Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Jan-2018

إنهاء... «الثورة»!! - صالح القلاب

 الراي - لو أن كبار المسؤولين الإيرانيين، أصحاب القرارات الحاسمة، غير مصابين بداء العظمة الفارغة لاستعرضوا تجارب التاريخ لإستخلاص العبر والدروس ولما أخذوا بلادهم إلى هذا التمدد الأقليمي الإحتلالي المُكْلف وعلى الأصعدة كافة وبخاصة على لقمة عيش نسبة كبيرة من أهل هذا البلد الذي يؤهله موقعه الجغرافي وتؤهله مصادره الطبيعية لينعم ببحبوحة من العيش والإستقرار والهدوء وبعلاقات حسن جوار مع الدول التي تربطها به وتربطه بها علاقات تاريخية من المفترض أنها وطيدة وراسخة ولا تعكر صفوها النزعات التوسعية على أسس غير صحيحة والتي يجب ألا تكون وخاصة في هذه المرحلة التي تتعرض فيها هذه المنطقة إلى زلازل سياسية مرعبة بالفعل وخطيرة.

 
كان يجب أنْ يدرك القائمون على النظام في طهران أن إحتلال الإتحاد السوفياتي لأفغانستان وتمدده فيها هو أحد الأسباب الرئيسية لإنهياره وأنَّ توسع الدول التي تعتقد أنها رئيسية، إقليميا ودوليا، على حساب دول الجوار سيؤدي بالنتيجة إلى إنهيارها وحقيقة أنَّ أيُّ عاقل يدقق في هذا الذي تفعله إيران في عدد من الدول العربية سيتأكد من أنَّ نهاية هذا التمدد الإحتلالي ستكون كارثية ووخيمة على دولة وصلت النزعة الإستحواذية لدى من يحكمونها إلى ما يسمى :»فالج لا تعالج».
 
عندما تلجأ إيران التي تحولت «ثورتها» إلى قطة أكلت خيرة أبنائها إلى كل هذا الإنتشار العسكري والإستخباري والميليشياوي في أربع دول عربية هي العراق وسورية ولبنان واليمن فإنه أمر طبيعي أن تكون هناك هذه الإنتفاضة الهائلة التي شملت ستين مدينة إيرانية والتي بات في حكم المؤكد أنها ستتحول من حركة عفوية إلى حركة منظمة ويقيناً أنه عندما يرفع المنتفضون الشعارات نفسها التي رفعت في عام 1979 وأيضاً شعارات الحركة الإصلاحية التي قادها حسين موسوي الذي هو قيد الإقامة المنزلية الإجبارية منذ عام 2009 وحتى الآن فإن هذا يعني أن القادم سيكون أعظم وأن مصير الشاه محمد رضا بهلوي الراحل سيكون مصير هذه المجموعة الحاكمة.
 
والمضحك حقاً وفعلاً أن المتربعين على كراسي الحكم في طهران لم يجدوا ما يواجهون به هذه الإنتفاضة الباسلة إلا بوصفها بأنها «مظاهرات غير قانونية».. والسؤال هنا هو: هل يا ترى أن مظاهرات عام 1979 التي أسقطت نظام محمد رضا بهلوي كانت قانونية..؟!
وهل أن إستهداف فصائل الحركة الوطنية الإيرانية كـ»مجاهدي خلق» و»فدائيي خلق» وحزب «توده» وغيرهم بعد إختطاف تلك الثورة من قبل المعممين كان قانونياً.. وأيُّ قانون؟!.
 
قد يستطيع هذا النظام، الذي أطلق العنان لهذه المجموعات المتطرفة المصابة بكل عقد التاريخ البعيد والقريب، إخماد هذه الإنتفاضة لبعض الوقت لكن ما يجب أن يدركه هو أن ما بات يعانيه الشعب الإيراني تجعله غير قادر على إخمادها كل الوقت فإخماد ثورة محمد مصدق في بدايات خمسينات القرن الماضي كان أحد الحوافز الرئيسية لثورة عام 1979 التي إختطفها «المعممون» من فصائل الحركة الوطنية والمؤكد أن هذه الإنتفاضة ستكون كطائر العنقاء الأسطوري كان كلما وضع بين ألْسنة النيران ينتفض مجدداً ويحلق ثانياً ومرة أخرى ليلامس جناحاه غيوم السماء.. وهكذا فإن من لا يعرف هذا عليه أن يعود لقراءة كتب التاريخ مجدداً ومرة أخرى.