Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Feb-2018

فلسفة وواقع صحة الطفل - على أساس الجنس - د. عميش يوسف عميش

 الراي - تعريف الجنس (من حيث التذكير والتأنيث) – تعني (Gender – (وهنا اود ان ابحث في فلسفة وواقع صحة الطفل على اساس تعريف الجنس كصفة (Gender Health Childhood .(بداية كان هناك تصنيف وضع لمراحل العمر كالتالي (1 (مرحلة الرضاعة (Infancy– ( وفترتها من (يوم – عامين). (2 (الطفولة (Childhood (من (عامين – 16 عاما)–وتسمى المراهقة وافضل تسميتها مرحلة البلوغ. (3 (سن المراهقة (16) (Adolescenceعاماً– حتى سن الرشد 30 عاماً).

(5 (سن الرشد والنضوج هي فترة ما فوق عمر الثلاثين. في الحقيقة هذا التصنيف العمري لا ينطبق على القرن الحالي الذي نعيشه، حيث ارتفعت نسبة الاعمار للذكور والاناث لكنها اكثر لدى الاناث. فمثلاً قبل (150 (عاماً كان معدل العمر في اوروبا للإناث (42 (عاماً واليوم وصل (82 (عاماً اي حوالي الضعف وفي الأردن (72 (عاماً. كما ان تصنيف مراحل العمر قد تغيرت. وهنا لا بد ان نأخذ بعين الاعتبار امورا كثيرة مثل: مرحلة الطفولة التي تتصف بسمات متعددة مثل: النواحي التشريحية والفسيولوجية والوظيفية لجسم الطفل كذلك تأثرها بالبيئة والطقس والثقافة وحتى العوامل السياسية.

اما تعريف الجنس (Gender( فيعني: النوع، او العرق.كما ذكرفي قاموس (Webster.( المهم هو توضيح الفرق بين الذكر والانثى فقط من حيث الجنس. ولقد تم تثبيت المساواة بين الذكر والانثى في جميع الحقوق في اعلان ميثاق هيئة الامم المتحدة عام .1945

اما العودة لتعريف الجنس علمياً والفرق بين الذكر والانثى من الناحية البيولوجية فالذكر يمتلك اثنين من نوع واحد من الكروموسومات الذكرية والانثى اثنين من الكروموسومات احدهما انثوي (X (والاخرذكري (Y .(اما الاختلاف بين الجنسين فيعتمد كلياً ليس على دلائل بداية الولادة لهما بل التربية والتعليم والتدريب بعد الولادة. والمهم هنا التأكيد بان الطفل ليس نسخة مصغرة عن الرجل البالغ والراشد وان الطفلة ليست نسخة مصغرة عن المرأة البالغة فهناك اختلافات في النواحي الفسيولوجية والبيولوجية والمناعية بين الطفل والرجل الراشد والطفلة والمرأة الراشدة. كما ان ذلك يدخل في موضوع التأثير المهم للبيئة على الطفل.
 
