Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jan-2018

ترمب يناطح التنين الصيني والدب الروسي جنوب آسيا - طايل الضامن

الراي -  وجهت حركة طالبان الافغانية المقربة من تنظيم القاعدة الارهابي «لطمة» دموية كبيرة للرئيس الاميركي دونالد ترمب وحليفه الرئيس الافغاني محمد أشرف غني ، من خلال تنفيذ عملية ارهابية كبيرة حصدت 95 قتيلاً ومئات الجرحى.

واضح ان حركة طالبان التي فشلت الولايات المتحدة الاميركية في القضاء عليها منذ اكثر من 15 عاماً، رغم احتلالها افغانستان، وتعيين نظام سياسي وامني موال لها،أرادت من هذه العملية الكبيرة ان تثبت لادارة ترمب انها ما زالت قوية ونافذة وتستطيع ان تصل الى كابول المحصنة.
كما أن العملية ستزيد من حدة التوتر بين واشنطن واسلام اباد، حيث تتهم أميركا باكستان بدعم تنظيم طالبان وحليفه حقاني من خلال التغاضي عن تصرفاتهم الارهابية وتوفير البنية التحتية، كما ان بعض قادة التنظيم يديرون استثمارات في باكستان، ويجهزون السلاح – وفق تقرير اميركي – لارساله الى افغانستان لمقاتلة الحكومة والقوات الاميركية.
ملف افغانستان يعود الى صدارة الاحداث العالمية من جديد، بخاصة بعد بروز مؤشرات على اعادة لملمة تنظيم القاعدة واعادة انتاجه ، ومساعيه لاعادة تشكيل فرع له في سوريا عبر القيادات الاردنية المتواجدة في صفوف جبهة النصرة.
واضح ان نجم طالبان والقاعدة بدأ يسطع مجدداً، الامر الذي يكشف عن نوايا أميركية جديدة في منطقة جنوب آسيا، وهو أمر ليس خفيا فقد تم التعبير عنه سياسياً في اميركا وغيرها عبر استراتيجية ترمب في المنطقة والتي تعطي دورا كبيراً للهند « العدو التقليدي لباكستان» في افغانستان، الامر الذي يتعارض مع مصالح روسيا وايران والصين وتركيا وباكستان.
وتتخوف الصين وباكستان من الدور الهندي الكبير في افغانستان ان نجح، بأنه سيضرب ويزعزع المناطق الجبلية في اقليم بلوشستان المحاذي لافغانستان من جنوب غرب باكستان والغني بالموارد المعدنية ويشكل ممراً اقتصادياً بين بكين واسلام اباد.
ويعتبر الممر الاقتصادي بين بكين واسلام اباد ، مشروعا اقتصاديا كبيرا جداً يهدف الى ربط مدينة كاشغر الصينية وميناء كوادر الباكستانية بكلفة تصل الى 46 مليار دولار، وهو ما يسعى ترمب الى ضربه في اطار التنافس الاقتصادي مع الصين.
ولتجنب الاثار الاقتصادية نتيجة ضغوط ترمب وعلى غير عادتها كحليف تقليدي ، لجأت باكستان الى تحالفات جديدة مع الصين وروسيا وايران وتركيا للوقوف في وجه المطامع الاميركية في المنطقة، الامر الذي اعتبر رداً قاسيا وغير متوقع من اسلام اباد على ادارة ترمب التي هددت بقطع المساعدات العسكرية عنها.
اذن، منطقة جنوب آسيا مقبلة على أحداث كبيرة وصراعات أكثر دموية، ان مضى ترمب باستراتيجيته الجديدة، ستكون حرباً طاحنة، وبالوكالة تخوضها فصائل أفغانية على رأسها طالبان ضد القوات الاميركية وحليفها الرئيس الافغاني.
 
ترمب الذي دعا الى «عمل حاسم» ضد طالبان بعد تبنيها تفجير كابول الذي يعتبر الاعنف منذ سنوات، وقال «الآن على كل البلدان ان تقوم بعمل حاسم ضد طالبان والبنية التحتية الارهابية التي تدعمها» في اشارة ضمنية الى باكستان، هل يستطيع ان يعيد احتلال افغانستان بالمفهوم العسكري الواسع،ويحشد قواته مجددا كما فعل أسلافه؟ ام ان واقع المنطقة تغير مع بروز تحالف قوي مناهض لاستراتيجيته تتقدمه روسيا والصين..؟؟!.