Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Nov-2019

«رحلتي مع النهر الثالث» كتاب جديد للشاعر غدير الشمري

 الدستور - نضال برقان

يستعيد الشاعر غدير الشمري في كتابه الصادر عن «دار الآن ناشرون وموزعون» بعمّان، بعنوان «رحلتي مع النهر الثالث» طفولته التي ارتبطت بالحرب التي فتحت النافذة على القصيدة الوطنية وأشرعت أمامه بوابة الشعر، مسجلا القصائد المغناة التي عُرف من خلالها الشاعر عبدالرزاق عبدالواحد مطلع الثمانينيات من القرن الماضي أبّان الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت لثماني سنوات.
وبين حربين ينبض قلب غدير بالشعر مطلع تسعينيات القرن الماضي عندما كان يكتب القصائد دون أن ينشرها قبل أن يجد التشجيع من الأصدقاء، ثم ينضم لرابطة الشعراء الشعبيين، ويصف خلال ذلك ضراوة الحرب على العراق، ثم المنفى بعد احتلال العراق عام 2003 الذي جمعه مع عدد من المناضلين والشعراء والمثقفين الوطنيين في غير بلد عربي.
ويشي العنوان الذي اختاره الشاعر للكتاب بمقاربة بين نهري دجلة والفرات بما يمثلان من عظمة وخلود ليلقى بالصفة على الشاعر عبدالرزاق عبدالواحد الذي يُعدّ من رواد الشعر الحديث مع بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وشاذل طاقة.
ويلتقي الشاعر الشمّري خلال وجوده في دمشق الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد عام 2007 مصادفة، خلال نشاط ثقافي نظّمه الإعلامي زياد المنجّد في حماة، وترافقا في الراحلة التي أقلتهما مع زوجة الشاعر أم خالد، ويقول: من ذلك اللقاء بدأ مشوراي مع عبدالرزاق عبدالواحد، مسجلا الحوار الذي دار بينهما، والعلاقة التي ربطت عبدالواحد بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وحكايات لبعض قصائده، ومنها «المنعطف»، ومطلعها:
الحمد لله يبقى المجد والشرفُ
أن العراق أمامي حيثما أقفُ
ثم يسرد المؤلف الشاعر الشمري في الكتاب الذي يقع في (380) صفحة القراءة الأولى له أمام الشاعر في أمسية مشتركة بحماة، وأصرّ فيها الشاعر عبدالواحد أن يقرأ غدير أولا ويتناول خلال الكتاب المناسبات التي شارك فيها الشاعر عبدالواحد.
ويستعيد غدير في الكتاب التحريض الذي تعرض له الشاعر عبدالواحد، والجدل الذي دار حول إحدى قصائده وحمله للسفر لعمّان، واستقبال الملك حسين له، وتخصيص مكان له للإقامة.
ويسترجع المؤلف علاقة الشاعر عبدالواحد بمحمود درويش ولقاءهما الأول في مهرجان المربد، وحزنه على على وفاة درويش.
ويتناول الكاتب الشاعر غدير خلال الكتاب الكثير من النشاطات السياسية والثقافية واللقاءات التي كانت تجمعه مع الشاعر عبدالرزاق عبد الواحد وعدد من السياسيين والمثقفين العراقيين في دمشق.
ثم يتناول الفترة التي رافق فيها عبدالواحد في عمّان، والنشاطات الثقافية التي تشاركا فيها، ويكشف عن قصة إسلام أبي خالد (عبدالرزاق عبدالواحد الذي كان ينتمي لطائفة الصائبة) ويقول: اتصل بي بصوت متعب جداً وطلب مني الحضور لنقله للمشفى، وجدته في حال سيئ جداً، في هذه الأثناء رُفع أذان العشاء، حيث كانت شقته خلف جامع الطباع في شارع (وصفي التل)، فجلست إلى جانبه وأمسكت بيده وقلت: «أنا راح أصلي العشاء ومن أخلِّص نروح للمشفى , بس أريد منك شي واحد (التفت إليّ متسائلاً فاستطردت) أريدك تردد بينك وبين نفسك اللّهم صل على محمد» فهز رأسه موافقا، وكانت لديه سجادة للصلاة معلقة دائماً على أحد كراسي سفرة الطعام في الصالة، ففرشتها بالقرب منه، وبدأت بالصلاة وهو يراقبني بسكينة، ويمسك بطنه، لكني لا أعلم حينها كيف أحسست بيقين وإيمان تام بأننا لن نذهب للمشفى.
وما أن وصلت للسجدة الثانية، وإذ به ينهض مسرعاً، ويدخل الحمّام, انتهيت من الصلاة وجلست أنا وأم خالد، وبعد قليل خرج ووجهه متعب يتصبب عرقا، وأسند يده على الحائط في الصالة وهو ينظر إلي بصمت، ثم قال: غدير أنت مو طبيعي.. الحمد لله والشكر، الحمد لله والشكر..
ثم عاد و جلس في مكانه وهو يردّد مو معقول، قلت: يقول النبي - عليه الصلاة والسلام - الصلاة عليّ شفاءٌ للأبدان ثم قمت وقبلت جبينه.
وأحس براحة نفسيّة واطمئنان يملأ قلبه «أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله».
ثم قرأ هذه القصيدة:
كنت طفلاً أنام على السطح في الصيف
في بيتنا في العمارة
كنت أسبحُ بين رحاب الفضاءِ
وأحلم
أرحل بين الغيوم..وبين النجوم
وأحلم
في أيما نجمة ٍ يسكن الله؟
كان المعلم يخبرنا
أنه فوق كل النجوم وكل السحاب
وهو في كل باب
فإذا ما دعته القلوب استجاب
يا ما تلمست جنبي
وتمنيت من كل قلبي
لو أرى الله..
ثم أنام
ويعرض المؤلف في الكتاب الذي يشتمل على الكثير من القصائد ومناسباتها إلى قصة اللوحة التي رسمها فائق حسن للشاعر عبدالواحد خلال عمله مفتشًا بمعهد الفنون الجميلة.