الغد- هآرتس
رفيت هيخت
اكثر من أي شيء آخر، يبدو أن اعضاء الحكومة يخجلون. أو على الاقل لا يتفاخرون بشكل خاص – باتفاق وقف اطلاق النار في لبنان أمام حزب الله الذي دفع بنيامين نتنياهو نحوه بكل القوة. باختصار، عندما يبررون ألاعيب تسويق نتنياهو فإن الحديث يدور عن اتفاق مناقض لمبادئ اليمين وروح القاعدة والاقوال الفارغة حول النصر المطلق، وفوق كل ذلك هو مناقض لرغبة معظم رؤساء السلطات في الشمال الذين يرفض سكانه العودة إلى بيوتهم. حتى نتنياهو يبدو أنه لا يصدق وعوده بخصوص إعادة سكان الشمال بشكل آمن – هو نفسه لم يخاطر بدعوتهم إلى العودة إلى بيوتهم.
إن حرج الحكومة وقف وراء الإحاطات السريعة لإعضاء الحكومة حول الضغط الشديد من قبل الإدارة الاميركية. هذه الإحاطات شملت أخطارا مختلفة جدا، التي مشكوك فيه اذا كان لها أي صلة حقيقية بالواقع الذي يوجد خلف صفحات رسائل نتنياهو، مثل تمرير قرارات ضد إسرائيل في مجلس الامن بدون فرض الفيتو الأميركي، وتسهيلات مبالغ فيها للفلسطينيين، وبالطبع تأخير إرساليات السلاح.
التلميح إلى انهزامية الادارة الديمقراطية، وهو عمل ينكر الجميل، وقف في مركز خطاب نتنياهو، الذي قرر بنفسه ما هو النصر المطلق، حتى لو لم يكن لذلك أي صلة بالواقع الحقيقي لعشرات آلاف الإسرائيليين المخلين. البيبية، التي لا ترتبط سواء باليمين أو اليسار، تكتفي بذلك اصلا. واكثر من ذلك أن نتنياهو لم يعد حقا يهتم.
بعض الأعضاء في الحكومة أظهروا بصورة مفاجئة صورة براغماتية يقظة بشأن "عالم بدائل"، الذي فيه الاتفاق هو الأفضل الذي كان يمكن التوصل إليه. ولكن الدليل الافضل على حرج الحكومة هو رفض الكثير من الوزراء تسميتهم في قائمة المؤيدين الواضحين لخطوة نتنياهو. أي واحد منهم لم يرغب في أن يسجل في القاعدة المؤيدة للاتفاق، لكنهم لم يتجرأوا على الوقوف ضده.
باستثناء قلائل مثل عميحاي شكلي، دان اليزور، عميت هليفي، تالي غوتلب وموشيه سعادة، في القائمة حافظوا على الهدوء. "في قاعدتنا توجد معارضة شاملة تقريبا لهذا الاتفاق"، قال وزير من الليكود. "لكن حجم هذه المعارضة لم يصل إلى مستوى يزعج بيبي، الذي عمل في هذه المرة بقوة كي يمرر الاتفاق".
نتنياهو حاول تأطير الاتفاق مع حزب الله على أنه وقف مؤقت لإطلاق النار، يخضع للامتحان، وأن يبث رسالة تقول بأنه يكسب الوقت إلى حين دخول ترامب إلى البيت الأبيض، الذي سيمنحه كما يبدو حرية عمل أكبر. إضافة إلى أنه لا يوجد أي شخص جدي يصدق نتنياهو، إلا أن هناك مكانا للشك بأن ترامب أيضا كان معنيا جدا بوقف إطلاق النار الذي يدور الحديث عنه، واحتمالية السماح باستئناف الحرب في ولايته هي صفر تقريبا ("ترامب يريد تسلم منصبه في الوقت الذي لا تكون فيه حرب"، قال مصدر مطلع على المحادثات).