Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Jul-2020

هل كانت حقا إنجازات «وهمية»..؟!*حسين الرواشدة

 الدستور

ما كشفه رئيس احدى الجامعات الرسمية عن عشرات الملايين من الدنانير التي اهدرت على مشروعات « فاشلة «، لم تحظ بأي تخطيط او دراسات جدوى اقتصادية , كان كفيلا بدفع اجهزتنا الرقابية ـ على اختلافها ـ لكي تتحرك باتجاه فتح هذه الملفات والتحقيق فيها.
 
ليس لدي معلومات حول « واقعة « التحري والتحقيق اذا حدثت , لكن لدي ثلاثة أسباب على الأقل تجعلني أطالب بأن تأخذ «القضية « مسارها القانوني , الأول أن ما حدث لا يتعلق فقط بمسألة « مالية « , ولا أيضا « بمؤسسة جامعية « على أهمية المسألتين , وانما « بنموذج « من الإنجازات الوهمية التي تسقط على رؤوسنا « بالبرشوتات « الإعلامية من دون تدقيق او متابعة , ونكاد كمواطنين ان نصدقها , ثم تصدمنا « خيبة « الانكشاف , ما اخشاه هنا ان نعمم هذه النماذج « الفاشلة « على كل مؤسساتنا , وعندئذ نقع في دائرة اصدار احكام ظالمة ونوزع الاتهامات في كل اتجاه. 
 
اما السبب الثاني فهو اننا ابتلينا على مدى العقود الماضية بظهور « حالة « جديدة في مجتمعنا عنوانها « الفهلوه « , وهذه امتدت من الإدارة الى السياسة والى عموم أصحاب المهن والنخب أيضا , والمشكلة ان هؤلاء يراهنون على « طيبة « الناس وحسن ظنهم بالمسؤول ، ويعتقدون ان بمقدورهم ان « يغطوا « على الحقيقة بالحيلة، وتزيين الوقائع ، والالتزام دائما « بما يطلبه المستمعون «، حتى لو كان مجرد وقائع مزيفة او إنجازات وهمية , الامر الذي يستدعي « محاصرة « هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا ، وقطع جذورها كي لا تتمدد اكثر.
 
يبقى السبب الثالث وهو ان ما كشفه رئيس الجامعة من « اخفاقات « إدارية , لم يحدث في « ليلة مظلمة « على العكس تماما, فقد تم تنفيذه على امتداد سنوات طويلة , كما جرى اشهاره على الملأ باعتباره إنجازات , واستقبله الناس بكل احتفاء , مما يطرح سؤالا مهما وهو : اين كانت اجهزة « الرقابة « والمتابعة ومؤسساتنا المعنية بشؤون الجامعات , عما كان يجري , ولماذا لم تتحرك منذ البداية لتطويق « الهدر « ووقف « مسيرة « الفشل , والحفاظ على المال العام , وانصاف الموظفين العاملين الذين تعرضوا للظلم الوظيفي , هذا السؤال لا يتعلق فقط « بقصة « حدثت في جامعة ودفعنا ثمنها , وانما يجب ان نتداوله دائما لتقييم أداء كافة مؤسساتنا لكي لا نقع في المطب مرة أخرى.
 
بقي لدي (٣ ) ملاحظات ، الأولى تتعلق بمسؤولية الاعلام عن « الترويج « لمثل هذه الإنجازات من دون استقصاء , ثم بيعها « للجمهور « على انها حقائق ووقائع , الثانية تتعلق بمسؤولية المواطن ( الأخلاقية والوطنية ) ، سواء اكان اكاديميا في جامعة , او موظفا وعاملا في مؤسسة , عن الصمت الذي يلوذ اليه تجاه أية تجاوزات يقع فيها المسؤول , اما الملاحظة الثالثة فهي ان مجتمعنا الذي يعاني من ظاهرة « الاشاعات « واغتيال الشخصيات ويحاول ان يواجهها, يعاني أيضا من ظاهرة تسويق « وهم « الإنجازات, الامر الذي يفرض عليه ان يواجه هذه الظاهرة أيضا بمزيد من الوعي والسؤال ليميز بين الصحيح منها والمغشوش.