Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Dec-2017

الأردن والدفاع عن القدس - فيصل ملكاوي

الراي - تواجه القدس خلال الساعات المقبلة احتمالية اتخاذ الرئيس الاميركي دونالد ترمب قرارا بنقل السفارة الاميركية الى القدس او الاعتراف بها عاصمة لاسرائيل وربما اعطاء الضوء الاخضر للبدء بمثل هذا الاجراء والذي لم يتخذ اي رئيس اميركي مثل هذا القرار منذ العام 1995 عندما قرر الكونعرس الاميريكي ذلك لكنه اتاح للرؤساء الاميركيين تأجيله كل ستة اشهر وهو ما كان في عهد الرؤساء الاميركيين السابقين بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك اوباما.

 
الاردن وجلالة الملك عبداالله الثاني صاحب الولاية والوصاية الهاشمية على القدس ومقدساتها ، خاض المعركة تلو الاخرى في الدفاع عن القدس ومقدساتها وعروبتها ، وحققانجازات كثيرة وكان يمكن تصور الاوضاع في المدينة المقدسة  لولا هذا الجهد الاردني الموصول وكم كان لاجراءات الاحتلال الاسرائيلي ان تغير في الوضع القائم وكم كانت اخذت اجراءات تهويد القدس من فرض وقائع على الارض لو لم تكن الصلابة الاردنية في مواجهة هذه الاعتداءات في كافة المحافل ولو لم يتخذ الاردن كافة خياراته الدبلوماسية والقانونية ولو لم يستثمر علاقاته المميزة والمفتوحة الابواب مع عواصم صنع القرار الدولي والتاثير فيه خلال العقود والسنوات الماضية.
 
في هذه الايام تواجه القدس برمتها بمكانتها الشاملة السياسية والدينية وكرمز للسلام ، وكجوهر وفرصة واختبار لاي جهود سلام يمكن ان تبذل وان يكون مصيرها النجاح تواجه احتمالا متصاعدا لنسف كل تلك الرمزيات وكل تلك الحقائق اذا ما اتخذ الرئيس الاميركي دونالد ترمب قراره بنقل السفارة الاميركية الى القدس او الاعتراف بها عاصمة لاسرائيل ، فهذه ستكون الضربة القاضية لعملية السلام وجهودها كافة وستضع المنطقة في اتون ازمة جديدة وتصاعد في الغضب في العالمين العربي والاسلامي وحتى في كافة اوساط المجتمع الدولي التي تجمع على ان القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران من العام 1967 وهذا ما تؤكده واقرت به كافة القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية المقرة عربيا واسلاميا وتحظى باجماع دولي باستثناء التعنت والرفض الاسرائيلي الذي ضرب ويضرب بكافة تلك المرجعيات والقرارات عرض الحائط ولا تقيم لها اي وزن في ظل توقف في عملية السلام بعد مبادرات سابقة عديدة افشلتها حكومات اليمين الاسرائيلية و الضغط الاميركي الجاد لانجاحها واكتفاء المجتمع الدولي ببيانات الشجب والادانة والصمت المطبق في كثير من الاحيان.
 
الاردن بقيادة جلالة الملك لم يتوقف ولن يتوقف عن نصرة القدس ومقدساتها والدفاع عنها سواء بمقدساتها او مكانتها السياسية كرمز للسلام وجوهر لعدالته وشموليته ، وفي هذه الايام وفي ظل الخطر الداهم والشامل اذا ما اتخذ الرئيس الاميركي قراره في خطابه المتوقع غدا الاربعاء فان الدبلوماسية الاردنية تكثف الاتصالات وتحشد التاييد للتاكيد والتحذير من تداعيات القرار اذا ما اتخذ على نسف عملية السلام وجهودها برمتها وادخال المنطقة والعالم في اتون ازمة كبيرة لا تحمد عقباها في ظل سعي العالم ومعاناته من تكرار توالد الازمات في المنطقة وخروج اثارها وتداعياتها من الاقليم الى خارجه لتؤثر على الامن والسلم الدوليين بمظاهر خطيرة وتغذية اجندات العنف والتطرف وايجاد مزيد من الذرائع لها لتاجيج الاوضاع وادخالها في متاهات وظلمات لانهاية وحدود لها.
 
الخطر الماثل على القدس خلال الساعات المقبلة بقدر ما يستعد الاردن لمواجهته وهي مسؤوليات قام بها الاردن على الدوام بكل امانة وشرف المسؤولية وحقق انجازات كثيرة في هذه المسيرة التاريخية المشرفة من المواقف والتضحيات الاردنية فانها في هذه المرحلة بالذات مسؤولية جماعية تقع على عاتق الدول العربية والاسلامية ممثلة بجامعة الدول العربية التي بدا الاردن مشاورات مكثفة لعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجيتها لمواجهة الموقف الخطير وكذلك لعقد اجتماع لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي لذات الغاية وكذلك هي حالة غاية في الخطورة تستدعي من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته ازاء تداعيات الازمة الخطيرة التي توشك على الوقوع فالقضية الفلسطينية كما نادى واكد جلالة الملك على الدوام هي جوهر الصراع في المنطقة ولا سلام واستقرار دون حلها حلا عادلا وشاملا يضمن اقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران من العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
 
الاردن كان وسيبقى في مقدمة الصفوف في الدفاع عن القدس ومقدساتها ، والحرص على ارساء السلام العادل والشامل في المنطقة كمصلحة عربية واقليمية ودولية وفي هذه الساعات فان كافة قوى المجتمع الدولي والعربي والاسلامي وكافة القوى المؤمنة بالسلام ووقف الحروب والصراعات وتوالدها في المنطقة عليها ان ان تتحمل مسؤولياتها وتقف وقفة تاريخية جادة لوقف التدهور وادارك خطر ما سيحدث على الجميع.