Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Oct-2018

حكومة الرزاز والنصف المملوء من الكأس - د. فايز بصبوص الدوايمة

 الراي - في سياق تصفحي اليومي في مواقع التواصل الاجتماعي المحلية استوقفتني صفحة تحت عنوان من اجل ترسيخ الاعلام الإيجابي وعندما استفسرت عن مضمون هذا الشعار قيل لي ان هذه الصفحة تركز على ابراز الإيجابيات الإبداعية والرسمية والشعبية والمدنية وحتى التفوق الفردي من اجل الوصول الى تعميق وتعظيم الإيجابيات لأنها تشكل حافزا للمواطنة الفاعلة.

هذا التقديم جاء كمقدمة تقييمية شخصية للمئة يوم الأولى لحكومة د.عمر الرزاز فقد كان شعار مكافحة الفساد مهمة محورية وركيزة أساسية من ركائز البرنامج الحكومي الطموح وعندما بدأت قضية الدخان ظهر واضحا ان هناك جدية حقيقية في التعامل مع ملف الفساد ولكن التركيز الإعلامي على هذه القضية دون غيرها من القضايا قد توحي الى المتابع بان هذا الملف ملف انتقائي ولكن عندما ننظر الى الملفات التي بدء التدقيق فيها، وعلى سبيل المثال وهو عندما تم تحويل شركة الخدمات في مستشفى البشير الى مكافحة الفساد فهذا يعني رسالة حقيقية الى كل الشركات التي لا تقدم الحد الأدنى من الخدمات المنصوص عليها في الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين فهذه الشركات ستبدأ بتصحيح أوضاعها على اكمل وجه بعد هذا القرار الجريء من قبل الحكومة، أيضا في هذا اليوم رفضت الحكومة قبول الطلاب الذين لا تنطبق عليهم شروط القبول الموحد، وجانب اخر أيضا لتدخل الحكومة الإيجابي من اجل حل قضية رسوم الكهرباء بين شركة الكهرباء الأردنية والبلديات من خلال تقديم الحكومة ستة ملايين دينار لشركة الكهرباء على ان تلتزم البلديات بالتسديد في المواعيد المحددة بعد هذا العام، وهذا يعني تمكين الإدارات المحلية ومجالس المحافظات لترجمة رؤى جلالة الملك بأسناد ودعم تجربة اللامركزية وأيضا خبر في الاعلام الرسمي والخاص حول مداهمة لشركة يملكها احد النواب من قبل هيئة مكافحة الفساد وتم تحويله الى دائرة مكافحة المخدرات وهذا يعني ان هناك تكاملا بين الأجهزة بغض النظر عن تفاصيل ذلك الحادث وهو طبعا ان ثبت يشكل ضربة حقيقية لجمهور ناخبيه. هذا يعني أيضا انه لن يبقى احد فوق القانون وهو ترجمة حقيقية لخطاب جلالة الملك الأخير مع الصحفيين وهو أيضا ترجمة لمضامين الورقة النقاشية السادسة لجلالته.
ان هذا الاستعراض لا يعني لا من قريب ولا من بعيد التملق والمحاباة ولكن هذه رسالة الى الاعلام المحلي الرسمي والخاص بتسليط الضوء على الجوانب المضيئة والايجابية في برنامج او أداء الحكومة او الأجهزة الأمنية او القوات المسلحة او مؤسسات المجتمع المدني او الابداعات الخلاقة يعمق ويعظم الإيجابيات ويشكل حافزا ورافعة من اجل تطوير تلك الإيجابيات وتوسيع دائرتها،اذن نحن بحاجة حقيقية لذلك وفي كثير من الأحيان عندما كان يلتقي جلالة الملك بكل المؤسسات كان يركز على ان المواطن الصالح هو من ينظر الى النصف المملوء من الكأس وليس تركيز كل الضوء على النصف الفارغ منه أي البحث عن السلبيات وتعظيمها مما يوحي للقارئ ان كل هذا البناء الشامخ لأردننا الحبيب وكل هذا الصمود لأبناء الوطن وكل هذا الاسناد لجلالة الملك وكل هذا الوئام والانسجام والوحدة الوطنية والثبات على موقف الأردن من كل القضايا العربية وعلى راسها القضية الفلسطينية كل ذلك ليست إنجازات ان النقد البناء ضرورة ومهمة حقيقية للأعلام المسؤول، وانا من هنا ادعو الى تعميم مفهوم الاعلام الإيجابي وتعميقه كرافعة تستطيع خلالها كل مؤسسة او فرد أن يلمس أن ابداعه ومبادرته لقيت ما تستحق من الضوء حتى نطرد أي تسلل للإحباط من نفوسنا ونستشرف الوجه المشرق للوطن والذي نراه عند كل طلة لجلالة الملك المفدى.
dr.fayez.basbous@hotmail.com