Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Nov-2017

قمة سوتشي «الثلاثية».. هل «الاختراق» قائم؟ - محمد خروب

الراي -  الأنظار.. السياسية والدبلوماسية و»العسكرية» في أكثر من عاصمة اقليمية ودولية شاخصة نحو المنتجع الروسي الشهير على البحر الاسود سوتشي.. اذ يلتقي اليوم قادة الدول الثلاث الاكثر تأثيرا ونفوذا في الازمة السورية وربما في المنطقة، بعد ان ارتكبت كثير من العواصم الاقليمية وخصوصاً العربية «جبالاً» من الخطايا, واتّخذت من الخطوات التي لا يمكن احتسابها إلاّ في خانة الغباء، ما اتاح لقوى نفوذها وإحياء ادوارها ودائما لِملء «الفراغ» الذي ظن بعض عديدة إستغلال هذه الارتباكات والاخطاء القاتلة, لتعزيز العرب ان بمقدورهم منع حدوثه, اذا ما اتّكأوا على الارهابيين بدعمهم وتزويدهم بالسلاح الوفير, المحمول على ضخ اموال بلا حدود, فانتهت بهم الحال الى مآزق كبرى, سرعان ما بدّدت اوهام واحالتها الى كوابيس وهزائم وانحسار نفوذ وادوار متوّهَمة, وما هو اكثر من ذلك. على النحو الذي نشاهده في مشهد عربي اكثر بؤسا ومدعاة ربما للشماتة, مما كانت الحال عليه عند اندلاع ما روّجوا له عن جهل وصفاقة بانه ربيع عربي, بدأت عواصفه العاتية تهب في العام 2011 بعد ان انجز التوانسة بذكاء وشجاعة نصيبهم المشروع من ربيع قصير, ظنّوا انه سيطول, قبل ان يختطفه الغرب الاستعماري وجماعات الاسلام السياسي وخصوصاً ذات الفكر الجهادي التكفيري. ما علينا..

يلتقي الرؤساء الروسي بوتين والايراني روحاني والتركي اردوغان في سوتشي, وعلى رأس جدول أعمالهم الملف السوري الذي طرأت عليه تطورات دراماتيكية متلاحِقة ولافِتة, تمثّلت في هزيمة تنظيم داعش او توجيه ضربة قاصمة له, سمحت بتشتيت ما تبقى من قواه المُنهَكة في الباديتين السورية والعراقية, ولم يعد احد يُجادل في ان موجة الارهاب التي راهن عليها بعض العرب, لفرط سذاجتهم وضحالة خيالهم السياسي, قد انكسرت. وان احتمالات عودتها بالزخم الذي كانت عليه باتت مستحيلة, وان الوقت قد حان للسوريين انفسهم ان يتوفروا على شجاعة الاعتراف بان ما جرى في بلادهم كان جريمة موصوفة بحق شعبهم ووطنهم, وان سوريا الموحدة..
لكل ابنائها, وان التوافق بينهم على الثوابت الوطنية اكبر واقوى من عوامل الاختلاف والفرقة, التي عمل كثيرون على تأجيجها عبر دعمهم المجاميع الإرهابية بالسلاح والاموال والخرائط وفتح الحدود وغيرها مما لم يكونوا على درجة من «كرَمِهم» المفاجئ, لدعم « الثورات والثوّار» في المنطقة وبخاصة ثوار فلسطين, الذين باتوا في عُرْفِ البعض.. إرهابيين.
 
تطورات مثيرة سبقت قمة سوتشي, قد تكون قمة بوتين ـــ الاسد اكثرها إثارة, لما انطوت عليه من دلالات ومعان سياسية, وبخاصة ما كُشِف النقاب عنه, من توافق على منح العملية السياسية اولوية في مرحلة ما بعد هزيمة داعش (كتنظيم و»دولة» مُعلَنة وهياكل سلطوية, مارَست اعمالها في مدن وحاضِرات.. سورية وعراقية) فضلاً عن تطورات الاوضاع الميدانية على الحدود العراقية السورية, التي باتت خالية من الارهابيين وصَمْت مدافع المعارك الكبرى, والتي قد تدوِّي «فجأة» اذا ما.. وعندما, يُفَكِر او يحاول الاميركيون ومرتزقتهم من قوات سوريا الديمقراطية, إجراء تغييرات على الخرائط الميدانية, بهدف تحسين شروط التفاوض (المُقبِل) او الحؤول دون بدء الجيش السوري والقوات الحليفة تحجيم النفوذ الكردي المصطَنع في مناطق شرق الفرات, وانهاء توسّعهم المُريب الذي يستبطِن تقسيماً جغرافياً, ابعد بكثير كذبة «روج آفا» التي تم تسويقها في بداية التمرّد الكردي السوري.. الذي انتهى في الحضن الاميركي.
 
الوجود العسكري الاميركي غير المشروع على الأراضي السورية, سيكون احد محاور نقاش الزعماء الثلاثة, حيث لم يعد للاميركيين اي مبرِّر للبقاء... بعد هزيمة داعش, ولعل اعلان الكرملين(يوم امس) ان الرئيس بوتين سيهاتف الرئيس الاميركي, اشارة لا تخلو من دلالة بان «اعلان دانانغ» الذي نشره الزعيمان من فيتنام, ما تزال مفاعيله السياسية قائمة, وان الوقت قد حان لان «تفكِّر» واشنطن بالجلاء عن قواعدها العسكرية في شرق سوريا (وعددها 12 وفق التصريحات الايرانية, فيما الاتراك يقفون عند العدد 8 (ويمكن ان تكون نتائج هذا الاتصال قد عُرِفَت.. اليوم.
 
يترافق ذلك كله.. مع التشظي والتندر الذي يعيشه ائتلاف رياض حجاب و»رموز» الهيئة العليا للمفاوضات, الذين استقالوا بـ»الجملة» مع حجاب نفسه, عشية انعقاد مؤتمر «الرياض2 «الذي يلتئم هو الاخر اليوم، دون ان يلوح في افق اجتماع «منصات» المعارَضات السورية, اي امل بامكانية التجسير على خلافاتهم العميقة افقيا وعاموديا, بعد ان انتهت صلاحياتهم ولم يعد الرعاة والممولون – في معظمهم – بحاجة اليهم, ليس فقط لانهم لم ينجحوا في توفير «البضاعة» وهي الاستمرار في هجماتهم الارهابية وعرقلة الحلول السياسية, بل وايضا لإن العواصم الداعمة التي اصابها اليأس وادركتها الهزيمة, لم تعد قادرة على مواصلة الرهان على هؤلاء المُفلسين.
 
في السطر الأخير.. تبدو موسكو الذي ادار رئيسها يوم امس مروحة اتصالات هاتفية دولية واقليمية واسعة, مُدرٍكة بعُمق حساسية وأهمية المرحلة الراهنة. ولهذا فهي حريصة على التأكيد بأن «المسألة الأهم هي مسألة ما بعد هزيمة الإرهاب، وهي مسألة التسوية السياسية. التسوية طويلة الأمد في سوريا. نحن نعوّل على مشاركة نشِطة للامم المتحدة في المسار نفسه, وكذلك المرحلة النهائية»، كما قال الرئيس بوتين في قمة الساعات الأربع, التي جمعته في سوتشي مع الرئيس السوري بشار الأسد.