Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Jan-2019

الفلسطینیون یرفضون دولة علی 90 % من الضفة الغربیة
نادیة سعد الدین
ُ عمان-الغد-  رفض الفلسطینیون ما تردد من فحوى ما یسمى ”صفقة القرن“ الأمیركیة، المتوقع الإعلان عنھا بعد إجراء انتخابات ”الكنیست“ الإسرائیلي، في شھر نیسان (إبریل) المقبل، والتي
تتحدث عن دولة فلسطینیة ضمن 90 % من مساحة الضفة الغربیة، وعاصمتھا في القدس، باستثناء المسجد الأقصى المبارك والأماكن المقدسة، مع بقاء المستوطنات خارج أطر التفاوض.
یأتي ذلك على وقع قرار الحكومة الإسرائیلیة، أمس، إقامة مستوطنة جدیدة في الضفة الغربیة، وإصابة أربعة شبان فلسطینیین بشظایا القنابل الصوتیة والأعیرة المطاطیة، خلال اقتحام قوات
الاحتلال ”شارع العین“ في بلدة سلوان، بالقدس المحتلة، واعتقال العدید من المواطنین، تزامنا مع التحذیر الفلسطیني من المخاطر المحیقة بالأقصى.
دولة بلا القدس وحق العودة
من جانبھ؛ قال مسؤول فلسطیني، لـ“الغد“ من فلسطین المحتلة، إن ”الفلسطینیین لن یقبلوا بأقل
من دولة فلسطینیة مستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتھا القدس المحتلة، وحق عودة اللاجئین الفلسطینیین وفق القرار الدولي 194.”
وأضاف نفس المصدر إن ”ما ورد من أنباء عن مضمون ”صفقة القرن“، مؤخراً، مرفوض جملة وتفصیلا“، مرجحا أن ”یتم الإعلان عن الخطة الأمیركیة بعد إجراء انتخابات ”الكنیست“ الإسرائیلي، في شھر نیسان (إبریل) المقبل، ولیس قبل ذلك، إذا أرید للولایات المتحدة الإفصاح عنھا“.
واصطفت القوى والفصائل الوطنیة مع السلطة الفلسطینیة في رفضھم لما ورد في تقریر القناة 13 الإسرائیلیة الفضائیة، نقلا عن مسؤول أمیركي رفیع لم تسمھ، الذي أفاد بأن ”صفقة القرن“ تنص على إقامة دولة فلسطینیة ضمن قرابة 90 % من أراضي الضفة الغربیة، وعاصمتھا في القدس بدون الأماكن المقدسة التي ستبقى تحت السیادة الإسرائیلیة لكن بإدارة مشتركة مع الجانبین الفلسطیني والأردني.
وتجاھلت ”الصفقة“، طبقا لما أورده التقریر، قضیة اللاجئین الفلسطینیین ومصیرھم، والقفز عن مصیر قطاع غزة، فیما زعمت القناة الإسرائیلیة أن ”سلطات الاحتلال ستجمد البناء في بعض المستوطنات المعزولة، وتُخلي البؤر الاستیطانیة ”غیر القانونیة“، بحسب تصنیفھا.
وتتضمن الخطة ”مبدأ تبادل الأراضي بین الجانبین الفلسطیني والإسرائیلي فیما یتعلق بأجزاء من الضفة الغربیة التي سیضمھا الكیان الإسرائیلي“.
وطبقا للخطة الأمیركیة؛ فإن المستوطنات مقسمة إلى ثلاث مجموعات: المستوطنات الكبیرة،
مثل ”غوش عتصیون“ و“معالیھ ادومیم“ و“ألفي مناشیھ“ و“أرئیل“، سیتم ضمھا للكیان الإسرائیلي، أسوة بخطط السلام السابقة، فیما لن یتم اخلاء المستوطنات المعزولة، مثل ”ایتمار“ و“یتسھار“، حیث سیتم تجمید البناء فیھا، مقابل اخلاء البؤر الاستیطانیة، ”غیر القانونیة“، كما تزعم الخطة.
مشروع الحوض المقدس، وتتضمن الخطة تقسیم القدس إلى عاصمتین؛ من حیث السیادة فإن
عاصمة الكیان الإسرائیلي في غربي القدس وفي أجزاء معینة من شرقي القدس، فیما ستكون
عاصمة فلسطین في شرقي القدس، مع السیادة الفلسطینیة على معظم الأحیاء العربیة في المدینة.
أما بالنسبة للبلدة القدیمة في القدس المحتلة وحولھا، مثل الأحیاء العربیة أو ما تطلق علیھ
سلطات الاحتلال مشروع ”الحوض المقدس“، فستبقى ھذه الأراضي تحت السیادة الإسرائیلیة ولكنھا تحت إدارة مشتركة مع الفلسطینیین والأردن، وربما دول أخرى.
من جانبھ؛ قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطینیة، نبیل أبو ردینة، إن ”أي خطة سلام لا
تتضمن إقامة الدولة الفلسطینیة المستقلة وعاصمتھا كامل القدس على حدود العام 1967، سیكون مصیرھا الفشل“.
