Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Aug-2017

التعليم والإبداع 2-2 - د.محمد الرصاعي
 
الراي - في المقال السابق حول التعليم والابداع تطرقنا للبعد الأول في صناعة الابداع كمنتج لماكنة التعليم ، ويقوم هذا البعد على الكشف عن الطلبة الموهوبين والمبدعين من خلال انشطة التعلم والتعليم، وقبل ذلك خلق ثقافة ووعي لدى المعلمين والقيادات التربوية أن الطلبة جميعهم مشاريع ابداعية ويمتلكون فرصاً متماثلة ليكونوا موهوبين تحقيقاً لاستراتيجية عدالة التعليم.
 
البعد الثاني في مسار دور التعليم في صناعة الابداع والموهبة هو بعد تنمية القدرات وتطوير المهارات، فحين تكتمل عملية الكشف عن القدرات الكامنة لدى الطلبة وتحديد ميولهم واهتماماتهم، تبدأ عملية إعداد الخطط والاستراتيجيات التي تركز على الأنشطة المتنوعة المنسجمة مع القدرات والميول، بحيث توفر هذه الخطط فرص التدريب المتواصل التي تهيؤها أنشطة التعلم في المناهج الدراسية.
 
وهذا البعد يتطلب من القائمين على تخطيط المناهج وتصميم مواقف التعلم الاعتماد على مبدأ الحرية والتنوع وتعدد فرص الاختيار لآليات تنفيذ أنشطة المناهج، وفي ذات الوقت تدريب المعلمين على تنفيذ استراتيجيات تعليمية متنوعة ومتعددة بحيث يبقى الطالب محور هذه الاستراتيجيات والعنصر الأساسي في تنفيذها داخل المختبرات والمشاغل والمسارح والقاعات الصفية المجهزة بالوسائل والتقنيات التعليمة والوسائط المتعددة.
 
ولتعزيز التدريب على المهارات الابداعية والقدرات التي تتطلبها كل موهبة نلفت النظر لدور دروس التربية الرياضية والتربية الفنية والموسيقية، إضافة للتربية المهنية التي أصبحت للأسف تغيب فعلياً عن جدول الدروس اليومي في معظم مدارسنا، مما يتسبب في حرمان طلبتنا من تطوير مهاراتهم والارتقاء بقدراتهم.
 
كما يتضمن بعد تطوير القدرات والمهارات إقامة المعارض والاحتفالات والعروض المسرحية داخل المدرسة وخارجها، وتشبيك الطلبة المبدعين مع مؤسسات المجتمع التي ترعى الإبداع والموهبة كالأندية الرياضية ومراكز الشباب والمسارح والمنتديات الثقافية والوزارات والدوائر المختصة.
 
إنَّ رعاية الإبداع ودعم المبدعين والموهوبين هو مهمة المدرسة والجامعة بالدرجة الأولى داخل المجتمع، وهذه المهمة لم تعد ترفاً أو أنشطة تقام بغرض الاستعراض أو إدعاء الإنجاز، لقد أصبحت انتاج و تأهيل طلبة قادرين على صناعة الأفكار والتجديد شرطاً أساسياً ومتطلباً ضرورياً وملحاً لنجاح الدولة وارتقائها في جميع مؤشرات التنمية، بل يكاد يكون شرطاً لبقائها ووجودها في عالم يتسم بالتنافس والصراع على انتاج المعرفة وليس استهلاكها.
 
Rsaaie.mohmed@gmail.com