Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Mar-2018

لا يوجد شيء أمام نتنياهو - جدعون ليفي

 

هآرتس
 
الغد- لا يوجد ما نناضل من اجله. الشكوك بشأن فساد رئيس الحكومة تتم معالجته الآن بصورة جيدة من قبل الشرطة، وباستثناء ذلك لا يوجد موضوع مهم على اجندة الخطاب العام الضحل واللطيف الذي ساد هنا. قانون التجنيد لا توجد له أي أهمية - ليخدموا أو لا يخدموا، ما اهمية ذلك، وباستثناء ذلك ليس هناك قضية جدية يتحدثون عنها. إسرائيل تتظاهر بأنها هائجة من مواضيع مصيرية، لكن الحقيقة هي أنها منشغلة فقط بأمور تافهة. في كل مرة تظهر دراما مفبركة، يضخمها مراسلون سياسيون اذكياء، معظمهم مالين وساخرين جدا مثل السياسيين غير الاذكياء الذين يقدمونها، إلى أن تذوي مثل الدراما الاخيرة.
لا يوجد أيضا من نناضل من اجله. أمام بنيامين نتنياهو لا يوجد شيء، فضاء فارغ. لا يوجد شخص يقف أمامه. رئيس حكومة في تحقيقات جنائية ولا يوجد شخص يتحداه بجدية باستثناء المفتش العام للشرطة والداد ينيف. فقط لنتخيل اتهامات مشابهة ضد شمعون بيرس مع مناحيم بيغن أو حتى اسحق شمير في المعارضة. كيف أن السماء كانت ستهتز والارض أيضا. لكن إسرائيل طورت لنفسها في السنوات الاخيرة نظام بدون معارضة مثلما لدى بوتين وشي وأردوغان، مع تجديد عالمي ازرق، ابيض: لا توجد معارضة، اللوم يقع على المعارضة وليس على نظام الحكم.
لا يوجد لدى المعارضة ما تبيع، ليس لديها ما تعرضه سوى "نتنياهو فاسد". يبدو أنه لو كان بنيامين نتنياهو معلم في مجال التواضع والاخلاق الشخصية لكان يستحق البقاء في الحكم. أيضا بالمجهر لا يمكن ايجاد بديل عنه. يمكن الجدل حول ذلك في صفحة المرشح آفي غباي في الفيس بوك: فارغ. "سنحول معا إسرائيل إلى الدولة الاعظم في العالم". هذا امر مفرح، ألربما نكتفي حاليا بمكان الدولة الثانية في العالم؟ الثالثة؟ نتنياهو ويائير لبيد، كتاب الاعمدة السياسية، لن يستطيعا صياغة ذلك بصورة أفضل.
ولكن الشعار هو فقط مجرد شعار. غباي يجلس في زاوية الطعام مع أ.ب يهوشع. وجدتها! خطاب فكري مع كاتب ومفكر. وماذا كتب المرشح. "التقيت اليوم مع أحد الذين حصلوا على جائزة إسرائيل للأدب والشعر، أ.ب يهوشع. تحدثنا عن مقاله بشأن حل النزاع مع الفلسطينيين وعن التغييرات التي تمر فيها الديمقراطية الإسرائيلية والعالمية. سبت سعيد". يوميات التلميذ غباي.
أ.ب يهوشع كتب مقالا مطولا مثيرا للتفكير، سينشر قريبا في هآرتس، حول حل الدولة الواحدة. ما الذي يفكر به حولها المرشح لرئاسة الحكومة من قبل اليسار؟ هذا ما لا نعرفه. يبدو أنه لا يفكر فيها أبدا، في الحقيقة هو لم يكتب ولم يقل أي شيء في اعقاب المحادثة. الاساس هو أنه التقط صورة مع أ.ب يهوشع. وشيء آخر من صفحات مذكرات التلميذ: "عدت من جولة ناجحة جدا في الولايات المتحدة"، متعب ولكن راض؟ جميل. ما هو ومن هو الناجح؟ مرة اخرى الصورة (مع بيل كلينتون) هي الرسالة الوحيدة.
من المرشح الثاني، يائير لبيد، يمكن بالطبع توقع الاقل بكثير: "سيدي رئيس الحكومة، لقد فعلت امور جميلة من اجل شعب إسرائيل، لكن كفى". رجل معارضة. صفحة لبيد على الفيس بوك منشغلة بالأساس بالفساد وتجنيد الحريديم. كما هو معروف لا توجد لإسرائيل مواضيع اخرى تنشغل بها، أو أنه ليس للبيد شيء آخر يقوله. وهناك نكتة قديمة تقول إنه لكل إسرائيليين توجد ثلاثة مواقف. والآن يوجد ثلاثة إسرائيليين يريدون أن يكونوا رؤساء حكومة ولهم موقف واحد. في الوقت الذي لا يوجد فيه ما نتشاجر عليه وعلى من نتشاجر، ليس فقط الفراغ هو الذي يسيطر، بل أيضا اليأس. لذلك فإن دراما اجراء أو عدم اجراء الانتخابات هي أمر غير هام. لهذا فإن الانتخابات القادمة ستكون غير مهمة رغم كل الحديث عن كونها مصيرية.
وكذلك نفس الشيء، ربما بأقل فساد شخصي. هذا ما تصدره إسرائيل وما يريده الإسرائيليون وما نستحقه.