسكرات الاعتقال –التي تطلق عليها السلطات الصينية، مجازاً، اسم مراكز “التعليم المهني”- يتم اقتياد الأطفال إلى مدارس داخلية خاصة ودور للأيتام. وفي هذه المدارس، يستطيع الأطفال تسجيل الوصول لكنهم لا يستطيعون المغادرة. ويضيف هذا الجهد الشامل لإنشاء نظام منفصل لغسل أدمغة الأطفال وسجنهم إلى الأدلة على أن الصين ترتكب جريمة إبادة ثقافية جماعية في حق الإيغور.
تم إجبار ما يصل إلى 1.5 مليون شخص من البالغين في شينجيانغ على دخول المعسكرات، حيث تحاول الصين إعادة تثقيفهم ليكونوا جزءاً من الأغلبية الصينية من عِرق الهان، ومحو لغتهم وتقاليدهم وثقافتهم، واغتيال هويتهم بشكل أساسي. وقد نفت الصين في البداية أن هذا هو ما يحدث. لكن الأدلة التي لا جدال فيها شرعت في الظهور في العام الماضي أو نحو ذلك على أن الصين تحاول محو عقلية شعب بأكمله. وتتضمن هذه الأدلة شهادات من شهود العيان وصور الأقمار الصناعية التي تحدد أماكن المعسكرات الجديدة.
في النصف الأخير من العام 2018، بدأت أدلة جديدة في الظهور على أن أطفال الإيغور، أيضاً، يتم امتصاصهم إلى آلة لغسل الدماغ. وفي تموز (يوليو)، حددت صحيفة “الفاينانشيال تايمز” دور الأيتام الجديدة. وفي أيلول (سبتمبر)، تحدثت وكالة “الأسوشيتد برس” مع 15 مسلماً وصفوا كيف كانت الصين تقوم بفصل الأطفال الصغار عن أهلهم. كما لفتت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الانتباه إلى هذه الممارسات في تشرين الأول (أكتوبر).
والآن، نشرت محطة “بي. بي. سي” وباحث ألماني تفاصيل جديدة عن عملية تقشعر لها الأبدان لإعادة تثقيف الأطفال. وكتب أدريان زنز، من المدرسة الأوروبية للثقافة واللاهوت في كورنتال بألمانيا، في “مجلة المخاطر السياسية” أن الصين قد أنشأت نظاماً للأطفال، والذي يتم تطبيقه “في مرافق إقامة داخلية آمنة للغاية وشديدة المركزية” و”مدفوعة بميزانيات بمليارات الدولارات، وبالمواعيد النهائية المحكمة، وأنظمة قواعد البيانات الرقمية المتطورة”. ويضيف السيد زينز أن “هذه الحملة غير المسبوقة مكنت حكومة شينجيانغ من استيعاب وتلقين الأطفال في بيئات مغلقة عن طريق فصلهم عن آبائهم”. ويقول أن الصين تقوم بتنفيذ “حملة منهجية لإعادة الهندسة الاجتماعية والإبادة الثقافية الجماعية في إقليم شينجيانغ”.
على الرغم من اختلاف مدة وكثافة البراممج في بعض الأماكن، كما وجد السيد زينز، فإنه “في بعض الحالات، قد يكون قد تم القضاء على تأثير الوالدين (في الطفل) بشكل كامل تقريباً”. ويضيف أنه في بعض المناطق ذات الأغلبية الإيغورية في جنوب شينجيانغ، زاد معدل الالتحاق في سن ما قبل المدرسة بأكثر من أربعة أضعاف في السنوات الأخيرة، بحيث تجاوز متوسط معدل نمو الالتحاق في هذا السن على المستوى الوطني بأكثر من 12 مرة. لماذا؟ لأن أحد الوالدين، -وفي بعض الحالات كلا الوالدين، يكونا قد اختفيا في المعسكرات.
ووجد السيد زينز أن الحكومات ذات المستوى الأدنى تحتفظ بسجلات “تصف في قوائم حالة احتجاز الأطفال بدقة مع وجود أحد الوالدين أو كليهما رهن الاعتقال أو في عمل خارجي، مصنَّفين حسب العمر، والذين “يحتاجون إلى الرعاية”. كما يلاحظ الباحث أيضاً الحديث المزدوج الغريب الذي يستخدمه الحزب الشيوعي الصيني لإخفاء الإبادة الجماعية الثقافية وتغليفه بلغة عاطفية مثل “الرعاية” و”الحب” و”التنشئة” لوصف منشآت الدولة لغسيل دماغ الأطفال.
فكم من الوقت سوف يستمر العالم في النظر في الاتجاه الآخر؟
*نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان: China is brainwashing Uighur children. How much longer will the world look away?