Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Aug-2017

وزير التربية يكسر حاجز المسكوت عنه في التعليم ويؤكد أن وزارته "ليست قلعة" و لن نتقدم إذا بقيت مواضيعنا الاجتماعية والسياسية ‘‘تابوهات‘‘

 

آلاء مظهر
عمان-الغد-  حذر وزير التربية والتعليم د. عمر الرزاز من "التهاون" بوضع حد لضعف نظام المساءلة والمحاسبة، مشيرا إلى أن ذلك في "منتهى الخطورة"، في وقت أعرب عن أمله في أن "تصل الوزارة إلى مرحلة المؤسسية وأن لا ترتبط القرارات بأشخاص".
وفي جلسة حوارية نظمتها منصة "تقدم" وأدارتها العين هيفاء النجار نهاية الأسبوع الماضي، أعاد الرزاز التأكيد على أنه "لا يجوز للوزارة ان تصور نفسها على أنها قلعة تحتكر القرارات، وإنما يجب ان تكون نواة لشراكة حقيقية مع مؤسسات عديدة تضيف شيئا جديدا وألوانا على التربية والتعليم إذا كنا نؤمن بأن هذا الموضوع وطني بامتياز ويخص الجميع".
وأضاف "من هذا المنطلق يجب ان نفكر بالمبادئ التي تقودنا اذا اردنا التطوير"، وقال "هناك 3 اسئلة يجب أن تقود عملية تطوير التعليم تتعلق بمن هو الفرد والمواطن الذي نريده بعد جيلين: هل نريده مبدعا ومشاركا، وهل نحن مستعدون لهذا التحول والتغير سواء في البيت أو المجتمع أو المدرسة، أم أن نموذج استنساخ مواطنين متشابهين ويتحلون بنفس الصفات والقيم وينتجون مجتمعا رمادي اللون، يعتبر الخيار الأفضل؟".
وانتقد وزير التربية عدم استيعاب "التفكير النقدي"، انطلاقا من أن البعض يعتبره "انتقادا للآخر وانتقاصا منه"، مشيرا إلى أننا "ما نزال غير قادرين على مواجهة هذه الحالة، لأنه ليس لدينا وسائل لإدارة الخلاف".
وأعرب عن "الأسف لأننا لم نعالج هذه القيم والممارسات فليس من السهل ان نتقدم نحو الابداع في حال بقيت معظم مواضيعنا الاجتماعية والسياسية والثقافية تابوهات".
واكد أن "القراءة هي وسيلة لمعرفة الاجابة عن تساؤلات ظلت في دواخلنا طيلة حياتنا، وليست للبحث عن سؤال معرفي واحد، ولا بد بالتالي من أن نقنع الطالب أن القراءة في غاية الأهمية لأن يكتشف ذاته"، موضحا أنه "في هذه الحالة سيعيد الطالب النظر بعلاقته مع المجموعة".
ورأى الرزاز أن الابداع ليس ترفا، بل نمط انتاج جديد يكون فيه الاختلاف ومحاكاة الاختلاف التحدي الاول وعلينا ان نأخذ خيارات فيه". 
وأكد ضرورة ان نعيد التفكير "بمناهجنا وكتبنا المدرسية وطريقة التعليم والابتعاد عن الحشو"، لكنه تساءل "ما هو البديل وهل مؤسساتنا تسمح بذلك"، فيما أشار الى أن غالبية الطلبة لا يكملون دراستهم بشكل مستمر، لذا "علينا بدلا من أن نخلق لهم 50 مخرجا لمغادرة المدرسة أن نوجد لهم مداخل تعيدهم بشكل آخر بعمر متقدم".
كما تساءل حول إمكانية رأب الفجوة بين التعليم الخاص والحكومي، خصوصا وأن "هناك مدارس خاصة متميزة تخلق وعيا ومهارات هائلة مقابل مدارس لا تفعل ذلك، ما يؤدي إلى وجود فئتين من الطلاب ليست الفروق الاقتصادية هي الفارق الوحيد بها وإنما المعرفية والقيمية".
ولمواجهة الوضع القائم قال الرزاز ان هناك خطة لفتح مدارس بعد الظهر، مع تدريب معلمين على التعامل مع الطلبة داخل وخارج الغرف الصفية من خلال الحوار، "وسنضاعف النشاط اللاصفي اعتبارا من الشهر المقبل".
وفيما يتعلق بالامتحان، قال "إن المعلم والطالب يحضران نفسيهما له بالوتيرة ذاتها وللأسف ما زال الامتحان والنفسية التي يوجدها وجوهره تأخذنا بالاتجاه الخاطئ، وأصبح الامتحان هدفا وليس وسيلة"، موضحا ان "التراكم الذي حدث في الثانوية العامة و12 سنة دراسية وأدت إلى وصم نسبة كبيرة من الطلبة بالفشل، أثرت على ثقتهم بأنفسهم، الامر الذي يدعو للسير بخطة تعديلات سنوية على مفهوم الناجح راسب".
ولأن المعلم، هو محور العملية التعليمية، وفق الرزاز، لذا ستعمل الوزارة على مهننة "التعليم وهذا يعني مسارا وظيفيا يبدأ بمعلم مساعد، ثم معلم مختص، ثم معلم خبير، وأخيرا يفرع اما بالتعليم او قيادي كمدير مدرسة"، مشيرا الى ان موقع المدير اهم موقع في المدرسة ويجب ان نشتغل على المدراء بحيث يكونون قياديين يمارسون الإشراف بطريقة مختلفة".
وتحدث عن الأعوام الخمسة الأولى من عمر الطفل، معربا عن أسفه لأنه "تم إهمال هذه المرحلة فترة طويلة، رغم أنها اهم عامل يساهم بالفروق الهائلة التي نراها، فأغلبية الاطفال في عمان الغربية يذهبون الى (kg1 ،kg2) في حين يعتبر ذلك نادرا لمن يقيمون في شرق عمان والاطراف". وطالب الرزاز مؤسسات المجتمع الاهلي بتقديم المساعدة بإرسال مفاهيم الحوار وايصال التغذية الراجعة حتى "لا نكون في المعزل سواء في المدرسة أو مديريات التربية أو الوزارة فهذا الدور ليس موجودا، والمجتمع يجب ان لا يكون مغيبا ومؤسساته والإعلام حلقة الوصل بين كل ذلك".