Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Jan-2020

مركز زها.. ما بين نبل الفكرة والإبداع في التنفيذ*أحمد حمد الحسبان

 الراي

ما بين نبل الفكرة التي طرحتها ووفرت لها سبل الانطلاق المادي والمعنوي السيدة زها جردانة منكو، وسلامة الإشراف والمتابعة، من قبل سمو الأميرة عالية الطباع، وإبداع الإدارة والتنفيذ وعلى رأسها السيدة رنا صبح، وفريقها، كان هناك منتج متميز لا يختلف اثنان من المطلعين على تفاصيله على اعتباره متميزاً، ونموذجاً للجهد الوطني الطيب، ونقلة نوعية في إدماج العمل التطوعي في الجهد الوطني الكبير الهادف لبناء الإنسان الأردني، والوطن النموذج.
 
فقد أتيحت لي الفرصة لزيارة هذا الصرح الوطني الكبير، الذي نجح في توسيع حيزه ـ كماً ونوعاً ـ وصولاً إلى محافظات المملكة، وإلى كافة شرائح المجتمع، حاملاً رسالة الوطن النبيلة، رسالة التغيير الإيجابي، المنسجم ليس مع متطلبات المرحلة فقط، وإنما مع التهيئة للمستقبل. وبما يؤسس إلى تنمية العقل وتوسيع مداركه ليكون قادراً على استيعاب ما هو جديد ونافع.
 
في المركز، استمعت إلى الكثير من المعلومات حول إنجازات ريادية، لا يتسع المجال لاستعراضها في هذه العجالة. ودققت في أسلوب العمل غير التقليدي، وتمنيت أن تستفيد منه المؤسسات المشابهة، بما يعينها على الدخول في مجالات لا تكتفي بمتطلبات الترفيه والتوجيه، ولا تنتهي بعملية إنتاجية تفيد المشاركين من جهة، وتسهم في توفير الإدامة للعمل وبحيث تكون رافداً للمصادر الأخرى وجلّها غير تقليدي.
 
وتمنيت أن تتسع دائرة الاستفادة من تميز المركز، لتشمل دوائر حكومية معنية بالخدمة والحماية المجتمعية، بدءا من الجرأة في التفكير الإبداعي، الذي لا يتناقض مع الأهداف الوطنية العليا، ولا يتقاطع مع القانون العام. والذي ينعكس إيجابا على مستوى الإنجاز، وتجاوبا مع المشكلات الوطنية التي تراكمت وتحولت إلى عبء كبير يصعب على بيروقراطية الدولة ومؤسساتها بما في ذلك التطوعية إيجاد حلول له.
 
فكما نجحت الإدارة في غرس فكرة «العدوى الإيجابية» بين وداخل مختلف البرامج والأقسام والفروع، والتأسيس لنجاح تلك الفكرة، وصولاً إلى 85 برنامجاً، من المؤكد أنها ستصبح ناجحة على نطاق العمل التطوعي الوطني، والكثير من الدوائر الحكومية التي تقدم خدمة مشابهة.
 
ونجح المركز في البناء على «نبل الفكرة» التي قام عليها المشروع، وطور في أساليب توفير الدعم اللازم للانطلاق، معتمدا أسلوب الشراكات وصولاً إلى 300 شريك من المجتمع المحلي، والكثير من الهيئات الدولية، في مقدمتها أمانة عمان الكبرى التي لم تبخل في تقديم الدعم.
 
ومثلما لم يقفل المركز أبوابه أمام أي راغب في الاستفادة من برامجه المجانية، فقد وسع تلك الأبواب لاستقبال اية فكرة عنوانها تطوير العمل والأداء، والدخول في مجالات إبداعية جديدة، بما في ذلك الخروج إلى المحافظات، والدخول في مجالات الترفيه للأطفال في المستشفيات، واستحداث مركز للرفاه النفسي، والدخول في مجالات التدريب بما يتخطى مجالات الإنتاج إلى التنمية الفكرية والحياتية.
 
بالطبع هناك الكثير الذي لم يتسع المجال لذكره رغم أهميته، آملاً أن تتاح الفرصة للإشارة إليه مستقبلاً.