وأكد أبو ردینة، في تصریح لھ، أن ”طریق تحقیق السلام في المنطقة واضح، یمر من خلال الشرعیة الفلسطینیة، بینما أیة مشاریع تھدف للالتفاف على آمال وتطلعات الشعب الفلسطیني بالحریة والاستقلال لن یكتب لھا النجاح وستنتھي، حیث سینتصر الشعب الفلسطیني مھما كان حجم ھذه المؤامرات والتحدیات المحدقة بالقضیة والثوابت الوطنیة“.
وبالمثل؛ حذرت الجبھة الدیمقراطیة لتحریر فلسطین من خطورة ما تردد من أنباء حول ”صفقة القرن“، داعیة إلى أخذھا على محمل الجد، بعیدا عن درجة دقتھا، حیث تشیر عناوینھا العامة إلى الخط العام ”لصفقة“ الرئیس الأمیركي، دونالد ترامب، مثلما تتطابق مع خطواتھ العملیة السابقة“.
ودعت إلى ”إنھاء الانقسام، وتطبیق قرارات المجلس الوطني، (2018/4/30 ،(ودورتي المجلس المركزي السابقتین، بما في ذلك سحب الاعتراف بالكیان الإسرائیلي، ووقف التنسیق الأمني معھ، وفك الارتباط باقتصاده، واستنھاض المقاومة الشعبیة، ونقل القضیة إلى الأمم المتحدة“.
ِ وكان المبعوث الأمیركي الخاص لعملیة السلام، جیسون غرینبلات، لم ینف، في معرض تعقیبھ عبر ”تویتر“، ما جاء في مضمون التقریر الإسرائیلي، ولكنھ تحدث فقط عن ”دقة التسریبات“، وعن انزعاجھ من توقیت الإعلان عنھا“.
وقد تزامن ذلك مع قرار الإدارة الأمیركیة وقف كافة المساعدات المقدمة للفلسطینیین نھایة الشھر الحالي، وفق صحیفة ”جیروسلم بوست“ الإسرائیلیة.
من جانبھ؛ قال أمین سر اللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر، صائب عریقات، إن ”كافة المساعدات
تم قطعھا بالأصل عن الفلسطینیین، 844 ملیون دولار قُطعت في العام 2018 ،إضافة إلى 359 ملیون دولار، تم قطعھا عن ”الأونروا“، بھدف إسقاطھا وتدمیرھا، تمھیداً لتدمیر قضیة اللاجئین في المفاوضات، و231 ملیون دولار، مساعدات كانت تقدم عن طریق الوكالة الأمیركیة للتنمیة، وقطعت أیضا 90 ملیون دولار عن مستشفیات القدس، وغیرھا من المؤسسات وأمور أخرى“.
وأضاف عریقات إن ”ھناك محاولات أمیركیة لتعمیق الخلافات في المنطقة“، مؤكدا عدم القبول بتغییر مبادرة السلام العربیة من قریب أو بعید، وعدم السماح بالتلاعب من أي جھة كانت“.
استمرار التھدیدات للأقصى
وفي الأثناء؛ تتواصل انتھاكات سلطات الاحتلال ضد المسجد الأقصى المبارك؛ حیث حذر وزیر الأوقاف والشؤون الدینیة الفلسطیني، الشیخ یوسف ادعیس، العرب والمسلمین، من المخاطر المحدقة بالأقصى، التي باتت تتخطى مساعي الاحتلال الرامیة لتقسیمھ زمنیا ومكانیا، تجاه تھدید بقائھ، في ظل مخططاتھ لإحلال ”الھیكل“، المزعوم، مكانھ“.
ودعا ادعیس، خلال لقائھ بوسائل الإعلام العربیة والعالمیة أمس في القاھرة على ھامش افتتاح
المؤتمر الـ 29 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامیة التابع لوزارة الأوقاف المصریة، ”المرجعیات الدینیة إلى العمل سویة لحمل قضیة القدس والمسجد الأقصى في مختلف المحافل الدولیة، ودعم الأقصى ونصرتھ“.
في غضون ذلك؛ قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستیطان، التابع لمنظمة التحریر الفلسطینیة، إن سلطات الاحتلال تخطط لتنفیذ مشروع كتلة استیطانیة جدیدة تعبر وسط
الضفة الغربیة باتجاه الأغوار الفلسطینیة.
وأوضح التقریر بأن سلطات الاحتلال صادقت على مشروع توسیع المستوطنات في خاصرة الضفة الغربیة المحتلة لتشكیل كتلة استیطانیة یصل نفوذھا حتى الحدود الأردنیة وجسر الملك حسین، بحیث تكون مستوطنة ”معالیھ مخماس“ وعدد من البؤر الاستیطانیة المحیطة بھا، مثل ”متسبیھ داني“ و“نفي إیرز“، مركز ھذه الكتلة.
ویستھدف المخطط الاستیطاني حصر الوجود الفلسطیني والاستیلاء على 40 % من مساحة الضفة الغربیة، من مناطق ج، والتي تشكل 62 % من مساحة الضفة الغربیة.