Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2022

في الذكرى الرابعة عشرة لوفاة الكاتب الساخر طمليه.. مثقفون يستذكرونه
الغد - عزيزة علي - رأى متحدثون في ندوة أقيمت أول من أمس في ذكرى وفاة الكاتب الساخر الرابعة عشرة، تحت عنوان “محمد طمليه، أديبا، وكاتبا، وإنسانا”، أن طمليه يعد أهم مؤسس للكتابة الساخرة في الأردن، وواحداً من أبرز كتّاب القصة القصيرة الأردنية.
وشارك في الندوة التي أقامتها مديرية المرافق والبرامج الثقافية في أمانة عمان، بمركز الحسين الثقافي، وصالون السبت الثقافي، كل من الناقد الدكتور محمد عبيدالله، وشقيق طمليه، أحمد طملية، والزميل رسام الكاريكاتير ناصر الجعفري، وأدارها الزميل ماجد توبه، الذي قال إن “مؤسس مدرسة الأدب الساخر والصحافة الساخرة أردنيا.. كان مبدعا وحالة متفردة في كل شيء.. في أدبه ومقالاته.. في حياته الفوضوية وفي نضالاته السياسية والحياتية.. هزمته الحياة مرارا لكن كان يعود ليسخر منها وينجو ويواصل.. الى أن جاءه السرطان.. قاومه.. سخر منه.. هادنه ليفهمه ويتغلب عليه لكنه في النهاية استسلم له ولم ينج”، مبينا أن طمليه مات جسدا ولكنه ميتافيزقيا حضورا، بقي وسيبقى فكرة وتحفة أدبية ومقالات ساخرة رسمت حياة الفقراء والمعذبين ومعارك الحياة اليومية.. رحل وترك خلفه سيرة انسان فوضوي متمرد على كل شيء.
من جانبه تحدث عميد كلية الآداب بجامعة فيلادلفيا الناقد د.محمد عبيد الله، عن طمليه قاصا، وعن قضية أساسية، ورائعته “المتحمسون الأوغاد”، قائلا إن “إنتاج طمليه القصصي يتمثّل في أربع مجموعات قصصية ظهرت في النصف الأول من عقد الثمانينيات من القرن الماضي (بين 1980 و1984)”، مبينا أن طميلة يعد “واحداً من أبرز كتّاب القصة القصيرة الأردنية”، وأنه وآخرين من قاصي نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات “مثّلت قصصهم ضربا من التحولات البارزة على مستوى موضوعات القصة وهواجسها ورؤاها، إلى جانب تقديم اقتراحات جمالية تمثلت في التطور الملحوظ في الأساليب الحديثة والتقنيات القصصية واللغة المختلفة عن لغة القصة في المراحل السابقة”.
وقال عبيدالله إن طمليه “رائدا وزعيما للكتابة الصحفية الجديدة، ذات الطابع القصصي الساخر، وتأثر بطريقته عدد من الكتاب “الساخرين” حتى تطوّر بتأثير من طريقته وتجربته تيار مقالي بارز يمكن ملاحظته حتى اليوم”، مشيرا إلى النقلة الأدبية الواسعة عند طمليه كانت مع مجموعته الرابعة: “المتحمسون الأوغاد/1984″، التي سجّلت منذ صدورها خطوة مهمة في مسيرة القصة الأردنية من خلال الحضور الآسر لبلاغة المفارقة وتنويعات السخرية ودمج ذلك بأجواء فانتازية وغرائبية تتخذ مادتها من تفاصيل ووقائع يومية بسيطة، أو وقائع خيالية مختلقة، متجاوزا تلك الشروط الضمنية التي كانت الكتابة القصصية تحتكم إليها، مشتقا طريقه الخاص الذي يمثل ضربا جديدا من الالتزام الجمالي الذي يدين لرؤية الأديب الخاصة، ولأحكامه وقراءاته المتنوعة.
