Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Oct-2017

تجاوز السلطة يعالجه القانون .. الرمثا مثالاً - طايل الضامن
 
الراي - ما حدث مع استاذ التربية الرياضية د. محمد الذيابات من اعتداء أمر مشين يرقى الى مستوى «الفضيحة» ولا نستطيع ان نقول انه حادث فردي، وان نمضي قدماً.
 
عندما شاهدت الفيديو للوهلة الاولى اعتقدت انه في سوريا او العراق، وانها معركة بين عصابات، وعندما اكتشفت الحقيقة كانت النتيجة صادمة ومروعة، وأقلقت كل من شاهد الفيديو المشين الذي انتشر على نطاق واسع.
 
ان هذه «الفئة الخارجة عن القانون» لا نعلم كم من اناس وقعوا ضحية لبطشها، وتعذيبها، وكم من سنوات عملت بهذا الاسلوب في جهاز الامن العام الذي نفتخر ونعتز بمنتسبيه، ويجب ان لا يتوقف الامر على معاقبة من في الفيديو الذي التقط بالصدفة لوجود كاميرات في قاعة المطعم، فكم من تجاوزات ضد المواطنين لم تصور ولم تنشر ؟!.
 
ان ما حدث، يعطينا دافعا قويا لاعادة النظر بسلوكيات كافة منتسبي الامن العام ممن لهم اتصال مباشر مع المواطنين، وان تغلظ العقوبات بحق كل مخالف من خلال تعديل الانظمة والتعليمات، وان يستعمل «المشرط لتنظيف» هذا الجهاز العريق من أمثال هؤلاء المعتدين، والذين اساءوا لسمعة الجهاز.
 
ان التستر على المصيبة، مصيبة أخرى، ستظهر يوما بسلبياتها التي تنعكس على المواطن والامن المجتمعي، ففي الوقت الذي يعاني منه الوطن من أزمات اقتصادية خانقة وتغير المعادلات السياسية في المنطقة، يطل علينا هؤلاء بقبحهم ليزيدوا من معاناة الوطن الذي هو بأمس الحاجة الى التكاتف والتلاحم.
 
يجب عدم الاكتفاء بمحاسبة هؤلاء على هذه الحادثة، ولا بد من توسيع التحقيقات، وتغليظ العقوبات، وتسريح من كل يثبت تورطه بمخالفة، فالمنتظرون من شرفاء الوطن العاطلين عن العمل للانتساب لهذا الجهاز الشريف كثر، ومتحمسون للعمل باخلاص للملك والوطن والشعب.
 
كما ان ما قام به نفر من اهالي الرمثا من شغب احتجاجا على الحادثة، أمر مدان أيضاً، ويتحمل مسؤوليته كبار المنطقة، الذين كان يجب عليهم وقف هذا الخروج على القانون، واللجوء الى القضاء والمطالبة بحل الامر بالوسائل السلمية، ولا يوجد ما يبرر العنف والشغب، ويجب تغليب لغة العقل والحكمة وعدم السماح لاصحاب الاجندات الموتورة ان يتسيدوا الشارع ويهددوا بحرق مؤسسات اللواء الحكومية..!.
 
كما ان على الدولة ان تسارع الى معالجة القضايا ذات العمق العشائري، فالحادثة لم تكن سهلة، وقد مست كل أردني حر، اذ لا يعقل ان يتم تجاهل عشائر أردنية بهذا الشكل، ولا بد أن يوجد في الحكومة من يفهم معنى الاعراف والتقاليد العشائرية..!.
 
واخيراً ، ندعو كل أردني يعشق تراب الاردن، أن يحافظ على الوطن، ولا يهين ترابه انتقاماً من س أو ص، لأن من يهمه ترابه ويعشقه بنهاية الامر هو انت لا غيرك، فأنت أولى من يحافظ عليه، والأردن سيبقى شامخاً رغم أنف الفاسدين.