Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Feb-2018

جاكيت ومعطف بريش! - م. فواز الحموري

 الراي - أشار البائع إلى أن الجاكيت والمعطف بريش متوفر ولكلا الجنسين وهو مطلوب ومرغوب لدى الشباب والصبايا ،فكان ذلك مدخلا للحديث عن التغيير الهائل في هيئة وشخصية كل من الشاب والصبية هذه الأيام والصورة التي يعكسها كل منهما عن نفسه وبيئته وأسرته وعن ثقافته وقناعاته الشخصية ؛ لقد بات من المعقول والمقبول أن يلبس الشاب مثل الشابة ولا يحفل بالانتقاد طالما أن الموضة تتيح له لبس المعطف والريش على قبته وحتى أن بعض الشباب يلبسون الأساور والحلق والقلادة دون الاكتراث لأي غمز ولمز يلاحقه هنا وهناك.

وكذلك الحال بالنسبة لبعض الصبايا واللواتي لا يحفلن بالانتقاد الموجه للباسهن وتصرفاتهن والعديد من القضايا ذات الصلة بالمظهر الخارجي والسلوك الشخصي لهن.
أثناء النقاش أشار البائع إلى انه يضطر في بعض الأحيان إلى توظيف شباب وصبايا من نفس العينة ليسوق البضاعة بشكل اكبر، ولكنه غير مقتنع بذلك ولكنها السوق كما أردف في أكثر من مرة أثناء الحوار !
نشاهد في العديد من الفضائيات أمثلة منوعة من النماذج الشابة والتي تحتاج إلى الكثير من النقد البناء للتغيير وتقديم مبرر مقنع لتصرفاتهم ونمط حياتهم وحريتهم المبالغ فيها ؛ فماذا تعني الأساور الملونة في معصم الشاب أو بنطاله الساحل أو مظهر لحيته ، والطاقية الكيس والبوط الرياضي وحتى الجدائل والبنطال الممزق وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية وقاموس المصطلحات المستخدم والتناول السطحي للأمور وبشكل مفرط؟
استخدام اكسسوارات الزينة وقصات شعر معينة واللفحات وربطها والخروج بهيئة قد تسر البعض لبعض الوقت ولكنها غير مناسبة أبدا وعلى طول المدى والتي أصبحت مقبولة في مناسبات الأفراح والأتراح دون الاهتمام بطبيعة وظروف وعادات المجتمع والتي تغيرت هي الأخرى في سياق الاندماج والتقدم.
ثمة لوثة معينة تصيب الشباب والصبايا بحيث تصم آذانهم عن سماع النقد وترفض عقولهم الحوار وتبادل الرأي والرأي الأخر، وثمة لوثة تكنولوجية مدمرة لعقل ووجدان الشباب والصبايا لاستهلاك التكنولوجيا والإدمان على تطبيقاتها دون الشعور بهموم الأسرة وتكلفة الحياة ودون النظر إلى المستقبل القادم على اقل تقدير.
مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها مجتمعنا، هل تعي تلك الفئة من الشباب والصبايا ما نمر به من صعوبات ومشاكل وللأسف فان تلك الفئة من الشباب والصبايا تنتمي للطبقة الاجتماعية العادية والمتوسطة من المجتمع وتعاند نفسها وأسعار تلك البنود مرتفعة ، نوط وبنطال ، ومعطف ،... فمن يهتم بذلك ويغطي التكلفة ؟.
حالة التندر والتفاعل مع قضايا المجتمع تعكس حاجة للتفكير جديا فيما يحصل ويصيب الشباب والصبايا وهذه الفئة الواسعة والتي سرعان ما تستخدم الفيديو المدبلج وتنشره ، ليصدق فيما بعد ويعتبر حالة مناسبة للضحك والاستهتار والسخافة فقط ، فهل ارتداء الشباب لمعطف بريش مثل البنات له مدلوله الاجتماعي والنفسي ؟
سؤال مهم يتكرر دوما: كيف يمكن معالجة تلك المظاهر والسلوكات والعادات السيئة وكيف يمكن توجيه الانتباه إلى «الغلط» دون حساسية وخجل ومحاولة الإقناع والحوار والتخفيف ما أمكن من الضرر النفسي على الجميع ؟
إنهم الرفقاء ، إنهم الأصحاب ،بل انه الإعلام المسموم والذي يعكس إساءة لطبيعة النفس البشرية والقيم الإنسانية النبيلة ويحاول جاهدا الهدم لا البناء ، فهل يكون الشباب وتكون الصبايا على قدر التحدي وتحمل المسؤولية ؟
لا بد من الإشادة بالصورة المشرقة لمجموعة طيبة من شبابنا وصبايانا، تلك الواعدة والمبدعة والمبادرة والقادرة على تنفيذ مبادرات جديدة من مثل ترشيد الاستهلاك لتخفيف الأعباء وحسن التدبير ؛ بدل التندر والنكت ، لا بد من المساعدة في مواجهة التحديات جنبا إلى جنب المحاولات الثقافية بدل الجدل السياسي في التصدي لمشكلة التناقض الاجتماعي بين من يملك موبايلا حديث ويشكو عدم قدرته على شراء الخبز وممن يطلب الوجبات والحلول السريعة على حد سواء.
بعيدا عن مدلول الفقر والحاجة ، شاع مفهوم السطو على البنوك بحالة من متباينة بين « الفرفشة « والهزل وحتى منظر منفذ السطو لم يكن مقنعا أبدا، فهل تناول ملفاتنا بعيدا عن الإثارة وكسب الشعبية؟
تبدأ الحكاية من ذلك المعطف بريش ولحظة قبول فكرة تحول الشباب والصبايا إلى مجرد نسخ طبق الأصل عن نماذج لا تستحق الكثير وخسارة الشخصية والقيمة الاعتبارية والمسؤولية الاجتماعية، لمجرد أنا أريد!