وواصل عبيدالله حديثه عن قصة “المتحمسون الأوغاد”، التي تعمد فيها طمليه على “اللجوء إلى عالم النمل، وليس عالم البشر”، قائلا إنها “مكتوبة بحرفية عالية فيها السرد والحوار وتطور الحدث، وجاء ذلك كله في إطار من الرمز والمفارقة، وأجواء من لمسات “العبث” ولكنه العبث المناسب للفن وللكتابة ولتحررها من القوالب الجاهزة أو الصيغ الدعائية والسياسية المباشرة. المهم أن “النملة الفوضوية” تعترض على الأداء الجمعي وعلى الواجب المقدس، وتستسلم لضجرها ولحسّ وجودي يملأ نفسها، فتجلس على الأعشاب الجافة وتراقب الجميع. وتنتهي القصة نهاية تعبيرية رمزية تشير إلى النظرة التي تلحق بالمتمردين أو بالأفراد الذين يطلبون حريتهم ولا ينطلقون من مبدأ الحركة الجماعية وقوانينها القاسية”.
أما الفنان ورسام الكاريكاتور ناصر الجعفري، الذي تناول السخرية في مقالات طمليه، فيرى أن “المدهش والمبهر بمقال محمد هو أنه مختزل ومختصر جدا، يكتبه على أي ورقة وفي أي مكان.. في ممرات جريدة العرب اليوم.. يختزل قصة بعمق وينتهي بخاتمة مدهشة”، مستذكرا رزمة نصائح من طمليه له في فن الكاريكاتور، ينقل عن طمليه تأكيده انه ليس كاتبا ساخرا “بل أنا كاتب جاد.. وجاد جدا.. وعلى من يكتب صنفا آخر من الكتابة فعليه ان يجد لنفسه اسما”.
ويخلص الجعفري إلى أن “أسلوب ومضمون محمد جعلت منه كاتبا متفردا ومتميزا ومختلفا واضاف لنا الكثير.. لجيلنا من رسامي الكاريكاتور.. بعضنا أخذ منه بعض القراءات الاكثر التصاقا بالناس ليحولها لكاريكاتور.. هناك من حولها لشخصيات وهناك من عاش روحية طمليه”، مبينا أن السخرية لم تفارق طمليه طوال حياته.. حتى في مراحل المرض المتقدمة.. وهذه قدرة غربية. كان قادرا على بث طاقة ايجابية فيمن حوله رغم كل ما تحمله مقالاته من كوميديا سوداء. في أروقة الصحيفة كان حضوره دائما ما يثير البهجة والحياة والشغب.
شقيق طمليه أحمد تساءل “هل كان طمليه فوضويا؟”، لا يتردد أحمد في النفي، بل كان في منتهى الالتزام.. وهذا ما يزيد الأمور تعقيدا، فقد أحب المرأة على نحوٍ لم يجرؤ رجلٌ على فعلها ومع ذلك لم يتزوج.. آمن بعلاقة الدم ومع ذلك لم يفكر أن ينجب.. خرج من بيت الأسرة الكبيرة مبكراً ومع ذلك هو الأكثر قربا ووفاءً لهذه الأسرة. امتلك موهبة استثنائية ومع ذلك اقتصرت كتاباته على خلاصات سميت بالموجز البليغ أو ما قلّ ودل.. تاركا متابعيه يلاحقون ما تنطوي عليه تلك البلاغة وما تحمله تلك الدلالات.
وأضاف “من يعرف طمليه يعرف أنه متصالح مع نفسه جدا، وليس هو الذي يؤنبها على فعل فعله، فهو يفعل ما يفعله مع سبق الاقناع والدراية، وهذا مبعث غرابة في شخصية طمليه هي تعبر عن نفسها كثر من صور، حيث تراه ينفر من كل ما هو عادي ومألوف، بل يصف العاديين والمألوفين بالمقمسين، الأوغاد، على أي نحو يجب أن تكون يا طمليه حتى لا نكون أوغادا؟”