Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Mar-2018

"النباح" في الطريق إلى الجنة!!* رجا طلب
24 - 
 
الشعائر "الحسينية" التي تقام لاستذكار استشهاد الإمام الحسين وعائلته رضوان الله عليهم في شهر محرم من كل عام تسللت إليها العديد من البدع والمسلكيات التي لم ثبت مشروعيتها في الشرع الإسلامي
مؤلم جداً ما يدخل على "عقيدة التشيع" لدى إخواننا الشيعة من أفكار غريبة تشوه مبدأ التشيع للإمام علي عليه رضوان الله، وعلى فكر "الفداء والتضحية" لدى آل البيت الأطهار، وفي هذا المقام أحسب أننا "كلنا شيعة" في رفض مواقف معاوية وابنه يزيد وتعاملهما الدموي البشع وغير الإنساني مع الإمام الحسن الذي تم التخلص منه بالخديعة والغدر عبر وضع السم له من قبل زوجته جعدة بنت الأشعث التي أقدمت على فعل ذلك بعد أن خدعها معاوية ووعدها بالزواج بعد موت الحسن، وتحت وقع هذا الإغراء وضعت "سم معاوية" الفتاك، الذي طلبه هذا الأخير من ملك الروم، والغدر أيضاً مورس مع الإمام الحسين الذي تم التخلص منه بالخديعة والمؤامرة والقتل البشع في واقعة الطف المعروفة في مدينة كربلاء.
 
فالشعائر "الحسينية" التي تقام لاستذكار استشهاد الإمام الحسين وعائلته رضوان الله عليهم في شهر محرم من كل عام تسللت إليها العديد من البدع والمسلكيات التي لم تثبت مشروعيتها في الشرع الإسلامي، فهي في الأغلب مسلكيات مبتدعة من قبل أشخاص عاديين أو بدعوات من قبل رجال دين شيعة ليسوا ثقاة ولا يملكون صفة المرجعية الدينية والعلم، ففي البداية دخل على الشعائر الحسينية "اللطم"، والنواح، و"التطبير"، أي شج الرؤوس بالسكاكين وضرب الأجسام شبه العارية بالسلاسل حتى تتغطى بالدماء وهو منظر لا بد أن كثيراً منا شاهده وتساءل قائلاً: هل هذه هي الطريقة السليمة دينياً وإنسانياً وحضارياً لاستحضار ذكرى فداء الحسين واستشهاده؟
 
في الإجابة على سؤالي السابق، هناك أكثر من جواب ولكل جواب فلسفته ورؤيته وكلها في تقديري تدخل في باب "الاجتهاد والمقاربات الدينية غير الحاسمة" لأن الظاهرة بحد ذاتها، ظاهرة تبدو دينية ولكنها في جوهر الأمر سياسية – سلطوية.
 
• في رأي أهل السنة والجماعة يبرز الرأي القائل: فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: "ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب" رواه البخاري، وقال حسب الحديث: "أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة" ، رواه مسلم. والصالقة هي التي تصيح بصوت مرتفع. وقال إن "النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعاً من جرب وسربالاً من قطران" رواه مسلم، والواجب على المسلم العاقل إذا تذكر مثل هذة المصائب أن يقول كما أمر الله: (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)، وما علم أن علياً بن الحسين أو ابنه محمداً أو ابنه جعفراً أو موسى بن جعفر رضي الله عنهم ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدى أنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا الذين يجب أن نقتدي بهم.
 
• وبخصوص رأي المرجعية الشيعية الاثني عشرية الممثلة بالسيد علي السيستاني، فإن ممثله السيد أحمد الصافي أكد في أكثر من خطبة على ضرورة القضاء على هذه الممارسات والاقتداء بالشعائر المتوارثة خلفاً عن سلف المتمثلة في الحزن والجزع على أبي عبد الله عليه السلام دون هذه المظاهر غير الحضارية.
 
وأضاف الصافي: "لقد ورثنا عن أئمتنا المعصومين (سلام الله عليهم) طرقاً لإحياء المراسم الحسينية وتجديد ذكرى عاشوراء، وذلك عبر إقامة مجالس العزاء ونظم الشعر الواعي في رثائهم، واللطم على الصدور، ولكن ليس منها التطبير وأمثاله، كضرب الظهور بالآلات الحادة والمشي على النار وغيرها من الممارسات الرجعية التي تسربت إلينا من أمم أخرى. "المقصود هنا من إيران والهند" وهذا رأي كاتب المقال.
 
كل ما أوردته من تاريخ واستشهاد بفتاوى شرعية كانت من باب تنزيه آل البيت الكرام من الرجس المجوسي الذي كان الله جل جلاله قد حذر منه مبكراً في سورة الأحزاب وتحديداً في الآية الكريمة "3" بقوله تعالى: "... إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً " صدق الله العظيم .
 
ومن هنا انطلق لجوهر عنوان المقال وأتساءل معكم هل بات الاحتفال بذكرى استشهاد سيد الشهداء يتم عبر سلوك شاذ مقيت وهو الدخول إلى مرقده في كربلاء زحفاً مع عواء كالكلاب؟
 
في ظني أن هذه "المهزلة الجديدة " هي بدعة فارسية متسترة بالتشيع القصد منها تحقير العرب وليس حباً للحسين، فتحقير العرب وآل البيت هي عقيدة مجوسية، القصد منها الانتقام من عروبة الإسلام التي أطاحت بالإمبراطورية الساسانية وأنهت حكم "الأكاسرة" المجوس عبدة النار.
 
يقول العلامة السيد كمال الحيدري عن تلك البدعة: إنها عمل شاذ ومرفوض ولا أصل في الدين ولا في التقوى ولا في الشرع وترفضها النفس البشرية، كما أنها عمل مضر بالدين الإسلامي والمذهب الشيعي" ومنافياً لهما.
 
إن ما اصطلح عليه "كلاب الحسين" أو "كلاب زينب" أو "كلاب العباس" وغيرها من الكلاب كلها بدع أنتجتها المؤسسة الدينية الإيرانية الحاكمة الحاقدة على "العرب والعروبة"، وعلى الإسلام الذي أعز شأن العرب، فهي تعمل وتخطط لإذلالهم والحط من شأنهم، وبكل أسف وجدت في عراق ما بعد صدام حسين" فرصتها التي بدأت عام 2003.
 
.... تعاملت الصفوية وقبلها "البويهية" وبعدهما "الخمينية" مع الإسلام القادم من شبه الجزيرة العربية على أنه صراع قومي مع الفرس، وأن على الفرس الحط من قدره بطرق خبيثة ومن بوابة الخديعة والمكر وهنا تكمن المأساة !!!