Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Apr-2019

درس سيرلانكا*د.جورج طريف

 الراي-لا يجوز ان تمر الاحداث التفجيرية التي شهدتها عدة كنائس وفنادق في عدة مدن في سيرلانكا والتي أدت الى مقتل ما لايقل عن 300 شخص واصابة المئات من الأبرياء خلال الاحتفالات بعيد الفصح المجيد يوم الأحد الماضي كاي حدث عادي نظرا لجسامة المصاب الجلل الذي هز الانسانية جمعاء على مقتل أطفال ونساء وشيوخ جاءوا لأداء الصلاة والتعبد في ايام فصحية مباركة هذا من جهة ومن جهة أخرى ان التحقيقيات الأولية أثبتت حتى الآن أن منفذي هذه العمليات الإجرامية قاموا بتنفيذها ردا على عملية قتل الأبرياء في نيوزيلندا ما يعني أن وراء هذه العمليات جهات متطرفة تضمر الفتنة عن طريق نشر العنف والرعب والارهاب بين فئات المجتمع الواحد.

 
ويحق للمرء أن يتساءل بعد كل ما شهده العالم من عمليات إرهابية قبل ظهور داعش وأثناء وجوده وبعد القضاء عليه أما آن الأوان أن تتخذ كل دولة من دول العالم اجراءات أمنية صارمة على مراكزها الحدودية البرية والبحرية والجوية وتقوم بوضع أجهزة مراقبة وكاميرات حساسة في مناطق تجمعات السكان كأماكن العبادة والمراكز العلمية والأسواق للكشف عن المجرمين والارهابيين والاسلحة وما إلى ذلك لضمان أمن واستقرار مواطنيهم ودولهم؟ أما آن الأوان حتى لأصحاب المشاريع الكبرى واصحاب المؤسسات والشركات الكبرى أن يتخذوا مثل هذه الأجراءات..؟
 
ان أحداث سيرلانكا الأخيرة تستدعي من السلطات السيرلانكية اجراء التحقيقات والبحث والتنقيب عن الجهات الحقيقة التي تقف وراء هذه الأحداث ومعرفة ميولهم واتجاهاتهم والجهات الداعمة لهم والوسائل والطرق التي اتبعوها لاختراق الأجهزة الأمنية حتى أنهم تمكنوا من تنفيذ ثمانية انفجارات في وقت واحد من دون أن تتمكن الاجهزة الأمنية من اكتشافهم. وعلينا ان نسلم جميعا بأنه بعد هذه الاحداث الارهابية يجب أن نتعلم درسا مفاده أنه لم يعد هنالك منطقة آمنة في العالم لأن ايدي الأرهاب الخبيثة قد تضرب أي مسجد أو أي كنيسة أو اي تجمع سكاني كالاسواق والمولات والمراكز العلمية والجامعات والمدارس في أي بقعة في العالم وفي أي وقت كما ان ذلك يؤكد من جديد أن الأرهاب لا دين له... الأمر الذي يستدعي إعادة دراسة هذه الظاهرة ليس على مستوى دولة بعينها فحسب وانما على مستوى العالم ما يعني أن المسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي وعواصم صنع القرار في العالم والمنظمات الدولية وفي المقدمة منها منظمة الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها من أجل العمل على اتخاذ اشد الاجراءات العملية وأكثرها صرامة وصولا إلى القضاء على الفكر الإرهابي وتجفيف منابع الإرهاب ومصادره بشتى الطرق والوسائل وهذا لا يعفي أي دولة من أن تقوم باتخاذ الاجراءا ت الضرورية والقصوى وعلى مدار الساعة لمواجهة هذه الآفة.