Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Oct-2017

هاشتاغ وأنا كمان - جدعون ليفي
 
هآرتس
 
الغد- بعد انقضاء أيام هاشتاغ "# مي تو"، وهي الحملة العالمية ضد التحرش الجنسي بالنساء، يمكن البدء بحملة هامة وعادلة ليست أقل من سابقتها. "# مي تو" ولدت في الشبكات الاجتماعية في اعقاب قضية المخرج هارفي فاينشتاين، وقد جلبت شهادات من هوليوود ووصلت إلى إسرائيل بفضل صحيفة "يديعوت احرونوت"، وهي الصحيفة التي لا يوجد أمر يعنيها أكثر من مساواة المرأة واحترام وجسدها. 12 مليون امرأة انضممن إلى هذه الحملة في ارجاء العالم وتحدثن عن التحرشات الجنسية التي مررن بها، وعبرن عن تضامنهن مع النساء الشهيرات في بافرلي هيلز.
الحملة القادمة ايضا يجب عليها أن تعنى باحترام النساء واجسادهن ومصيرهن وحقوقهن في حياتهن وفي موتهن. وعليها أن تبدأ من إسرائيل، وتنتشر من هنا إلى ارجاء العالم. هذه الحملة لن تحرق فاينشتاين واحد. فدولة كاملة سيتم اتهامها فيها. والشهادات التي سيتم نشرها في اطارها لن تكون حول أشخاص مشهورين واغنياء فقط. وهي ستجلب شهادات لنساء ضحايا لم يحلمن في أي يوم بهوليوود ولا بشاطئ البحر في تل ابيب.
الحملة القادمة يجب تسميتها "# وأنا كمان". لنر كيف سيرد العالم على هذه الحملة. وفي الاساس كيف سيرد الإسرائيليون المشاركون في "# مي تو" والذين يقولون الآن في رمات هشارون وفي شوارع رمات افيف ازاء الشهادات القاسية لليمور لفنات وميتال دوهان واورنا بناي وياعل آفقسيس. "# أنا كمان" ستجلب ايضا شهادات نساء فلسطينيات ما زلن على قيد الحياة أو قتلن خلال الاحتلال الإسرائيلي.
الشهادات الأولى سنقدمها نحن، وكلها من الصيف الاخير، الذي كان صيفا هادئا نسبيا في تاريخ الاحتلال. "أنا كمان" ستكتبها بيأسها زينب الصالحي من مخيم الدهيشة للاجئين، التي تبلغ 52 سنة من عمرها، وهي أم لاولاد أيتام، عملت لسنوات طويلة في تنظيف منازل اليهود في القدس. ومنذ مرضها توقفت عن العمل. وهي تعيش الآن في مخيم الدهيشة في حالة فقر واهمال يصعب وصفه مع زوجها الإسرائيلي د. من القطمون والمريض بالسرطان. ذات يوم قام الجنود باطلاق سبع رصاصات على ابنها رائد (22 سنة) أمام ناظريها، اثناء محاولة الهرب منهم. وعندما كان يحتضر في مستشفى هداسا عين كارم، وحاولت رؤيته للمرة الاخيرة قبل موته، طردها الجنود الذين وقفوا أمام غرفته. بعد اسبوع من اطلاق النار على ابنها جاء الجنود لاعتقال شقيقه محمد، وفي هذه المرة ايضا في الليل وبقسوة اختطاف الناس من أسرتهم، وبعد بضعة ايام من ذلك توفي رائد.
"أنا كمان" ستشهد اسمى أبو خرمة، الأم الشابة من قرية كفر عين، التي شارك زوجها الموسيقي نضال في تسجيل اغنية تمدح عملية حلميش. وبسبب ذلك قامت قوات الجيش بمداهمة بيت العائلة بعنف مرتين في الليل. في المرة الأولى لاعتقال زوجها وفي المرة الثانية لمصادرة الغيتار خاصته. "أنا كمان" ستضم صوت الإسرائيلية رائدة أبو القيعان، التي تعيش منذ سنة تقريبا في خيمة مع أولادها العشرة، بعد أن قامت شرطة إسرائيل بقتل زوجها المعلم يعقوب أبو القيعان اثناء هدم منزله في أم الحيران، من اجل بناء حيران اليهودية. "أنا كمان" ستكتبها من سجنها عضوة المجلس التشريعي الفلسطيني خالدة جرار، التي تقضي حكم بالسجن مدته نصف سنة بدون محاكمة بسبب نشاطها السياسي، وبعد قضاء 15 شهر في السجن على مخالفات سخيفة، التي كانت واحدة منها مشاركتها في معرض الكتاب وأخرى زيارة بيت للعزاء.
نوف نفيعات لن تستطيع المشاركة في الحملة. فقد كان عمرها 15 سنة عندما اطلقت النار عليها وقتلت بعد التلويح بسكين في حاجز "مفوت دوتان"؛ "موتي، تعذبي، يا قحبة"، هكذا صرخ عليها الجنود والمستوطنون الذين احاطوا بها وهم يرقصون وهي تحتضر في الشارع. ومثلها ايضا لن تشارك فاطمة حجاجي. "يا أمي، رجاء لا تغضبي"، كتبت في رسالة تركتها في حقيبة المدرسة. وقد لوحت بسكين في الحاجز وقام الجنود باطلاق عشرين رصاصة على الطفلة بالزي المدرسي الموحد وهي تنزف.
هذه فقط بداية الحملة التي لن تكون، وبيقين ليس في إسرائيل.