للارقام دلالاتها ومؤشراتها التي تضعنا امام الواقع بلا مساحيق للتجميل او رتوش لاظهار الصورة على احسن ما يكون وهي ذاتها لا تحتمل الخدوش لعكس صورة قاتمة فهي مراة الحقيقة في كل الاشياء سلبية كانت ام ايجابية وهي مرتبطة بالطموح للافضل او تدفعنا مرغمين على مراجعة الذات لتخطي الازمات والتحديات والوقوف على الثغرات لتجاوزها سواء كانت طارئة او مستمرة.

 

ولاهمية الارقام في معرفة الوضع العام المرتبط بانتشار كورونا في العالم ومنه الاردن وفي اربد على وجه التحديد اجتهدت الرأي بتتبع رقمي لمختلف الجوانب المتصلة بهذا الوباء الذي اصبح الشغل الشاغل للجميع والهاجس المسيطر على طبيعة حياتهم وتفكيرهم واحاديثهم حتى انه اصبح يتدخل عنوة بنمط حياتهم وتفكيرهم بالمستقبل ومألاته.

 

فمحافظة اربد بالويتها التسعة والتي يقطنها اكثر من مليوني نسمة مثلت محورا وهاجسا وقلقا للجميع مسؤولين ومواطنين على مستوى المملكة كما هي لابنائها بعد ظهور اكثر من بؤرة ساخنة فيها جعلت خلية ادارة الازمة تتخذ حيالها اجراءات احترازية فوق العادة كانت محط ترحيب من جميع سكان المحافظة الذين احتضنوا الجيش كما يحتضنون ابناءهم بعد طول فراق فكان المشهد جياشا حتى انه طغى على سخونة الوضع الصحي والخوف من فيروس كورونا.

 

وعودة للارقام على مستوى محافظة اربد فانها سجلت 98 اصابة لغاية امس السبت تماثلت منها 38 حالة للشفاء تم الكشف عنها من خلال سحب 3050 عينة حتى الامس في حين ما زالت 200 عينة جديدة تم اخذها من مخالطين في محافظة عجلون ومنطقة الكريمة بالاغوار الشمالية من المرجح ان تظهر خلال الساعات القليلة القادمة.

 

وفيما يتصل بالمخالفات التي ارتكبت خلافا لاحكام قانون الدفاع والاوامرالصادر بموجبه فانه تم ضبط حوالي 1500 شخص مخالفين لقرار حظر التجول اضافة الى حوالي 500 مركبة غير مصرح لها بالحركة تم اتخاذ الاجراءات القانونية والادارية بحقهم جميعا.

 

وعلى الصعيد التمويني فان المحافظة لم تشك من نقص يذكر في المواد التموينية الاساسية فيما كان الحصول على الدخان من اكبر الصعوبات التي واجهت المدخنين لفترة من الوقت حيث ساهم ذلك بانتشار السوق السوداء لليعالدخان بضعف سعره الحقيقي الى ان تم التغلب عليها من خلال منح تصاريح لشركات التوزيع بتوزيع الدخان على المحال والبقالات في حين انخفض الطلب على الخبز والخضار والفواكه بعد فتح سوق اربد المركزي السبت قبل الماضي واستقبل خلال عشرة ايام اكثر من سبع الاف طن من الخضار والفواكه.

 

الارقام في اربد لم تتوقف عند هذا الحد بل اكثر من 25 فريق اسقصاء وبائي بدأوا تحضيراتهم لاجراء فحصوات وسحب عينات عشوائية في مختلف مناطق المحافظة على سبيل الاجراءات الاحترازية والتحوطية المتقدمة مثلما سيصار الى فحص جميع المرضى الذين يعانون من امراض تنفسية سابقة لنفس الغرض والغاية شأنهم شان جميعا لكوادر الطبية والتمريضية والفنية التي تعاملت مع حالات الاصابة داخل المستشفيات.

 

وفي السياق ذاته فان اكثر من الف موزع غاز ومياه وخبز ومواد تموينية وادوية سيصار الى اجراء فحوصات مخبرية وسحب عينات منهم كمزيد من الاجراءات الاحترازية اللازمة.