Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jan-2018

الأردن والسعودية وهذه هي الحقيقة - صالح القلاب

 الراي - المفترض أن يخجل من سعوا لإدخال بلدنا في مساحة رمادية قاتلة تمهيداً لتغيير معادلة تحالفاتها واستبدال الشقيق الأقرب، الذي ما يوجعنا يوجعه وما يوجعه يوجعنا، بمن اعتقدنا في لحظة تاريخية مربكة وغير واضحة المعالم أنه سيكون العمق الإستراتيجي للعرب كلهم لكن ثبت أنه تتحكم به ثارات قديمة تعود إلى ما قبل الإسلام العظيم.. إلى ذي قار وإلى نهاوند وأن «هلاله» الذي كان تحدث عنه مبكرا قد تحقق على الأرض وفعلاً باحتلال خمس دول عربية والهدف الذي لا ينكره إلاّ أعمى بصر وبصيرة هو إستهداف العرب كلهم.. إستهداف الأمة العربية بـ»صفوية» جديدة لا تكتفي بما فعلته الصفوية القديمة وتسعى لإلغاء هذه الأمة العظيمة كأمة فاعلة ومؤثرة في المسيرة الحضارية وإشغالها بأمراض طائفية ومذهبية أصبحت تتجسد على الأرض في كل هذا الذي أصبحنا نراه في عدد من دولنا الرئيسية.

 
لكن ها قد جاء القرار الذي لا قرار غيره بالنسبة للقضايا الأردنية المصيرية والإستراتيجية الحاسمة وبالطبع فإنه قرار الشعب الأردني كله، اللهم باستثناء قلة من المؤلفة قلوبهم الذين تتحكم بتوجهاتهم ومواقفهم السياسية مصالحهم الخاصة والذين يسعى بعضهم إلى حصة في ترميم دمار سوريا التي دمرها نظام إستبدادي مجرم وشاركت معه روسيا من خلال صفقة عنوانها «حميميم» و»طرطوس» وإيران الخامنئية التي باتت تتباهى بهلالها الطائفي الممتد من صرواح في اليمن وحتى ضاحية بيروت الجنوبية وبـ «كيريدورها» البري الذي يربط طهران بسواحل البحر الأبيض المتوسط الشرقية.
 
الآن انتهت ونهائياً تلك «الزوبعة» الفاشلة التي إفتعلها هؤلاء فعلاقات بلدنا، المملكة الأردنية الهاشمية، بالشقيقة العزيزة المملكة العربية السعودية، التي هي عمق الأردن الإستراتيجي وجدار الإستناد الصلب القوي الذي يستند إليه، ثابتة وراسخة وستبقى كما هي الآن وكما كانت في التاريخ البعيد والقريب ولعل ما لا يدركه المراهنون على الأوهام وعلى أمانيهم المريضة هو أنه بإمكان الأفراد تغيير بيوتهم والإنتقال بها إلى أماكن بعيدة أما الدول فإن الجوار الجغرافي بينها دائم ومستمر وأن جوار القلوب والهموم والتطلعات أبدي وباق وإلى أن يرث العلي القدير الأرض وما عليها.
 
وعليه فإن هذه القلة، التي كانت تحمل «مبخرة» وتروج لقفزة قاتلة ما كان يمكن أن تحصل وهي لن تحصل إطلاقاً مادام أن معادلة هذه المنطقة هي هذه المعادلة القائمة الآن، لم تكن تعرف أنه بينما كانت تروج لبضاعتها الفاسدة كانت المملكتان الشقيقتان، المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية، تتجاوران حول مائدة دولية مستديرة مع ثلاث دول عظمى هي: الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا للتوصل إلى نهاية سريعة لهذه المأساة السورية وأن أحد بنود مشروع الحل الذي توصلت إليه هذه الدول هو سحب الميليشيات الإيرانية الطائفية من هذا البلد العربي والذي سيبقى عربيا وإلى الأبد بعد نهاية سريعة لنظام عائلة الأسد.
 
إنه لا توجد دلالة أهم وأوضح بل وأصدق من أنّ كل ما قاله وروج له الذين راهنوا وما زالوا يراهنون على دولة الفقيه وحاولوا دق أسافين الفرقة بين المملكتين الشقيقتين قد فشلوا فشلاً ذريعاً وثبت إن هذه الأخوة الصادقة ستبقى راسخة وإلى الأبد وهنا فإنه على «خفافيش الظلام» هؤلاء أن يدركوا ان جيشي هذين البلدين قد قاتلا معاً وجنباً إلى جنب على أرض فلسطين الطاهرة وعلى أرض اليمن الغالية مرتين المرة الأولى في ستينات القرن الماضي والثانية هي هذه المرة من خلال: التحالف العربي للدفاع عن الشرعية اليمنية.