Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Nov-2017

اختاروا معسكرا - أوري سفير

 

معاريف
 
الغد- ينقسم العالم الغربي اليوم إلى معسكرين: يتشكل المعسكر الأول من الدول والحكومات التي تواصل السير في المسار الدولي الذي وضعه الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما. فقد سعى أوباما إلى عالم ليبرالي مع مساواة في الحقوق على خلفية النوع الاجتماعي، الدين، العرق والقومية؛ عالم بلا حدود بالنسبة للتجارة الحرة وهجرة اللاجئين وعالم يقدس حقوق الانسان والمواطن. وقد عمل على المصالح الأميركية من خلال الدبلوماسية الجماعية مع القوى العظمى الاخرى. واتخذت القرارات انطلاق من الفهم المتبادل وانطلاقا من الاجماع الدولي، دون اكراه من "الشرطي الأميركي".
في هذا العالم، كان لمجلس الأمن في الأمم المتحدة دورا ايجابيا، مثلما في موضوع فرض العقوبات على إيران وكوريا الشمالية. وضمن أمور اخرى، وضع الرئيس السابق حدا لحربين في افغانستان وفي العراق، وتقدم بحلول دبلوماسية في موضوع السلاح الكيميائي في سورية والسلاح النووي في إيران. وفضل الاتفاقات غير الكاملة على الحروب العابثة. كان ديمقراطيا في الوطن وفي العالم. ومعه سارت الديمقراطيات الاساسية في العالم، بمن فيها المانيا، فرنسا، معظم دول الاتحاد الأوروبي، كندا واليابان. كان لأميركا اصدقاء في العالم، ولهذا فقد كانت أقوى. الكثيرون يشتاقون لأوباما في أميركا وخارجها.
ويوجد عالم يسير في طريق دونالد ترامب، الذي يقود أميركا إلى سياسة وفكر قومي انعزالي، وعنصري ضد الاقليات، في ظل المعارضة لسياقات العولمة في مجالات الدبلوماسية، التجارة الحرة وجودة البيئة من ناحية الفكر، في هذا المعسكر توجد بقدر معين أيضا بريطانيا تريزا ماي بسبب الخروج من الاتحاد الاوروبي. روسيا، الصين، دول الخليج وبقدر كبير أيضا دولة إسرائيل تحت حكم بنيامين نتنياهو. ترامب خطير لأميركا. في عالم اليوم لا يمكن الوصول إلى استقرار دولي من خلال اكراه الشرطي الأميركي، مثلما يمكن للرئيس الأميركي أن يتعلم بالطريق الصعب.
في إسرائيل، ولا سيما في حكومة نتنياهو، يسيرون بسرور في اعقاب ترامب. رئيس وزراء إسرائيل، مثل ترامب أيضا، لا يريان في استخدام القوة مخرجا أخيرا، ينفران من الوحدة متعددة الجنسيات كالامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، يعجبان بفلاديمير بوتين ويريان في الدبلوماسية الدولية بالطرق السلمية كأمر ساذج. على المستوى الداخلي هما متشابهان أيضا: النفور من النخب التقليدية، الصراع رجل اضعاف السلطة القضائية والاعلام، اقصاء الاقليات. وثيقة الاستقلال الإسرائيلية والدستور الأميركي هما بعيدان عنهما.
سياسيان مخضرمان ومحبان للأبهة، يقومان على اساس تأييد شعبوي وديماغوجي من الطبقة الوسطى القومية. بالنسبة لأميركا، يحتمل جدا أن يكون هذا فصلا عابرا، ربما في 2020. اما بالنسبة لديمقراطيتنا الهزيلة، فهذا تدهور خطير، ويقترب اليوم الذي يتعين فيه على مواطني إسرائيل ان يقرروا لأي قسم من اسرة الشعوب يرغبون في الانتماء.