هناك دراسات وابحاث حول موضوع الجنس والصحة، وتركز على تأثيرالنواحي الاجتماعية على صحة الفرد. ولا بد من معرفة كيفية فهم وتعامل الافراد والعائلات والمجتمع مع هذا الموضوع وحتى دور الدول والحكومات في تحسين او تدني صحة الفرد. فالمرأة في المجتمعات النامية تعيش سناً اطول من الرجل ولكن نسبة وفيات المرأة اكثر وبخاصة بسبب الاورام كالثديين. وهناك عوامل مهمة كثيرة تساهم في صحة الفرد في المجتمع الذي يعيش فيه مثل العلاقات العامة مع افراد مجتمعه وعائلته واصدقائه ومعارفه في المنزل ومكان العمل والتأثير الفيزيائي للبيئة. في عام (2007 (اصدرت منظمة الامم المتحدة لرعاية الطفولة كتابها السنوي والذي شدد على قضية المساواة في الجنس. كما ذكر التقرير بالإضافة لتقرير للأمم المتحدة الاعتراف بان الاطفال سريعي التأثر ولديهم القابلية للعطب هم بحاجة ماسة للاهتمام والرعاية القصوى. وان المساواة بين الجنسين ليست مجرد شيء اخلاقي لكنه مهم للمساعدة في النمو والتقدم المستديم ، فالمرأة المثقفة والمتعلمة والتي تتمتع بصحة جيدة لا بد ان تنشئ اطفالاً اصحاء ومتعلمين ولديهم الثقة وبخاصة برعاية امهاتهم وتربيتهم لهم. ان رفض كل انواع التفرقة ضد المرأة كانت قد تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام (1979 (وللأسف ظلت التفرقة بين الجنسين مستمرة في كل بقعة من العالم. ونلاحظ ذلك في تفضيل الاهل الذكر على الانثى في العالم الثالث، وانخفاض فرصة تعليم الفتيات والنساء، بالإضافة الى العنف النفسي والجسدي والجنسي ضد المرأة.نعود لتعريف منظمة الامم المتحدة للطفولة اي المساواة بين الجنسين (Equality Gender (ان الذكور والاناث كلاهما لهم الحقوق في موضوع الحصول على الغذاء الصحي، والرعاية الصحية، والتعليم واعطاؤهم كل الفرص لنجاحهم في الحياة. اما العودة لموضوع سن البلوغ (puperty (ففي معظم دول العالم الاستوائية، تبدأ فترة البلوغ في سن التاسعة من العمر عند الفتيات، ويصاحبها ظهور حب الشباب، ونمو الشعر الغزير، ونمو الثديين، وبدء الدورة الشهرية كل ذلك يحدث بسبب عوامل ديموغرافية وهرمونية واخرى غير معروفة ومن ناحية اخرى فان التأخر في مرحلة البلوغ والرشد يعزى سببه الى الارتفاع في معدلات العمر المتوقعة منذ الولادة مما يسبب تأخر البلوغ وكذلك التأخر في العمر المحدد للكبر اي ان الدورة الشهرية مثلاً تستمر حتى سن الخمسينات بدل الاربعينات، كذلك ظهور حب الشباب في سن متأخرة في الاربعينات وفي مواقع غير عادية عند المرأة كأعلى الرقبة وحول الوجه، وعند الذكر على الصدر والالية.
 
نعود لموضوع علاقة الصحة بالجنس فلقد شهد العالم في العقود الاربعة الماضية تطورات كبيرة في الوضع السياسي والاجتماعي والديموغرافي والثقافي للمجتمعات في كل البلدان النامية والصناعية. هذه التطورات ادت الى ارتفاع مستوى التوقعات المتعلقة بالحقوق الاساسية للصحة والتعليم ونقاء البيئة، وارتفاع متوسط دخل الفرد واخرها الجودة في نوعية الحياة لكل فرد وبخاصة الاطفال.
 
هذه التوقعات تستلزم وتوجب اعادة النظر في معرفة افضل للصحة وعلاقتها بكل نواحي التقدم والتطور في حياة الشعوب. وبالرغم من التحسن في المستوى الصحي في دول كثيرة لكن المراقبين والخبراء ما يزالون يخشون على مستقبل المجتمعات ان تحل بها مشاكل تؤثر على حياة الاطفال بعدة طرق وبخاصة ما يحدث اليوم من ارهاب ضحاياه الاكثر هم الاطفال. لذا فمن المهم ان نفهم تعريف الصحة الذي وضعته هيئة الامم المتحدة على «انها حالة تامة من الصحة الفيزيائية والعقلية والاجتماعية وليس غياب المرض والعجز».
 
كما ان الصحة تقترن وترتبط بالتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات. كما ان هناك علاقة وثيقة بين التطور والبيئة. كما ان الاطفال كانوا دوماً على حواف ان يصبحوا ايتاماً بسبب الحروب والكوارث الطبيعية والمنازعات العرقية والارهاب، والجوع والامراض خاصة ازدياد نسبة الاصابة بمرض الايدز والسل والملاريا.