Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Sep-2017

كله كلام بكلام - ناحوم بارنيع

 

يديعوت أحرنوت
 
الغد- 193 دولة عضو في الأمم المتحدة. في أسبوع واحد في أيلول يقف زعماء معظم هذه الدول في نيويورك، ويلقون خطابات في الجمعية العمومية. ظاهرا، يتحدثون إلى العالم؛ أما عمليا فهم يتحدثون إلى شعوبهم. كل العالم منصة، ولكن كل الجمهور في الوطن.
ما ينبغي أن يثير اهتمامنا هما خطابان ألقيا أمس، خطاب ترامب وخطاب نتنياهو. فقد ألقى ترامب أحد الخطابات الأكثر فظاظة التي ألقيت في أي مرة من على منصة الجمعية العمومية. ليس فظا كالخطاب الذي خلع فيه حاكم الاتحاد السوفييتي نكيتا خورتشوف حذاءه على المنصة، في 1960، ولكن تقريبا.
تحدث ترامب قبل كل شيء إلى ناخبيه. فهم من سعى إلى اقناعهم بأن خطابه الانعزالي من عهد الانتخابات ما يزال قائما. ويمكن أن نلخص اقواله في خمسة شعارات قصيرة:
1- "أميركا أولا". كل دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة، تحرص قبل كل شيء على مصالحها. هذا هو الأساس للعلاقات الدولية، هذا هو الوضع وهكذا ينبغي أن يكون. العالم، المنظمات الدولية والاحتباس الحراري العالمي، تدحر إلى الوراء.
2- "إرهاب الاسلام الراديكالي". يواصل ترامب تشخيص الإرهاب مع الدين، رغم احتجاجات الانظمة الاسلامية الودية.
3- "الولايات المتحدة ستبيد كوريا الشمالية تماما". ترامب يشدد نبرة تهديداته تجاه النظام في بيونغ يانغ. وأضاف إلى النص في اللحظة الاخيرة تعبيرا مهينا لكيم يونغ أون، حاكم كوريا الشمالية: "رجل الصاروخ".
4- "الاتفاق النووي مع إيران يحرج أميركا". هذه الجملة قيلت لناخبيه أكثر مما لحكام إيران. هام لترامب أن يعود ليشدد على أن كل ما فعلته إدارة اوباما كان يتعارض ومصالح أميركا. 5- ولا كلمة عن روسيا، الصين والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. روسيا هي موضوع حساس، بسبب التحقيقات؛ الصين هي موضوع معقد، بسبب كوريا الشمالية. والنزاع لا يثير الاهتمام.
تيدي روزفلت خلف للزعماء في العالم المشورة الخالدة: "احمل عصا طويلة وتحدث برقة". وتبنى ترامب توصية معاكسة – احمل عصا قصيرة وتحدث بصوت عال. خطابه، سواء في المواضيع الداخلية أم في السياسة الخارجية حاد ومهدد. أما الافعال فصغيرة جدا. وفي هذه الاثناء فإن هذا ينجح على نحو لا بأس به. المشكلة هي أنه في نقطة معينة يحتمل أن يكون مطلوب قرار. الخطاب سيصطدم بالممارسة، والنتيجة قد تكون محملة بالمصيبة. كوريا الشمالية هي مثال جيد. فليست تهديدات الابادة ضرورية في هذه اللحظة، بل تحالف دولي ينزع سلاح النظام.
خطاب واضح في ما يخلفه وراءه. خطاب نتنياهو تضمن الكثير من الاقوال الصحيحة. وكان الأداء كاملا – منصة الامم المتحدة هي المكان الذي يشعر فيه نتنياهو وكأنه في بيته. ولكن ماذا تبقى منه؟ ليس الكثير. ولا حتى كاريكاتور القنبلة.
لقد وصف أشكول ذات مرة إسرائيل كـ "شمشون المسكين" – تتباهى بقوتها وتبكي في نفس الوقت على ضائقتها، على مخاوفها. أما خطاب نتنياهو فقد دمج الاثنين للمرة الألف: تباهي بلا حدود بقوة الدولة وبرحلاته في العالم ودعوة إلى المساعدة ضد إيران وضد شرانية مؤسسات الامم المتحدة. وتزلف أيضا كان فيه: نتنياهو يحسن التزلف لترامب.
فليسأل الإسرائيليون انفسهم ما الذي كسبوه من هذا الخطاب. فهل الايرانيون سيرتدعون عن تهديد إسرائيل وتطوير صناعة الصواريخ لديهم؟ هل سيكفون عن الحلم بقنبلة نووية؟ لا. هل سيبعدون عن هضبة الجولان؟ لا. هل مؤسسات الامم المتحدة ستتوقف عن شجب إسرائيل؟ لا.
نتنياهو يمكنه أن يقول لنفسه ما يقوله السياح في نهاية رحلة إلى الخارج: كنا هناك وهناك وهناك وهناك، وكل ما جلبته من هناك هو قميص غبي بكم قصير.