Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Dec-2019

ما بعد المصالحة الخليجية المرتقبة.. سياسة جديدة أو جولة أخرى!*سامح المحاريق

 الراي

لم يعد الحديث يدور حول إمكانية المصالحة الخليجية، بل عن توقيت الخطوة التي يتحين الجميع اتخاذها من هذا الطرف أو ذاك، ويرى المراقبون أن هذه المصالحة قد تحدث قريباً، وأن لقاء رفيع المستوى سيجمع بين قطر والسعودية، وسينطوي ذلك على انفراجة في العلاقات مع الدول الثلاثة الأخرى، حتى أنه يمكن القول إن المصالحة تمت فعلياً بعد كأس الخليج الأخيرة التي شهدت تواجداً كثيفاً لجماهير السعودية والإمارات والبحرين التي توجت بالبطولة.
 
توجد تفاصيل كثيرة في الملف الخليجي، وتوجد قوى متحمسة للمصالحة، وأخرى تعارضها، وليس متوقعاً من الخليج العربي أن يتجاوز سريعاً تفاعلات السنوات السابقة والتغذية الإعلامية السلبية التي رافقتها، إلا أن الخليج في محاولة لتجنب موجة ربيع عربي أخرى يصعب التوقع باتجاهاتها ومزاجاتها مطالب بالاحتكام إلى الحوار والتنسيق والعمل على تنويع خياراته.
 
تصب المصالحة الخليجية في مصلحة الأردن على مستويات مختلفة، وتؤكد من جديد أن الدبلوماسية الأردنية تستطيع أن تحافظ على التوازنات الصعبة والحرجة التي أخذت تصبغ خريطة المنطقة السياسية منذ عقد من الزمن حين تباعدت الرؤى بين المحاور الفاعلة، وعمقت هذه الحالة السياسة الأميركية الانتهازية التي لعبت على التناقضات القائمة واتبعت سياسة الكراسي الموسيقية، فكان يعني تقريب أي طرف استبعاداً للطرف الآخر، وهو الأمر الذي أدى إلى استنزاف مئات المليارات في كواليس البيت الأبيض ولوبيات واشنطن.
 
إذا حاول الخليج أن يعود من جديد للتأثير بصورة إيجابية في المنطقة، وأن يحدث اختراقاً لما يجري حوله من تفاعلات تهدد المحيط العربي للدول الخليجية، فعليه أن يعيد النظر في مشروع ضم الأردن والمغرب وربما اليمن إلى المجموعة الخليجية، الأمر الذي يعطي زخماً للفعل السياسي من خلال تدعيمه سكانياً وجغرافياً، وهو المشروع الذي كانت تدعمه مجموعة من الدول الخليجية في مقدمتها الكويت.
 
لم تتمكن المجموعة العربية من تعلم دروس الماضي، واستنزفت سياسة المحاور الدول الخليجية في تنافسها البيني، وتنافسها على العلاقات في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، والعلاقات مع الأوروبيين والأمريكيين ومؤخراً روسيا والصين والهند، والحل لتخفيف هذه العملية من الاستنزاف هو البحث عن مظلة عربية تستطيع أن تحقق حالة من الزخم، إن لم يتمكن من تجنب عمليات الابتزاز السياسي التي تمارس على المنطقة من الدول الكبرى، فإنها بالتأكيد ستأخذها إلى الحد الأدنى وهو ما يمكن ترجمته في مكتسبات داخل المجموعة العربية.