Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Aug-2017

الاصدقاء الجيدون - جدعون ليفي
 
هآرتس
 
الغد- كيف ضعت منا، أيها الصديق. اثنان تباكيا في هذا الاسبوع في "هآرتس" على ذهاب بنيامين نتنياهو من صداقتهم، مثلما يتباكون في مئة شعاريم على تائب اختفى. كيف أن نتنياهو الذي هو خاصتهم، من نفس القرية، وله نفس غرة الشعر، فعل بهم ذلك. لقد اختفى مع دافيد بيتان وميري ريغف في حدائق المعارض.
رازي بركائي يتذكره من فترة المظليين ومن الثكل، وهو يعرف أن نتنياهو كان يفضل قراءة صحيفة "هآرتس" والتحدث مع عاموس شوكين بدلا من صداقة الظل واليئور ازاريا (14/8). حامي شيلو لا يفهم كيف أن شخصا مثقفا بهذا القدر، كان يمكنه أن يكون سياسيا بارزا في العالم، يقوم بجمع الحسيديين (هآرتس، 16/8). وفي الحقيقة كيف فعلت بهم ذلك، يا نتنياهو. الافتراض الاساسي لهما هو أن نتنياهو واحدا منهم، في اعماقه هو مثلهم وفي آرائه هو معهم، فقط هو باع نفسه لشيطان اليمين من اجل حفنة اصوات. هم على يقين أنه قام بذلك فقط من اجل البقاء. إن الشك الحقيقي لديهم، حتى لو أنكروه: كيف يحدث أن اشكنازي مثقف ومنفتح مثله (ومثلهم)، من مواليد رحافيا وخريج ام.آي.تي، يقيم علاقة مع هؤلاء الشرقيين من الليكود. سياسة الهوية الإسرائيلية عارية. كيف يكون أن نتنياهو تحول الى يميني وقومي، في حين أن كل الجيدين بقوا في اليسار المنفتح. بركائي وشيلو، الزميلين، كانا يريدان أن يكون نتنياهو مثلهما، وهكذا لم تكن "التراجيديا" لتحدث، مثلما وصفها شيلو. إنهم من حزب مباي في اعماقهم، وهم يعتقدون أن نتنياهو ايضا كان يجب أن يكون يسار صهيوني، وأن يردد شعار الدولتين وأن يجري مفاوضات أبدية من اجل السلام مثل شمعون بيرس واسحق رابين. ولا يخطر ببالهم ما لا يصدق: ربما أن نتنياهو في الحقيقة يؤمن بما يقوم به. ربما أن نتنياهو هو قصة نجاح كبيرة، نجح في قلب اسرائيل رأسا على عقب، بالضبط مثلما أراد، وبالضبط مثلما توقع. ربما أنه قرر أن يدفع ثمنا شخصيا، التنازل عن تقدير بركائي وشيلو وأبناء جنسهم الذين هم أبناء جنسه، مقابل تحقيق طريقه. ربما أنه يستحق التقدير بالتحديد لأنه وافق على التضحية من اجل تحقيق الثورة التي قام بها، ثورة فاسدة وخطرة وقامعة وملعونة. ولكن الثورة التي أرادها والتي انتخب من اجلها هو مؤمن بها في اعماقه.
ربما ايضا كان يفضل صداقة غرشوم شالوم ونتان روتنشترايخ ويشعياهو ليفوفيتش، وهو ايضا قرر التنازل عن صداقتهم مقابل التمسك بمواقفه. ربما أن الابن العاق قرر أن يدفع نفس الثمن الشخصي الذي دفعه والده مقابل مواقفه، وليس مقابل أي شيء آخر. رجال اليسار الصهيوني لا يعرفون ذلك. وهم لا يدفعون أي ثمن مقابل مواقفهم. إنهم منفتحون في نظر أنفسهم، وليسوا مثل اليمين الظلامي.
ربما أن نتنياهو حقا كان يفضل أن يقضي ليلته مع بركائي وشيلو، وليس مع أورن حزان ودافيد أمساليم. ربما كان يفضل ايضا علمانيين مثله على من يلبسون القبعات الصغيرة، الذين أحاط نفسه بهم. ولكن نتنياهو اختار: تأسيس دولة يهودية قومية من النهر الى البحر مقابل خسارة احترام اصدقائه له الذين هم من نفس القرية. من المسموح احترامه على هذه التضحية. إنه في الحقيقة يعتقد أنه ليس لإسرائيل طريق اخرى من اجل البقاء سوى اقامة دولة ابرتهايد.
الرجل الذي يحبون أن يكرهوه هنا، الرجل الذي يستحق الكراهية بسبب طريقه، يستحق ايضا التقدير على ما هو مستعد للتضحية به من اجل افكاره. لقد كان من الاسهل على نتنياهو أن يكون اسحق هرتسوغ. فهو أكثر أهلية منه. لقد كان الرؤساء يتوسلون اليه، وكان كتاب الاعمدة يعددون مناقبه، بمن فيهم بركائي وشيلو. ولكن لن ينتج عن ذلك أي سلام أو عدالة، لأن الاصدقاء من تلك القرية ايضا لم يقوموا بفعل أي شيء من اجل انهاء الاحتلال، لكنهم تحدثوا عن السلام بصورة افضل من نتنياهو. وكان لهم اصدقاء أكثر ثقافة من دافيد بيتان.