Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-May-2018

حلف القدس - فايز الفايز

 الراي - أمس الأول كان جلالة الملك عبداالله الثاني وأشقاؤه في طليعة الحضور لمؤتمر القدس الذي عقد بإسطنبول، ليس هناك من جديد سوى صدق الحضور، فقد وقف عبداالله الثاني متحدثا ليؤكد

على الحق بالقدس الشريف الذي لا يقبل التأويل ولا التحويل ، لقد توسط الملك حلفا قويا من الدول الإسلامية المؤثرة التي من الممكن أن يشكل حلف القدس محورا سياسيا جديدا يكسر إحتكار إسرائيل للقوة الجبرية لاغتصاب ما تريد، ولو تشكلّ ذلك المحورفعلا، لما اضطررنا الى إخفاء وجوهنا خلف أيدينا، فالأمور
باتت واضحة ، القضية الفلسطينية سقطت من حسابات واشنطن
وتل أبيب، ولم يعد هناك حاجة لأي تعاون مع من يطالبون بإعادة
إسرائيل الى ما قبل 1948/5/15 ،أو 4 / 6/ 1967 ، تلك أوراق سقطت
من الروزنامة ولن تعود.
في مثل هذا اليوم 20 /5 / 1948 كان مجلس الأمن منعقدا لمناقشة وقف العمليات القتالية بين الجيش
الأردني بقيادة الملك عبداالله الأول وقادته العِظام ، وجيش الصهاينة الذي تخلت عنه بريطانيا ، وبدأ العداء
من قبل اليهود واضحا ضد الإنجليز ، وفي الأمم المتحدة أيدت بريطانيا دعمها للجهود العربية لإحباط
إجراءات مجلس الأمن الداعية لوقف الحرب العربية اليهودية حيث حذر «أليكساندر كادوجان»، رئيس الوفد
البريطاني في الأمم المتحدة، من أن حكومته لا توافق على الاحتجاج للمادة 39 من ميثاق الأمم المتحدة لأن
ذلك سيؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية ضد الدول العربية.
الموقف البريطاني في حرب النكبة كان لصالح العرب وبعكس موقف الولايات المتحدة المنحاز كليا لإسرائيل
الجديدة، حيث أكد المندوب البريطاني أن اليهود لم يكونوا أقل مسؤولية عما يحدث في فلسطين من
العرب، و استطاع وقف الهجوم الكاسح من قبل «وارن اوستن» مندوب الولايات المتحدة آنذاك ضد العرب،
وركز على أن يقتصر عمل المجلس لتأمين هدنة في القدس وأن يتم تعيين وسيط للأمم المتحدة في
فلسطين ، لهذا نرى التاريخ لا يزال هو التاريخ الأسود للسياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية، منذ
قيام الكيان الإسرائيلي، ولا يمكن التعويل على أحلام السلام الممجوجة
اليوم لم يعد هناك أي صغير يجهل التحولات في العالم العربي ، وبات الجميع يدرك الخطر المحدق
والمتربص بهذه الجغرافيا السياسية التي باتت تخنق الأردن أكثر وأكثر، قد لا يكون الأمر عظيما ولكن
الموقف من القدس لم يعد مجرد كلام في الهواء عن القيمة الدينية والرمزية التاريخية للقدس وفلسطين ،
بل هذا بات صراعا وجوديا، جعل من إسرائيل خطرا حقيقيا على السلم العالمي، لأنها بفضل سحرها الخاص والمميز وامتلاكها لمفتايح القلوب في البيت الأبيض الأمريكي، باتت محجا لأفئدة مراهقي السياسة ، وهناك
من لا يزال يراهن على السلام معهم كالسيد محمود عباس، أحد الأمثلة.
إن الإجتماع الكبير الذي عقد في تركيا يدعونا لمراجعة خريطة التحالفات الإقتصادية، وهي التي توضح تماما
قدرتك على معاندة الخصم ، والإستغناء عن التبعية السياسية للآخرين، خصوصا بعدما فقدت سياسة
الإحترام والصف الواحد ، فتركيا بلد يمكن الإستفادة منه دون الإرتماء السياسي في أحضانها، فقط التعاون
وإعادة دراسة إتفاقية التجارة التي تم إلغاؤها أخيراً، وتوقيع اتقاقيات التبادل الطلابي واستقدام الخبراء من
جميع التخصصات لتدريب شبابنا وموظفينا في مختلف القطاعات ، وتعليمنا كيف تم توفير كل هذه
الرفاهية خلال عقدين مضيا ،ومن هناك يمكن أن نبدأ نفكر بتنويع مصادر الفكر السياسي، تماما كما هو
تنويع الأسواق الإقتصادية وعدم الإرتهان لمزاجية الدول الأخرى.
قبل سبعين عاما كان العرب أكثر غيّرة، وأكثر شهامة ورجولة ، كانوا بقايا من الزمن العروبي الأصيل، ورغم
بداوتهم وبدائيتهم السياسية، وجهلهم في فنون الحرب وقلة خبرتهم في الصناعة وشح المال وسوء
الأحوال ، فقد هب العرب جميعهم لإنقاذ فلسطين ونجدة أهلها، حيث سطر الأبطال بطولات في كل جبل
وواد أمام عدو جديد، غالبية أفراده مدربون على القتال، ومنخرطون في عصابات قتالية شكلوا منها جيشا مسلحا يقاتل ليغتصب الأرض، ونساؤه يعملن الى جانب الرجال في البناء والإسعاف وتوصيل الإمدادات، وأثرياؤه من أميركا وأوروبا يمدون الجميع بالمال ، فيما أهل الأرض كانوا فقراء ضعفاء يحملون خيبتهم فوق نكبتهم التي لا تزال ترقص في أعراسنا.
Royal430@hotmail.com