Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Nov-2018

الإمبراطورية التي ستغيب عنها الشمس* يوسف غيشان
الدستور - 
حسب مشروع مقترح، فإنه سيكون بمقدور الأثرياء العرب الحصول على تأشيرة إقامة في بريطانيا، إما من خلال الدخول في مزادات لمن يدفع أكثر، أو أن يتم الحصول عليها مقابل تبرعات مالية سخية للمستشفيات والجامعات، وهو ما يمكن أن ينعش خدمات الصحة والتعليم، ويوفر عن كاهل الحكومة البريطانية والخزينة العامة للبلاد الكثير من التكاليف في المستقبل.
قال النائب البريطاني الصديق للقضايا العربية ، جورج غالوي في احدى ندواته، بأنه عندما كان طفلا سأل جده عن سبب تسمية بلده انجلترا بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فقال له:
- يا حبيبي يا جورج ..اننا إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس. لأن الله لا يثق بالإنجليز في الظلام.
وهاهي الإمبراطورية التي غابت عنها الشمس تحاول استرجاع عزها عن طريق زيادة عدد المليارديرية، أو على الأقل اصحاب الملايين . وبما أنني من اصحاب الملاليم، وليس الملايين فقد قررت أن انتهز هذا الفرصة لدعوة اصدقائي اصحاب الملايين العرب للتحول الى بريطانيين .
تخيلوا ، أننا ننجح في تجنيس المليارديرات العرب وزملائهم الأقل حظا من اصحاب الملايين ، وتحويلهم إلى بريطانيين من مكتملي الحقوق والواجبات. هؤلاء بنفوذهم يستطيعون التسلل إلى مراكز القرارات  السيادية في بريطانيا العظمى والاستيلاء على الحكومات والأحزاب المعارضة، والسلطات الثلاث، ناهيك عن السلطة الرابعة.... الصحافة والإعلام.
هكذا تتحول لندن الى إمبراطورية عربية ، ونتسلم الزر النووي ، وقواعد بريطانيا العسكرية ونرث تاريخ بريطانيا الاستعماري، ونتبوأ مقعدها الدائم في مجلس الأمن الدولي ، وعلاقاتها التاريخية مع امريكا.
على السريع ينبغي ان نعلن النفير العام ونطالب اسرائيل بالرحيل عن فلسطين ..والا....!! ونحرك اساطيلنا فورا لحصار السواحل الفلسطينية ونوجه رؤوسنا النووية الى فلسطين - المسماة اسرائيل حاليا- حتى يعرفوا اننا  نأخذ الأمر على محمل الجد.
قلت على السريع، وأنا أعي ما اقول ، لأننا اذا تأخرنا قليلا – بعد الاستيلاء على القرار السيادي البريطاني -  فإننا سنأكل انفسنا  ونذبح بعضنا وندمر العالم بأكمله معنا. علينا أن نفعل ذلك ونعلن النفير العام من اجل فلسطين قبل أن :
- قبل أن يدرك المليارديرات البريطانيون العرب،  ممن اصولهم يمنية، بأن بعضهم من شمالي اليمن  وبعضهم الآخر من جنوبه ، فتبدأ التصفيات «العرقية» بينهما.
-المليارديرات من اصل سوري بعضهم ينضم  للحكومة وبعضهم للمعارضة، والمعارضة تنقسم على نفسها الى داعش وماعش..وهكذا تنهال البراميل المتفجرة على رؤوس الناس في المدن البريطانية .
-المليارديرات من اصل مصري ينقسمون الى جماعة النظام، وجماعة الإخوان ومن لف لفهم.
وهذا يحصل مع  الليبي والليبي ،والعراقي والسوداني والتونسي والجزائري والبحريني ..والجميع بلا استثناء. نشتبك ببعضنا حتى تتحول بريطانيا الى كتلة من اللهب ، وتتحول من إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، الى مغارة خربة تضيئها شمعة واحدة.