الانباء

ضحِّ برغيفك ولا تضحِّ بوطنك.
الوطن ليس رغيفا فقط، الوطن رغيف ومأوى وسقف وهوية وكرامة، كرامتك أنت أيها المواطن.
أن تعيش في وطن بربع رغيف، خير من أن تعيش بلا وطن، أو في وطن مجروح مهزوم مكلوم.
لقد عايشنا «الربيع العربي» وثورات الخزعبلات الكاذبات ومازالت في ذاكراتنا حوادثها وأحداثها ونتائجها الكارثية على الأوطان التي عصفت بها، ومازالت أحباري ـ وأحبار غيري من الكتّاب ـ في مدحها وتمجيدها ندية طرية لم تجف بعد.
أكتب ما أكتب وقلبي يهفو إلى إخوتي الأردنيين، متمنيا أن يتعظوا مما جرى لبلدان الخراب العربي وما لحقها من دمار وما حل بشعوبها من فزع وتشريد إلى القتل والتهجير، ثم الندم الذي حلّ على الجميع.
أيها الأردنيون أنتم أعلم بشؤون وطنكم وشح موارده الطبيعية وموقعه الجغرافي الذي يجعله في وضع غير مطمئن بسبب الأوضاع السياسية والأمنية التي تعيشها اثنتان من دول جواره سورية والعراق فضلا عن الجيرة الإسرائيلية وارتداداتها على بلدكم، وهذا الوضع أدعى لتلاحمكم وتآزركم وتوحدكم حتى تنأوا ببلادكم عن شرور ربما خطط لها من لا يريد لبلدكم الاستقرار ومن يرمي إلى إشعال النار في وطنكم وترويعكم، فاحذروا أن تكونوا معاول في يديه لهدم بلادكم.
وأنا لست مدافعا عن النظام الأردني ولا عن الحكومة الأردنية وربما أنتم محقون في مطالباتكم وهذه أمور تخصكم وليس من حق أحد من خارج محيطكم الأردني لومكم أو التدخل بأي صورة من الصور،ولكنما هدفت إلى الأبعد وتناولت الأمر من جانبه الأهم والأسمى وهو الحفاظ على الوطن، وعدم التهوين من مطالبكم المعيشية، فذلك أمر أنتم تحددونه وتعرفون الطريق الواجب اتباعه من أجل نيل مطالبكم، وفي الوقت نفسه تحافظون على وطنكم وتعيشون كرماء مرفوعي الرؤوس على ترابه.
وإنكم أوعى من أن يندس مندسون بينكم ويستغلوا مشروعية مطالبكم فيصعدون نحو الفوضى والخراب ويحيدون عن المطالب العادلة.
وأتمنى أن تعطوا العقلاء والمخلصين سواء من داخل الحكومة أو من خارجها الفرصة لتدارس الحلول التي تقود بلادكم إلى بر الأمان بإذن الله.
وإني لعلى يقين أنكم ستعبرون هذه الأزمة بسلام وستفوتون الفرصة على المتربصين والأعداء وستخيب مساعيهم.
katebkom@gmail.com