Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Apr-2019

كأننا في انتظار شيء ما؟* جهاد المنسي

 الغد-ترقب، سكون، قلق، يسود المشهد السياسي في البلاد، فمن ناحية هناك من يرقب تعديلا وزاريا واسعا مقبلا، تتحدث عنه اوساط سياسية منذ اكثر من اسبوعين. وسكون في انتظار دورة استثنائية مرتقبة لمجلس الأمة الثامن عشر، يقال انها ستتضمن ربما تعديلات دستورية، وقلق في انتظار ساعة الصفر لإعلان ما يعرف بـ” صفقة القرن” التي بشرت بها الولايات المتحدة منذ اكثر من عام، والتي باتت خيوطها تتضح شيئا فشيئا جراء تسريبات لصحف عبرية وعالمية.

حقيقة الامر ان الوضع الداخلي؛ سواء اكان سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا، تسوده رمادية تكاد تصل لمرحلة السوداوية، وتقفز في العقل اسئلة لا متناهية حول المدة التي يتوجب على المواطن شد أحزمته المتهالكة اصلا للخروج من عنق الزجاجة التي أثرت على حياة الناس وقوت يومهم، سيما واننا بتنا على اعتاب رمضان.
والحديث عن رمضان ذو شجون، ففيه ما فيه من منعطفات ربما تكون حادة ان استمرت الامور تسير في ذات الاتجاه دون تنفيس، وان استمرت حالة القلق تسيطر على مشهدنا الداخلي دون قفزة حقيقية للامام، قفزة تقنع الناس أولا، والمراقبين والمتابعين وأصحاب الرأي، والرأي الآخر أن الأمور تسير في اتجاه صحيح.
ليس خافيا على احد ان أسواقنا تعاني كسادا، وان مسننات عجلة الاقتصاد لا تدور بشكل قوي تمكننا لاحقا من العبور للامام، وواضح ايضا ان هناك انسدادا في وجه الملف السياسي، فلا يوجد ما يشي بتقدم للأمام او الوصول لاشتباك ايجابي يمكننا جميعا من خرق الدائرة التي ما نزال ندور فيها منذ اكثر من 30 عاما دون ان نحقق اي تطور ملموس باتجاه اصلاح حقيقي؛ يوصلنا لاحقا لدولة حضارية عصرية مدنية عمادها سيادة القانون والمواطنة المبنية على تكافؤ الفرص وتعزيز العدالة.
وعلى صعيد الملف الخارجي، فقد بات واضحا ان دول المنطقة دون استثناء بانتظار الاعلان عن صفقة الرئيس الاميركي دونالد ترامب المنحازة للكيان الصهيوني والتي لا تحفل او تهتم بحقوق العرب في فلسطين ولا بحق الفلسطينيين انفسهم في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، والتي تضرب عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية التي لا تنفذ الا على العرب دون سواهم.
هدوء المشهد الداخلي وكأننا نقول اننا في انتظار شيء ما، وهذا انتظار لا يؤسس لمرحلة اصلاحية حقيقية بقدر ما يؤسس لشراء الوقت لا اكثر، وهي طريقة مستهلكة ترفع من منسوب عدم الثقة بالحكومات، وتبعد السلطة التنفيذية عن دائرة اقناع مواطنيها بخططها ورؤيتها.
مشهدنا الداخلي بحاجة لشفافية ورؤية سياسية عميقة، رؤية تقفز بنا لمطارح لزاما علينا ان ندلفها سويا، وان نختبرها وان نؤسس لها، وهذا يتطلب ان يقتنع عقل الدولة بأهمية القفز باتجاهات ابعد بكثير من اجراء تعديلات تجميلية على الحكومات، فتلك طرق غير مقنعة لناس بات صوتهم يرتفع بالتذمر، وهذا الصوت ان لم تلمسه السلطة التنفيذية وتسارع لملاقاته، فان ذاك يؤشر لحالة تنافر مع الحكومات، تنافر يجعل أولئك يواصلون رفع صوتهم لحدود اعلى.
حالة الانتظار الطويل لا تفيد، والرهان على تخوفات خارجية تبرز هنا وهناك بأمل ان تساهم تلك التخوفات في اطفاء نبرة الشكوى والتذمر لا يفيد ايضا، فالأردنيون في الملف السياسي وخاصة الفلسطيني لن يؤيدوا صفقة القرن ولا غيرها من صفقات، وسيقفون مع دولتهم ويدعمون موقفها في هذا الصدد، ولكنهم في الوقت نفسه سيواصلون النظر الى كف اليد لمعالجة الاختلالات الداخلية التي لم تمكنا حتى اليوم من السير في ملف الاصلاح اي خطوة للامام، والتي جعلتنا غير قادرين على تنفيذ ما جاء في الأوراق الملكية النقاشية، التي اشرت في اكثر من واحدة منها للاصلاح والعدالة والقانون والحقوق والواجبات.