Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Jul-2019

مشاركة الشباب بالإصلاح السياسي*د. هزاع عبد العزيز المجالي

 الراي-أعلنت الحكومة عن تشكيل لجنة وزارية موسعة للإصلاح السياسي برئاسة رئيس الوزراء لغاية تشجيع الشباب للمشاركة في الإصلاح السياسي. ولست هنا بصدد مناقشة المواضيع المختلفة المطروحة على أجندة هذه اللجنة، إلا في ما يتعلق بتشجيع الشباب بالمشاركة في الإصلاح السياسي.

 
لقد كان ملف الإصلاح السياسي أحد المحاور رئيسية في برامج الحكومات السابقة، لكن نجاحها كان دائما محدوداً وشكلياً، بسبب المعيقات القانونية وغياب الأدوات الفاعلة للنهوض بهذا البرنامج. وإن كانت تلك الأدوات موجودة شكلاً مثل: الأحزاب السياسية التي تُعتبر الرافعة الرئيسية لأي إصلاح سياسي، إذا ما استثنينا النقابات المهنية، التي كانت الأكثر فعالية بالمشاركة في الحياة السياسية. أما أهم المعيقات القانونية فكان قانون الانتخاب على رأسها، فجميع التعديلات التي طرأت عليه هي تعديلات تجميلية وشكلية لا تغني ولا تسمن من جوع، ولقد أطلق اخيراً رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب رصاصة الرحمة على إجراء أي تعديل من شأنه الدفع نحو حكومة برلمانية، بعد عدم جواز تخصيص مقاعد نيابية للقائمة الحزبية، استناداً لقرار سابق للمجلس العالي لتفسير الدستور بمنع تخصيص هذه المقاعد للأحزاب.
 
يبقى السؤال ما هي الأدوات التي تسعى الحكومة من خلالها لتشجيع الشباب على المشاركة في الإصلاح السياسي، هل هي الندوات والمؤتمرات وورش العمل؟. وبصراحة ومن خلال تجربتي الشخصية الممتدة في هذا المجال سواء في التدريس الجامعي أو اثناء العمل العام في وزارة الشؤون السياسية سابقاً، فإن جميع الحوارات التي كانت تدور في لقاءات الشباب المختلفة، تشير إلى أن هناك قناعة مسبقة لديهم بعدم رغبة الحكومات بإجراء إي إصلاح سياسي، وهناك قناعة لديهم بأن لا فائدة من المشاركة السياسية دون وجود عدالة مسبقة (دولة القانون) القائمة على المساواة في الحقوق والواجبات، والأهم أنْ ليس لدى الشباب أي توجه فكري عقائدي مسبق إذا ما استثنينا الفكر أو المعتقد الديني. والغريب أنه ما زال الهاجس الأمني الموروث يطغى على تفكيرهم جميعاً، بأن أي مشاركة في العمل السياسي أو حتى التعبير بالرأي العلني المخالف لسياسات الحكومة يجعلهم محط ملاحقة أمنية ويؤثر على مستقبلهم المهني تحت مسمى (معارضة وموالاة).
 
كيف نطلب من الشباب في مقتبل العمر يعتبرون أن أولوية التعليم والبحث عن فرصة عمل هي أكثر ما يؤرقهم، في حين حتى نحن الذين قطعنا شوطاً طويلاً بالتحصيل والبحث العلمي ونملك توجهاً فكرياً ونشارك في الأنشطة بأشكالها السياسية والاجتماعية بوطنية وانتماء مقتنعين بأن الأحزاب على الساحة ضعيفة وشكلية وشخصية، وبأن ما نقوم به من جهد خاص أشبه ما يكون بطحن الماء، فما زالت المعيقات موجودة. وأنه قد يكون لنا دور في المستقبل، وأن رؤية جلالة الملك المتكررة للإصلاح السياسي سوف تمكننا جميعاً من المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية.