Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Oct-2017

من هنا وهناك.. - د. لانا مامكغ
 
الراي - بعضُ من يبالغون في الاعتذار لك وطلب الصّفح؛ قد لا يبحثون عن رضاك أنت بقدْرِ ما يحاولون إعادة السلامَ والعافية لضمائرهم هم حين تململت!
 
*** ثمّة طوابيرُ عديدة حولنا؛ طابورٌ احترفَ وضعَ العجلة أمامَ الحصان، وطابورٌ امتهن بثَّ الإحباط، وآخر من اليائسين السّوداويين، وثمّة طابورٌ من محترفي الشّكوى..
 
لعلَّ أخطرهم محترفو التّسخيف.. الاستمتاع بتسخيف ما ينجز الآخرون مهما كان، دونَ الخشية من أن يخطرَ في بالِ أحدنا سؤالهم عمّا أنجزوا هم!
 
*** شابٌّ عربي أنهى دراسته التربوية في بلدٍ غربي، ثمَّ عملَ هناك في إدارة إحدى المدارس، فكرَّس ما تعلّمه كلّه باتّجاه تبسيط المناهج وتطوير أداء المدّرسين إلى الحدّ الذي لم يعد فيه مطلوباً من الطّلبة القيام بأي من الواجبات المدرسيّة في البيوت، فلاقى أسلوبُه استحسانَ أولياءِ الأمور هناك، وانهالت عليه رسائل التّقدير والامتنان..
 
عادَ إلى بلاده ليعمل في المجالِ نفسه، وليطبّق الأسلوب ذاته مع الطّلبة العرب في إحدى المدارس الخاصّة، ليفاجأ بعد حين بشكاوى واعتراضات من الأهل بداعي أنّهم لم يعودوا يرون أبناءهم منهمكين في الدّراسة والاستذكار كأقرانهم في المدارس الأخرى، فاتّهم أداؤه بالضّعف إلى أن اضطرَ للاستقالة والمضي للعملِ في مهنةٍ أخرى!
 
*** لماذا ننسى أحياناً أنَّ حسنَ الظّن وصفاء النّية ونقاء النّفس هي جميعها حصانةٌ تفوق في أثرها ادّعاء الحنكة والتحذلق والحذر وسوء الظّن فيما يلزم وفيما لا يلزم !
 
*** قد نتّفقُ على أننا نخافُ من الموت، وأنّه حدثٌ غامضٌ مؤسفٌ مخيف..
 
لا أدري لماذا أشعرُ أحياناً أنَّ ما يستوجبُ الخوفَ هي الحياة نفسُها، لا الموت الذي أعتقدُ أنّه رحلةٌ إلى السّلام والسّكينة والطّمأنينة في عالمٍ أكثرُ رحمةٍ من عالمنا هذا.
 
بعد كوارث الطّيران؛ يبحثون عمَّا يُسمَّى « الصّندوق الأسود «.. تُرى إلى أيِّ حدٍّ يؤرّقنا أن يبحثوا بعد رحيلنا عمَّا أحبُّ أن أسمّيه « الصندوق الأبيض «.. ماذا ستكونُ محتوياته؟
 
إلهي كم هو مرعبٌ أن نرحلَ عن هذه الحياةِ ولا يجدونه مهما بحثوا!
 
*** يقولُ خبراء التربية إنَّ حَضْنَ الأطفالِ ومعانقتَهم تبثُّ فيهم الأمانِ والسّعادة، كما أنّها ترفعُ من مستويات ذكائهم..
 
أعتقدُ أنَّ الأمرَ يسيرُ باتّجاهيْن؛ نحنُ الكبار أنفسَنا الذين نكتسبُ تلك الأحاسيس والمزايا.. جرّبوا ولن تندموا!.