Thursday 26th of December 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Dec-2024

كل شيء يمكن ان ينقلب في لحظة

 الغد- يديعوت أحرونوت

 
 
بقلم: رون بن يشاي   8/12/2024
 
هجوم الثوار السنة، وأساسا العجز الذي ابداه جيش النظام السوري أدى إلى رد متسلسل لكل الجماعات الدينية في سورية التي تحاول في هذه اللحظة – وفي معظمها تنجح – السيطرة على مناطق عيشها. إذا نظرنا الآن الى الصور كلها فهذا تطور جيد لإسرائيل.
 
 
اعلن الثوار السوريون أمس عن سيطرتهم على محافظة القنيطرة التي تقع على الحدود مع إسرائيل. يدور الحديث عن قرى كانت لنا علاقات معها ضمن أمور أمور لأننا ساعدناها بمعالجة الجرحى في اثناء الحرب الأهلية. ومع ذلك يوجد خطر ان يحتل الثوار الجهاديون السُنة المنطقة من ايدي القرويين الذين يسيطرون فيها الان. وعليه فان إسرائيل تجري كل الاستعدادات لحالة تغير الوضع.
من خلف الكواليس توجد تطورات مفاجئة. من يدعم الجماعتين الاساسيتين للثوار هو الجيش التركي والرئيس رجب اردوغان. ومع ذلك، يتبين ان إدارة بايدن والولايات المتحدة تجندتا لجهد هادئ، شبه سري، ليس فقط لصد تطلع اردوغان للسيطرة على الجيب الكردي في شمال سورية، بل – وهذا ما هو أهم – لأجل السيطرة على معقل الميليشيات الشيعية الموالية لإيران على نهر الفرات.
هام لإسرائيل التأثير على الأميركيين، الذين واصلوا دعم الاكراد كي لا يسمح اردوغان للثوار بالوصول الى منطقة الجولان: من جهة، لن يخرج الأميركيون قواتهم وسيواصلون دعم الأكراد، ومن جهة أخرى ستؤثر الولايات المتحدة على اردوغان كي يبقى الثوار الجهاديون في أماكنهم.
إذا تواصل هذا الوضع، فهذا من ناحية أمن إسرائيل تطور إستراتيجي إيجابي أول في سموه. تطور استراتيجي إيجابي آخر من زاوية نظر إسرائيل هو سيطرة الثوار في منطقة درعا على جنوب غرب سورية، التي تحد إسرائيل. وما هو أهم من كل هذا هو ان الثوار الذين سيطروا هم أبناء المكان: قرويون سُنة وقرويون دروز من محافظة السويداء المجاورة. وحسب منشورات أجنبية كانت لإسرائيل معهم علاقات طيبة في فترة الذروة للحرب الاهلية السورية ويمكن الافتراض بانهم لن يسارعوا الى العمل ضد إسرائيل، بل وربما العكس.
نشأ وضع سيطر فيه النظام والجيش السوري على المنطقة كجزء من ترتيب روسي – سوري اعد لانهاء الحرب الاهلية. وقضى الاتفاق أن يراقب عسكريون روس عودة الحياة الى طبيعتها ومنع العمليات ضد إسرائيل وضد سكان المنطقة من جانب الجيش السوري. هذه التسوية نجحت وكذا أيضا تسوية الأعمال الجوية في المنطقة التي يشرف عليها الروس ومنعوا في معظم الحالات الصدام بين سلاح الجو الإسرائيلي وبين الطائرات الروسية والسورية التي تطير على مقربة من الحدود. لكن الاستحكامات الروسية على الأرض، حسب تقارير في وسائل الإعلام العالمية فككت في الأيام الأخيرة والمعنى هو أن الروس لم يعودوا يراقبون الموقف، والمحافظة توجد تحت سيطرة الثوار المحليين، وغير الجهاديين في معظمهم.
ينبغي أن نأخذ بالحسبان انه إذا ما وصل الثوار السنة الى قرب معين من منطقة دمشق، فسيكون تدفق كبير للاجئين نحو الحدود الإسرائيلية، بالضبط مثلما كان في العقد الماضي. في حينه تواجد عشرات آلاف اللاجئين تماما على الجدار الحدودي مع إسرائيل في الجولان وإسرائيل استعدت لمنع اقتحامهم لاراضيها – في اعقاب محاولتهم الفرار من الخطر الذي شكله الثوار، ام للمس بإسرائيل بالهام الثوار. حاليا، لا يلحظ بعد لاجئون او جماعات جهادية مسلحة على خط الحدود في الجولان، لكن التهديد قائم. التطورات في سورية سريعة بحيث ينبغي الاستعداد لكل تطور محتمل، حتى وان بدا الوضع حاليا إيجابيا من ناحيتنا في المناطق المجاورة لحدود إسرائيل في الجولان.
حاليا، الصورة من زاوية نظر إسرائيل ليست سيئة. لكن لما كانت الأمور تتغير بسرعة ولما كانت ايران وتركيا لم تقولا الكلمة الأخيرة، يحتمل كل تحول سريع. بعد الهجوم المفاجيء والمذبحة في 7 أكتوبر الماضي، إسرائيل ملزمة بان تكون في حالة تأهب على الأرض في الجولان، واساسا استخباريا وجويا لكل تطور غير مرتقب في سورية. الأمور تتشكل ولم تصدر بعد الكلمة الأخيرة.