Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Apr-2018

قمة أنقرة «الثلاثية»: أسئلة مفتوحة على مشهد مُتوَتّر! - محمد خروب

الراي -  يكاد لا يختلف اثنان على ان قمة انقرة التي تلتئم اليوم, بمشاركة قادة الدول الثلاث الضامنة لمسار استانا، تكتسب اهمية استثنائية.. بعد التطورات الدراماتيكية المتلاحِقة التي شهدتها «ساحات» الازمة السورية والمناورات السياسية والدبلوماسية التي رافقتها, على نحو لن يكون مفاجئا اذا ما تم تسريب انباء عن وجود «خلافات» بين القادة الثلاثة, ازاء قضايا وملفّات لم تُحسم بعد, في ظل النشوة التركية غير المحسوبة في ما يبدو, بعد ان وصف الرئيس التركي وهو يرتدي الزي العسكري, غزوته لمنطقة عفرين بـ»الملحمة التاريخية» معتبرا انها جاءت رداً على الذين «يجهَلون» قُدرات تركيا, مُهدّداً بـ»إطلاق عمليات عسكرية جديدة في اي لحظة».

واذ أعادت دمشق الغوطة الشرقية الى كنف الدولة, ووفّرت الامان للعاصمة دمشق, وهي بصدد تنظيف ما تبقى من جيوب إرهابية في محيط دمشق كأحياء «القدَم والحجر الاسود ومخيم اليرموك»، فإن من المبكر التأكد ما اذا كانت انقرة ستلتزم ما كان وقعت عليه في قمة سوتشي الثلاثية التي عُقدت في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي حيث تمّ التأكيدعلى ان (اي مبادرة سياسية لحل «النزاع» السوري, لن تخِلّ بأي شكل من الاشكال.. بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها).
ما يعني ان «الحرب» التي تفرِضها انقرة على الشمال السوري والمصحوبة بخطوات وإجراءات «إحتلالِية» ونية البقاء طويلا على الاراضي السورية، كما يؤشر على ذلك قرارها تعيين «والٍ» تركي لعفرين واستتباعها لمحافظة هاتاي (مركزها انطاكية في لواء اسكندرون السوري المُحتلّ) فضلا عن تعزيز وجودها العسكري في مناطق احتلالها ورفعها شعاراً مُلتبِساً الذي يتحدث عن إعادة المدن والبلدات المحتلّة الى «اصحابها الحقيقيين» دون إفصاح عن هوية هؤلاء «الأصحاب» او تقوم بترجمة اقوالها الى أفعال، يشي بان خلافات ستنشب في القمة, وبخاصة بين ايران وتركيا, حيث بدا «صمت الاولى» (طهران) عن تداعيات غزوة «غصن الزيتون» لافتاً, بعد ان كانت أبدت معارضتها ورفضها الاجتياح التركي على عفرين.
تلتئم القمة الثلاثية إذاً وسط اجواء دولية واقليمية مشحونة, وفي الوقت نفسه وسط توافق وانسجام «لافتين» بين مواقف موسكو وانقرة, وبخاصة بعد تدشين بوتين واردوغان مفاعل «أك كيو» النووي في ولاية مرسين على البحر المتوسط يوم أمس, وتواصُل العمل في خط انابيب «تُرك ستريم» لنقل الغاز الروسي الى السواحل التركية, وعبرها الى جنوب وجنوب شرق أوروبا.ورضا موسكو عن موقف انقرة من الازمة السياسية والدبلوماسية المتدحرجة بين روسيا وبريطانيا, وعدم انجرارها (انقرة) الى الهستيريا الذي ألمّت بالعواصم الغربية على خلفية قضية «سكريبال» الغامضة.
وإن كانت موسكو «عاتِبة» على عدم اعتراض تركيا على قرار الناتو بطرد سبعة موظفين من البعثة الروسية الدائمة في مقره بِبروكسل (كان بمقدور أنقرة «الإعتراض» وعدم تمرير القرار).
كذلك لن تغيب عن اجندة القمة ملابسات واحتمالات ما سيحدث في «منبج» والضجة المُفتعلة التي اثارها إعلان ترمب عن «خروج اميركي قريب جدا من سوريا» واتساع هوّة الخلاف بين انقرة وواشنطن بعد تعزيز الاخيرة قواتها في المدينة السورية المحتلّة, وبروز تكهنات عن صِدام عسكري «أطلسي».. تُركِي اميركي, اذا ما مضى أردوغان قدما في تأكيد ذهاب جيشه لطرد «الارهابيين» من المدينة, معتبرا اي وجود عسكري هناك بانه مثابة «احتلال», مُهدِدا باستهداف القوات الفرنسية التي ابدى الرئيس الفرنسي ماكرون استعداده إرسال المزيد منها الى منبج, عارضا في الوقت نفسه «وساطته» بين انقرة وكرد سوريا الذين استقبلهم في قصر الإليزيه.
كان لافتا ايضا ما جاء على لسان مساعد الرئيس الروسي يوري اوشاكوف، عندما «توقَّعَ» في حديث صحافي اول من امس, من الزعماء الثلاثة ان «يُؤكّدوا» خلال الاجتماع وفي البيان الختامي «التزامهم دعم سيادة واستقرار ووحدة اراضي سوريا, وهذا – أضاف – مهم للغاية بالنسبة إلينا». مشيرا الى ان الرؤساء «يَنوون» تنسيق المواقفبشأن قرار مجلس الامن الدولي رقم «2401 «بخصوص وقف اطلاق النار على «كامل» اراضي سوريا, وبحث مساهمة الدول الثلاث في الجهود لتحسين الاوضاع الانسانية».
ثمة الكثير في ما تستنبطه تصريحات مستشار الرئيس الروسي, وبخاصة في ظل التهديدات التركية التي لا تتوقف, عن اجتياحات وعمليات عسكرية جديدة محتمَلة وحديث متواتِر عن اقامة منطقة امنية بعمق «30 «كيلومترا في الاراضي السورية (مترافقة مع عربدة تركية في شمال العراق واحتلال اراضي عراقية في اقليم كردستان وتحذير لبغداد باستهداف سنجار العراقية, رغم انسحاب حزب العمال الكردستاني التركي PKK منها. ما يثير التساؤلات حول شكوك موسكو في التزام انقرة مضمون القرار الأممي اصلاً, على نحو يستدعي استحضار تصريحات اردوغان نفسه عندما علّق على الذين طالبوه التزام القرار المذكور ووقف عدوانه على عفرين حيث اتّهم المنادين بذلك بانهم «لم يفهموا» مضمون القرار نفسه, وانه ماضٍ في اجتياحه حتى النهاية.
(وهذا ما حصل دون ان يجِد مَن يوقفه او يردعه.. من اسف).
ما سيَصدُر عن قمة انقرة سيُؤشر – ضمن امور اخرى – على مدى التوافق بين اضلاعها الثلاثة، وعن الأفق المفتوح او «المُغلَق» امام الازمة السورية, حيث من الحكمة التروّي قبل القول: انها باتت على سِكة الحل السياسي, لأن الطرف التركي – دع عنك الاميركي وبعض العرب واسرائيل – لن يوفّر اي جهد من أجل إطالتِها واستمرار الحرب في سوريا وعليها, رغم كل ما قارَفه من جرائم وارتكابات.. وحشِية.