Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Jun-2018

الجيش والطائرات الورقية - أسرة التحرير

 

هآرتس
 
الغد- يعتقد رئيس تحالف "البيت اليهودي"، وزير التعليم نفتالي بينيت، أن الطائرات الورقية الحارقة "هي إرهاب اجرامي لحماس، سلاح فتاك يستهدف قتل أطفالنا". ولهذا فإن استنتاج وزير التعليم وعضو الطاقم الوزاري للشؤون العسكرية والسياسية "الكابينيت"، هو انه "يجب التعاطي مع البالون المتفجر أو الطائرة الورقية الحارقة كنار القسام. يجب التوقف عن إطلاق النار بجانبهم والانتقال إلى إطلاق النار المباشرة نحو الهدف". بمعنى، إطلاق النار بهدف القتل.
لا خلاف حول الضرر الجسيم الذي في الطائرات الورقية، التي تتسبب بحرائق واسعة في بلدات غلاف غزة. غير أن محاولة بينيت جعل الظاهرة عملية ارهابية فتاكة هي محاولة تهكمية، وهدفها الحقيقي هو إثارة الخواطر وجر إسرائيل إلى حملة عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة. بينيت، كعادته، يغمز ناخبيه ويحاول ملاحقة رئيس الوزراء ووزير الأمن من اليمين. ان حقيقة أنه أطلق في الليلة الماضية 45 صاروخا نحو إسرائيل ردا على هجوم على أهداف لحماس، زادت التوتر مع الفلسطينيين وفتحت ثغرة للسياسيين المتعطشين للدماء مثل بينيت.
غير أن حملة عسكرية واسعة النطاق في غزة ليست الحل. ففي المدى القصير كفيلة بان تحقق هدوءا ما، ولكن الثمن في الأرواح وفي الدمار من شأنه أن يكون جسيما. اما في المدى الابعد فإن احساس الاحباط في غزة سيتسبب باستفزازات مشابهة، بل وربما أخطر.
يبدو أن على الحكومة أن تتبنى توصيات الجيش التي اعطيت قبل الجولات القتالية الاخيرة. فقد ادعى مسؤولو الجيش المرة تلو الاخرى بان الوضع الخطير في غزة ينبع أولا وقبل كل شيء من الفقر المدقع، البطالة المستشرية، الاكتظاظ الرهيب والنقص في الخدمات الاساسية. كل هذه تتسبب بالاحباط والغضب للسكان هناك. اما حقيقة أن حماس في ضائقة ولا تحتمل العبء الاقتصادي لادارة القطاع فإنها تفاقم الوضع.
ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان على وعي بهذه المعطيات، وكذا بتقرير مراقب الدولة الذي كتب بعد حملة الجرف الصامد. وكان احد الادعاءات المركزية في التقرير هو انه لم يجر في إسرائيل بحث في البدائل للحملة العسكرية. والان، حين يدعي وزير كبير في "الكابينيت" أن الطائرات الورقية الحارقة هي إرهاب اجرامي، يمكن أن نفهم لماذا لا تجرى مناقشات جدية من هذا القبيل.
لقد نشر هذا الأسبوع أن إدارة ترامب تريد ان تجند من دول الخليج بين نصف مليار دولار ومليار، لتحقيق مشاريع للتنمية الاقتصادية في القطاع. على نتنياهو وليبرمان أن يفهما بان هذا هو الاتجاه المرغوب فيه. عليهما ان يظهرا زعامة وان يتبنيا خطة عملية بروح توصيات الجيش، التي في اساسها الحاجة إلى التخفيف من ضائقة سكان القطاع. كل هذا بدلا من مواصلة جولات القتال، التي من شأنها أن تؤدي إلى حملة عسكرية دامية.