Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Dec-2018

يوسف العيسوي وأسرار النجاح - بلال حسن التل

الراي - تعيش نسبة من الأردنيين تحت تأثير مجموعة من الانطباعات السلبية، التي تدفعهم إلى إصدار أحكام جائرة، لا تصمد هي ولا الانطباعات التي تقف وراءها أمام أدنى درجات التحقُق.

من هذه الانطباعات السلبية الخاطئة، والتي تصدر عنها أحكام جائرة موغلة في مجافاة الحقيقة، هي القول بأن المناصب في الأردن تورث توريثا، وهو قول لا يصمد أمام أي عملية تحقُق، ومراجعة السيرة الذاتية والعائلية لجل المسؤولين الأردنيين، ومنهم رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر،وغالبية كبار المسؤولين في الديوان الملكي،ناهيك عن مجلس الوزراء تؤكد ما أذهب إليه.
تصلح سيرة رئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي كنموذج للتدليل على ما أقول, فالقراءة المنصفة لهذه السيرة تقول: أن الرجل لم يصل إلى هذا الموقع لا بسبب الوراثة. ولا بسبب الواسطة والمحسوبية، ولا بسبب القبيلة والعشيرة، فالرجل واحد من الناس، خرج من رحم معاناتهم، وظل وفياً لهم، لكنه امتلك أسرار النجاح فوصل إلى ما وصل إليه.
أول أسرار النجاح التي امتلكها يوسف العيسوي، وكما يقول كل من يعرفونه من بداياته الأولى، أنه رجل شديد الإخلاص للوطن والمليك ثم لعمله، وأن هذا الإخلاص مكنه من امتلاك سر آخر من أسرار النجاح، هو الاتقان لعمله والتفاني في إنجاز المهام التي توكل إليه، والتي تحتاج إلى متابعة دقيقة وحثيثة، وعمل متواصل، وهو مايلمسه كل من يتابع نشاطات الرجل, فهو يوم في المدورة والجفر، وآخر في الرمثا، وثالث في شرق المملكة، متابعا للمبادرات الملكية، ساعياً إلى إيواء الملهوف من خلال
متابعته لمشاريع السكن العفيف، عاملاً على حماية شباب الوطن من الآفات, ساعياً إلى تأمين فرص العمل لهم،من خلال الحرص على إنجازات المؤسسات الشبابية والمدن الصناعية، في إطار المبادرات الملكية، مثلما لا ينسى متابعة تفاصيل العمل في دائرة خدمة الجمهور في الديوان الملكي العامر، تماماً مثلما لا ينسى أيضاً المساهمة في الحفاظ على تاريخ الأردن، من خلال متابعته لعملية صيانة منزل الشريف حسين بن علي في العقبة. وهو في ذلك كله ناقل للخير الذي يأمر به جلالة الملك عبداالله الثاني.
ومثلما يجوب يوسف العيسوي ربوع الوطن متنقلاً من عمق الصحراء في الجفر، إلى شواهق الجبال في عجلون،إلى منبسط السهول في حوران، فإنه يلتقي كل فئات الناس البسيطة رجالاً ونساء، شيباً وشباباً، شيوخ عشائر ووجهاء مخيمات، تارة يحج إليهم حيث هم، وأخرى يفتح لهم أبواب الديوان الملكي محققاً مقولة جلالة الملك بأن الديوان هو بيت كل الأردنيين.
يوسف العيسوي نموذج واضح, ودليل حي على أن بلدنا ليس بلد توريث، لكنه بلد من يمتلك أسرار النجاح، وقبل ذلك يستطيع الحفاظ على النجاح، فقد استطاع الرجل أن يصل وأن ينجح بفضل عمله الدؤب، وإتقانه للعمل بإخلاص، وقدرته على المتابعة الحثيثة، ثم استطاع الحفاظ على النجاح بفضل تواضعه، عندما لم تغير أرفع المناصب أصالته، فظل مثابراً متواضعاً، ولعل ذلك من فيض رضى أبويه عليه، فقد عرف عن الرجل شدة بره بأمه يرحمها االله، فقد يكون من أسرار نجاحه دعوة له في بطن الغيب من أم حانية.
Bilal.tall@yahoo.com