Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Jun-2018

إيران والعرب والمفاهيم الخاطئة !! - صالح القلاب

 الراي - قرأت لمسؤول سابق في إحد الفصائل الفلسطينية السياسية اليسارية أن أميركا دفعت صدام حسين لاحتلال الكويت من أجل ضرب إيران وحقيقة إذا كان هذا صحيحاً فإن المفترض أنه ينطبق قبل ذلك على الحرب العراقية – الإيرانية، حرب الثمانية أعوام، حيث كان الرئيس العراقي الأسبق يظن أن انتصاره على الثورة الخمينية سيجعله الرقم الرئيسي في معادلة هذه المنطقة وسيجعل الأميركيين يعتمدونه كحليف قوي وكما كان عليه وضع شاه إيران الذي لم يعد هناك شك بأن واشنطن قد تآمرت عليه لأنها كانت تسعى لوضع الدولة الإيرانية «المعممة» في مواجهة المد السوفياتي في المنطقة الذي بدأ باجتياح أفغانستان وإقامة نظام شيوعي فيها هو نظام بابراك كارمال.

والحقيقة، التي كانت قد قيلت مبكراً وفي وقتها، أن أميركا إن لم تكن قد شجعت صدام حسين على
احتلال الكويت فإنها قد تغاضت عن قيامه بتلك الخطوة الانتحارية الجنونية التي كانت تبعاتها كارثية على
هذه المنطقة كلها والصحيح هنا هو أن الأميركيين قد فتحوا أبواب العراق للتمدد الإيراني، الذي أدى إلى كل
هذا الذي تعيشه بلاد الرافدين الآن, بعد إسقاط الرئيس العراقي الأسبق في حرب عام 2003.
والغريب، لا بل المستغرب، أن كثيرين لم يدركوا أن أميركا كانت مع إسقاط نظام شاه إيران لحساب الثورة
الخمينية وأنها قد أسقطت نظام صدام حسين في حرب عام 2003 لحساب هذه الثورة وأنها أي الولايات
المتحدة قد أغمضت عينيها ارتياحاً لتمدد الإيرانيين في سورية ومد أيديهم إلى اليمن ولبنان وكل هذا تحت
شعار: إقامة «الهلال المذهبي» والمعروف أن هذا كان حدث في عهد الجمهوريين وجورج بوش (الإبن) قبل أن
يتواصل في عهد الديموقراطي باراك أوباما الذي هناك الآن اتهامات له بتورطه في موبقة سياسية معيبة مع
الإيرانيين.
إن هذا الكلام الآن عن هذه الأمور قد يبدو وكأنه ليس في محله ولا في مكانه وأيضاً ولا في زمانه لكن مما
يؤكد ضرورة إن ليس فتح هذا الملف فعلى الأقل الإشارة إليه وإلى أن من يقول أن هناك استهدافاً من قبل
الأميركيين لإيران كاستهدافهم للرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر غير صحيح على الإطلاق وأنه إذا
كان هناك تحول ضد طهران فإنه قد بدأ مع مجيء دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وحيث أن العلاقات الأميركية -الإيرانية كانت في عهد جورج بوش (الإبن) وعهد باراك أوباما سمناً وعسلاً والدليل هو ما حدث من تمدد إيراني في هذه المنطقة وكما هو واقع الحال الآن.
وهنا فإن هذا القائد الفلسطيني السابق في إحد الفصائل الفلسطينية اليسارية يذهب بعيداً عندما يعتبر
أن إيران مستهدفة من قبل الولايات المتحدة، كما أستهدفت مصر في عهد جمال عبدالناصر، وأنه على
العرب إن ليس كلهم فبعضهم أن يضعوا أيديهم بيدها وأن يتحالفوا معها والمشكلة أن هذا وغيره يتناسون أن إيران وبإعتراف بعض كبار المسؤولين تحتل أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.. وهناك من يضيف إليها كابول العاصمة الأفغانية.