Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Apr-2020

يوم البيعة للأرض.!!*رشيد حسن

 الدستور

لم يمر يوم بيعة الأرض  سريعا، كما توقع أو بالأحرى  توهم البعض في زمن «الكورونا» الذي حول الأرض الى مكان  للخوف والهلع  والموت من أقصاها الى أدناها...!!
 
شعبنا الذي رهن نفسه للدفاع  عن الأرض، منذ ان  خلقه الله عز وجل..وانزلها  منزلة الروح من الجسد، فكان  صراعه مع العدو ولا يزال وسيبقى صراع وجود... شعبنا هذا لم ينس في غمرة  تصديه للوباء، ان يبقى على عزمه وتصميمه وعنفوانه  في مقاومة العدو الصهيوني، وقد حول كل الأيام الى يوم للأرض..
 
صحيح ان وباء «الكورونا»  خطير جدا، يهدد البشرية بالفناء، لكن  وباء الاحتلال أشد خطرا، لانه  علاوة  على ان يقتل البشر، وهم احياء.. فانه يصادر الوطن، وينتزعه، من بين ايديهم.. كما تنتزع الروح من الجسد، ويحول «13» مليون فلسطيني الى لاجئين.. غرباء في وطنهم، بعد ان حكم عليهم بالنفي الابدي..
 
أهلنا في الجليل الابي، والمثلث الوفي  مفجر ثورة يوم الأرض، وفي  النقب الأصيل، تحدوا الاحتلال،  تحدوا جبروت الصهاينة المجرمين، وأعلنوا وهم في بيوتهم،..في حجر صحي، ومن على شرفات المنازل.. ومن على سطوحها... تعانق عيونهم سهل مرج ابن عامر.. وكرمل حيفا.. وأسوار عكا..أعلنوا للعالم كله.. للعدو.. للارض الطيبة.. المجبولة بدم الشهداء.. اننا هنا على العهد والوعد، لن ننساك يا أرضنا.. فأنت لنا، رغم انف العدو.. لن ننساك يا وطننا.. فأنت لنا.. كنت وستبقى.. نفديك بالمهج وبالدم المهراق.. لتبقى فلسطينيا.. عربية..عصية على التهويد.. ثائرة عصية على الترويض..
 
أهلنا في قدس الأقداس..في رام الله.. في نابلس وجنين والخليل والأغوار...  في غزة-العزة.. في مخيمات الصمود في الداخل والخارج.. وأينما كانوا..أحيوا يوم الأرض..مؤكدين  ان تصديهم «للكورونا» هو  في صميم تصديهم للاحتلال.. فالمعركة واحدة، عنوانها  الحفاظ على الإنسان الفلسطيني، والحفاظ على الارض الفلسطينية.. فالانتصار على «الكورونا».. هو انتصار على الاحتلال.. والانتصار على الاحتلال..هو انتصار على «الكورونا»  فالأصل في هذه المعركة انها معركة وجودية : نكون او لا نكون..
 
نجزم ان « الكوونا» غيرت الكثير في هذا العالم،  وسيكون عالم ما بعد «الكورونا» مختلف تماما عن عالم ما قبلها..فلقد أسقطت  الرأسمالية المتوحشة  ورمزها القرصان «ترامب»  بعد ان ثبت عجزه  في انقاذ شعبه، وسقطت معها كافة مؤامرته الدنيئة، وخاصة « صفقة القرن»، وأسقطت « الكورونا» الصهيونية  المتطرفة، متمثلة  في «نتنياهو» واليمين المتطرف الذي فشل في وقف انتشار الوباء، وأثبت عجزه في  إقامة نظام صحي  قادر على انقاذ مواطنيه على غرار الصين وروسيا، وهاهي اسرائيل  تغرق  في سرعة انتشار الوباء، وقد خرج عن السيطرة.. وها هو «نتنياهو»  وزمرته الفاشيين في الحجر الصحي..
 
في حين استطاعت السلطة الفلسطينية بإمكاناتها المتواضعة جدا.. متسلحة بوعي شعبها  العظيم  ان تتصدى للوباء، وان تنجح في وقف تمدده  وانتشاره، ما اكسبها  احترام الصحة العالمية ودول العالم اجمع..
 
في يوم الأرض..
 
 يؤكد شعبنا العظيم.. شعب الجبارين.. وهو يتصدى لفيروسي الاحتلال  و»الكورونا» معا..  ان هذه الأرض  هي أرضه وحده، وقد انتدبه الله عز وجل  للدفاع عنها.. وقد اثبت جدارته  فاستحق بحق  لقب « شعب الجبارين»..!!
 
وها هو يسيطر أعظم المعجزات.. وأعظم الملاحم وصور البطولة.. ويثبت انه الأجدر بالحياة لأنه يحبها ما استطاع اليها سبيلا..