Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jan-2018

مايك بنس: لم لا ؟ - صالح القلاب

 الراي - من الآن يجب أن يكون واضحاً ومعروفاً أن زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إلى الأردن إلى بلدنا المملكة الأردنية الهاشمية، التي ستأخذه أيضاً إلى مصر وإسرائيل في الحادي والعشرين من هذا الشهر، مرحبٌ بها وهنا تجب الإشارة بل يجب التأكيد على أن الأشقاء الفلسطينيين في السلطة الوطنية وفي منظمة التحرير معهم الحق كله في «تجميد» علاقاتهم مع واشنطن ورفض إستقبال هذا المسؤول الأميركي الذي يقال أنه هو مهندس هذه الخطوة الآثمة التي أقدم عليها الرئيس ترمب بالإعتراف بالقدس الموحدة عاصمة أبدية للدولة الإسرائيلية.

 
حتى في ذروة الحروب المدمرة، ومن بينها الحرب الفيتنامية – الأميركية، كان الطرفان المتحاربان بحاجة ودائما وأبداً إلى قنوات إتصال بينهما إنْ تمهيداً للتفاهم المستقبلي وإن لحل بعض القضايا الطارئة وهذا ينطبق على أشقائنا الفلسطينيين، الذين لحسن حظهم أنَّ على رأس قيادتهم في هذه المرحلة الحاسمة والخطيرة قائدٌ عقلاني يزن الأمور بروية وتريث هو محمود عباس (أبو مازن)، الذين هم بحاجة لا بل بأشد الحاجة أن لا تنقطع العلاقات بينهم وبين الأميركيين وأن تكون هناك قنوات إتصال، والأفضل أن تكون عربية، مع أميركا تجنباً لتراكم الخلافات وتطورها أكثر مما هي متطورة وتكون النتيجة مناكفات إستفزازية لن تستفيد منها إلا إسرائيل التي يهمها ومن مصلحتها أن تكون هذه القطيعة أبدية ونهائية.
 
قال مايكل وولف في كتابه المثير والخطير :»نار وغضب» :»إن الولايات المتحدة مع تنصيب دونالد ترمب في عشرين كانون الثاني (يناير) 2017 قد دخلت في عين العاصفة السياسية الأكثر غرابة منذ فضيحة ووترغيت على الأقل وهذا يعني أن القطيعة نهائياً مع بعض رموز هذه الإدارة المصابة بداء الـ «هيستيريا» والجنون لن تكون إلا لمصلحة بنيامين نتنياهو ومجوعته الليكودية المتشددة وإلاّ لمصلحة هذا الرئيس الأميركي نفسه والمثل يقول :»إنْ لم تستطع أن تكسب الخصم فحيدّه» ويقينا أن إنفتاح الدولتين اللتين عقدتا إتفاقيات سلام مع الإسرائيليين، الأردن ومصر، على مايك بنس وإفهامه أن ما أقدم عليه «رئيسه» قد أبعد كثيراً عملية السلام في هذه المنطقة الملتهبة التي لا تزال منطقة مصالح حيوية أميركية وأنه على واشنطن أن تتدارك الأمور بسرعة وبخاصة وهي ترى وبأم عينها كيف أن روسيا قد أنهت عالم القطب الواحد وكيف أنه أصبحت لها قواعد (أبدية) إستراتيجية على شواطىء المتوسط الشرقية .
 
يجب أن يسمع مايك بنس من الدولتين العربيتين اللتين غامرتا فعلاً وأبرمتا إتفاقيتي سلام مع إسرائيل أن هذا الإتجاه الذي وضع دونالد ترمب الولايات المتحدة عليه سيكون مكلفاً وإن المضي بالسير على هذا الطريق سيُفقد هذه الدولة كل أصدقائها في هذه المنطقة الحيوية والإستراتيجية وأيضاً ربما خارجها والمفترض أن يدرك العقلاء الأميركيون أن أكبر حماقة من الممكن أن ترتكبها واشنطن هو إلا يبقى لها في هذا الشرق الأوسط، الذي تجري فيه مبارزة تزاحم مصالح وتزاحم أكتاف وأقدام، أي صديق ألا هذه الدولة الإسرائيلية التي تمارس السياسة إقليمياً ودولياًّ إستجابة لعقد تاريخية كان قد ساهم بإيجادها عتاة الحركة الصهيونية.
 
هناك الآن في الولايات المتحدة تيار، إن ليس كبيراً، فمؤثراً غير راضٍ عما قام به دونالد ترمب وعما تفعله وتقوم به إسرائيل ويقيناً أن عدم إستقبال مايك بنز سيضعف هذا التيار وأيضاً سيضع في أيدي عتاة الحركة الصهيونية في أميركا ومعهم بعض المتطرفين الأميركيين الحجج التي ينتظرونها ويريدونها للقول أن العرب لا يريدون سلاماً وأنهم لا يأبهون بظروف أشقائهم الفلسطينيين وأوضاعهم .. ولذلك فإن الخضوع لمزايدات المزايدين ورفض إستقبال نائب الرئيس الأميركي وبخاصة من قبل الأردن ومصر سيكون خطأ جسمياً وسيضع أسلحة جديدة في أيدي عتاة التطرف الإسرائيلي والمؤكد أن الخاسر في هذا كله سيكون الشعب الفلسطيني الذي أصبح ظهره إلى الحائط .. وهذا بالإضافة إلى خذلان «الأصدقاء» في أوروبا وفي العالم كله .