Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-May-2018

الاستقلال وشرعية الإنجاز - د. حازم قشوع

 الراي - اذا كان الاستقلال قد ارتكز الى دور بني هاشم في قيادة التاريخ وصياغة رسالته وكانت ركائزه معنونة بالشرعية التاريخية والدينية والفكرية التي حملتها رسالة الثورة العربية الكبرى فإن متطلبات إدامة روافع الاستقلال احسب انها توازي ذات الاهمية ان لم تكن حملها اكثر وزنا عن تلك الشرعيات التي شكلت مرحلة التأسيس ومرحلة التشييد ومرحلة البناء وصولا الى مرحلة التعزيز التي تقف على شرعية المنجز والتي تحمل في مضمونها بناء مؤسسات الدولة بعصرية نهج وحداثية توجه ومدنية طابع مجتمع. واذا كانت رساله النهضة العربية الكبرى قد تعرضت الى ارهاصات المد الفكري والجزر السياسي نتيجة المناخات الجيواستراتيجية التي اعترت مسيرتها فان الدولة الاردنية هي الاخرى كانت قد ادخلت او وقفت في ذات الاجواء غير المستقرة اقليميا او موضوعيا منذ تكوينها هذا بالاضافة الى التحدي المحلي الذاتي والتي نبينها فيما يلي:

اولا: تحدي الموقع الجغرافي الذي حمل اكبر خط مواجهة مع دولة الاحتلال وما حمل الاردن من تبعات تجاه الاراضي المحتلة والقدس اضافة الى تبعات حالة النزوح والهجرات.
ثانيا: تحدي اتصال الحركات الفكرية الفوق قطرية في السياسية الوطنية بالمرجعات الفكرية الأيديولوجية هذا بالاضافة الى تبدل هذه الانظمة الشمولية طبيعة ادائها وسلوكها الذي استند لاستخدام السلاح والعنف مستخدما تراه اللاهداف النضالية وتراه اخرى غايات وحدوية فكرية في مخاطبة الجماهير.
ثالثا: تحدي التجاذبات الاقليمية التي شكلت وما زالت تحديا كبيرا لحالة المستقرات السياسية للانظمة في المنطقة نتيجة تشكيلها لحمايات اقليمية تستهدف جذب المقدرات وهي قادرة بذات السياق على التمدد الايدولوجي والاقتصادي والامني الامر الذي شكل حالة تحد كبير لمجتمعات المنطقة ومستقراتها.
رابعا: التحدي الذاتي الذي يرتكز على تحدي شح الموارد وضعف الامكانات الطبيعية هذا العامل الذي ولد أزمة اقتصادية لازمت الدولة منذ تكوينها.
وهي التحديات الاربعة التي واجهة ومازالت تحقيق شرعية الانجاز الى استهدافاتها والوصول باستراتيجية المنجز الوطني الى غاياته.
لكن الارادة السياسية الواثقة من حتمية الانجاز استطاعت ان تقدم نجاحات مهمة على الصعيد المحلي عندما استطاع الاردن خلالها ان يجسد العبارة التي تقول «ان الاردن ينتصر لذاته بذاته» حينما تعاطت الدبلوماسية الاردنية بحرفية عالية بقيادة جلالة الملك بتحويل المنعطفات السياسية التي تتعرض لها المنطقة الى منطلقات انجازية حافظت على المنجز الوطنى بمنجز دبلوماسي سياسي وكما عمدت الدولة الاردنية في ذات السياق على تقديم النموذج الوطني الاردني ضمن ذلك النموذج الامن القادر على حفظ حالة معادلة الامن والاستقرار في المنطقة فكرا وممارسة فضل سياسة الاعتدال بالفكر والنهج التي يقف عليها الاردن واستراتيجيته الامنية التى ميزته وامتاز بها بالاضافة التي حالة الالتفاف الشعبي حول قيادته.
وعلى الرغم من شدة الظروف وعمق المحن الامر الذي اكد المؤكد ان الارادة الرسمية والشعبية قد امتزجت حول احقاق المقدرة وتعزيز الرافعة الوطنية القادرة على الوصول بشرعية الانجاز الى استهدافاتها والتي بينتها الاوراق الملكية عندما انارت للمنجز الوطني طريقه ووضعت خارطة الطريق للاصلاح السياسي والاقتصادي ومسيرته على الرغم من كل التحديات التى يتعرض لها الاقليم والتى تعصف باجواء المستقرات الرئيسية للمنطقة وهى ذات العوامل التي تؤكد على قدرة الاردنوالاردنيين على تقديم  روح الاستقلال بالشكل والمضمون وتجسيد عمق الانتماء والولاء التي حملها الاردنيون من معاني الاستقلال.
الامين العام لحزب الرسالة