Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Jan-2018

الامجاد القديمة - شلومو شمير
 
يديعوت أحرونوت
 
الغد- الولايات المتحدة والأمم المتحدة لا تعيشان بسلام الواحدة مع الاخرى. ليس من اليوم وليس بسبب الرئيس دونالد ترامب. ولكن بالذات لترامب، العدو الأكبر للأمم المتحدة ولكل مؤسسة دولية اخرى، فرصة تاريخية لتحسين اداء المنظمة العالمية، تقليص الميزانيات المضخمة وادخال النظام إلى الجهاز المعقد. السؤال هو كيف يفسر ترامب التوقيت التاريخي.
في حديث مع دبلوماسيين ومحافل رفيعة المستوى في المقر الرئيس للمنظمة في نيويورك يطرح على نحو شبه اجماعي السؤال اذا كان تأييد السفيرة الأميركية نيكي هيلي لتقليص 285 مليون دولار من ميزانية المنظمة هو دليل على العقاب الذي اوقعه ترامب مع المنظمة عقب التصويت ضد اعترافه بالقدس كعاصمة إسرائيل، ام دليل على ان البيت الابيض والسفيرة يقصدان بجدية العمل على تحسينها. او بكلمات اخرى، هل اعلن ترامب الحرب على المنظمة الدولية بهدف اخضاعها والاملاء عليها لاعمال تستوي مع المصالح الأميركية أم أنه يسعى بالفعل إلى نجاعة عملها؟
لقد كان تأسيس الأمم المتحدة تجسيدا لحلم أميركي. وقد تشوش الحلم واصبح من ناحية الولايات المتحدة كابوسا في مجالات معينة مهمة لكل إدارة. لقد كان تأسيس المنظمة العالمية أمنية للرئيس الاسطوري فرنكلين دنانو روزفلت. في نظره، كان تأسيس المنظمة الدولية النهاية المناسبة للحرب العالمية الثانية ومرساة لحماية السلام والاستقرار. ويدعي مؤرخون أميركيون بان روزفلت احب تأسيس منظمة عالمية بحيث أنه من أجل نيل موافقة ستالين على الفكرة تنازل روزفلت لمطلب ستالين السيطرة على بولندا ومنحها للهيمنة السوفياتية.
لقد تأسست المنظمة في سان فرانسيسكو وساهم الملياردير نيلسون روكفيلر بالارض الغالية على ضفاف الهدسون لاقامة المبنى الذي نقوم فيه حتى اليوم المقر الرئيس للأمم المتحدة. ولكن فور شهر العسل القصير بين المنظمة والولايات المتحدة تبين للادارات في واشنطن بان الأمم المتحدة لا تؤدي بالضبط الغاية التي اعدت لها. بمعنى أنها لا تطيع السياسة الخارجية الأميركية.
كلما ازداد عدد البلدان في الأمم المتحدة، ازداد في الادارات في واشنطن الاحساس بالاغتراب عن الأمم المتحدة. وعن حق، فكيف لا يمكن أن يغاظ المرء حين تكون دولة عدد سكانها يساوي او حتى اقل من عدد الأميركيين الذين يسكنون في حي واحد في بروكلين، تتمتع بحق التصويت الذي يكون حاسما احيانا في موضوع هام للولايات المتحدة، التي تمول 22 في المئة من ميزانية الأمم المتحدة.
هذا ليس جديدا ان الأمم المتحدة بحاجة إلى سلسلة اصلاحات. ومنذ سنين تسمع في المداولات في اوساط السفراء اقتراحات لتحسين عمل المنظمة وتقليص ميزانياتها. ولكن هذه المداولات كانت تنتهي دوما بلا شيء. وعلى حد قول بعض الخبراء، فرغم الانطباع السائد بان روسيا هي التي تفيد من عدم نجاعة المنظمة، فبرأيهم أن القوى العظمى الغربية بالذات غير متحمسة للدفع بالإصلاحات إلى الأمام. وقال دبلوماسي كبير في وفد لدولة جنوب أميركية ان "الدول الغربية تخشى من أن تمس تغييرات مهمة في اداء المنظمة بمكانتها المركزية في ساحة الأمم المتحدة. فبريطانيا، فرنسا، المانيا، الهند، اليابان وبالطبع روسيا تستمتع بالوضع الحالي".
الرئيس ترامب لا يحب القوى العظمى الغربية. لا يخفي اغترابه عن روسيا ولا يتردد في ابداء موقف الاستخفاف تجاه الصين أو اليابان. وهو بالذات يمكنه أن يكون الرئيس الأميركي الذي يجدد للأمم المتحدة ايامها كما كان في السابق او على الاقل يدفع إلى الأمام بعض النجاعة في المؤسسة.