Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Sep-2021

الحرم يصبح موقع حجيج شعبيا

 الغد-هآرتس

 
بقلم: انشل بابر 15/9/2021
 
لقد انقضت ثلاثة أشهر ونصف كان الحرم فيها هادئا، منذ انتهاء المعركة الأخيرة التي بدأت بالاشتعال حوله. أحداث وصواريخ شهر أيار حل مكانها هدوء نسبي يزداد بسبب اختفاء السياح في فترة “كورونا”. في ظل هذا الهدوء يأتي في كل يوم من أيام الأسبوع عدا عن أيام السبت إلى المكان حجاج غير مسلمين، في معظمهم من اليهود.
هم يدخلون إلى الحرم في مجموعات، ضمن أمور أخرى، بسبب أن الشرطة تصمم على مرافقتهم ومراقبتهم بصورة مكثفة. هي تسمح لهم بالقدوم بين يوم الأحد والخميس من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة الحادية عشرة بالتنسيق مع الأوقاف. في الأسبوعين قبل عيد رأس السنة شاركت في هذه المجموعات ست مرات. معا عبرنا في كل مرة في نفس المسار الذي استغرق حوالي 45 دقيقة. ولم يتم تسجيل أي احتكاك مع المسلمين المتواجدين في المكان في أي مرة من هذه المرات. اثناء الجولة حيث كان باب الرحمة المغلق خلفها بدأ الزوار اليهود بأداء الصلاة التي استمرت نحو ربع ساعة. هذه كانت صلاة ارثوذكسية في صيغتها، أجريت في ظروف غير ارثوذكسية كليا، مبعوث الجمهور قرأ الصلاة بصوت منخفض، الرجال والنساء، حريديم ومتدينين وعلمانيين، تجمعوا حوله دون حواجز من أجل الإصغاء والرد بهمس. معظمهم لم يتحركوا. وعندما تحرك أحدهم تقدم رجل شرطة منه للفت انتباهه. ولكن يجب عدم الخطأ. فهذه صلاة يهودية علنية في الحرم.
بصورة رسمية تواجدهم في الموقع الأكثر قداسة للشعب اليهودي لم يكن من شأنه أن يكون مسموح به بسبب الخوف من المس بالوضع الراهن. هذا ما كان ساريا طوال عشرات السنين على الأقل. ولكن في السنتين الاخيرتين حدث بالتدريج تغيير من تحت الأرض، بالتعاون مع جهات انفاذ القانون. في البداية بدأ في الظهور في الحرم عدد متنوع من الرجال. ولكن بالتدريج بدأت تشكيلة الحجاج تتغير وهي الآن تشمل خليطا من المصلين، رجال ونساء، بعضهم متعصبون وبعضهم أقل تعصبا. جميعهم يشعرون بصلة معينة مع هذا المكان.
توقعي أن التقي في هذا المكان بالاساس مع أشخاص ايديولوجيين متطرفين، تبدد. إذا كان الحج في هذا المكان في السابق يقتصر على الجمهور الصهيوني الديني فانه في زياراتي التقيت مع تنوع مفاجئ من الإسرائيليين. دوافع مختلفة، ليست دائما محددة بصورة واضحة. بعضهم يرون في ذلك عملا سياسيا ووطنيا، آخرون يتوقون لاقامة الهيكل الثالث بسرعة في هذه الأيام. إضافة اليهم هناك أيضا من يرون الحرم بصورة مبسطة أكثر. أحدهم اعتبره “نقطة من القداسة”، آخر سماه “نافذة حنين”، شيء لا يمكن المس به حتى عندما نكون في الحرم، فقط يجب الاقتراب قليلا.
اضافة الى هؤلاء، في الأسابيع الأخيرة التقيت مع أشخاص قالوا لي بأنهم يقومون بزيارة الحرم في عيد ميلادهم، وهناك من يأتون في ذكرى آبائهم. يمكن للمرء أن يرى في بعض الحجاج تنوع في الميول الدينية. مثلا، في اوساط عائلة جاءت بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة الوالد شوهد أخ بملابس حريدية بارسلافية، وأخ مستوطن يرتدي قبعة كبيرة وله سوالف، والثالث يرتدي قبعة منسوجة وأخ آخر يجد صعوبة في وضع القبعة على رأسه الاصلع. حتى في أوساط الزوار الذين ينتمون للصهيونية الدينية يوجد استثناءات. ليسوا جميعهم ينتمون بشكل واضح لليمين المتطرف.
يُصلون من الهاتف الذكي
الآراء مختلفة فيما يتعلق بالموعد الدقيق الذي بدأ فيه رجال الشرطة بالسماح بالصلاة اليومية في الحرم، التي تتكرر بعد الظهر في الصلاة الرئيسية. كما يبدو يمكن اعادة بداية الحركة الى اواخر فترة جلعاد اردان كوزير للأمن الداخلي. حتى تلك الفترة كانوا يعتقلون اليهود في الحرم فقط بسبب التفوه بكلمات الصلاة. ولكن بالتدريج وبصورة غير رسمية، بدأت الصلوات تترسخ والأمر انتقل من شخص إلى آخر: يمكن الصلاة دون اعتقال. حتى أنه في الأشهر الأخيرة نشرت تقارير حول الموضوع في وسائل الإعلام.
من الصعب التقدير بشكل دقيق عدد الزوار، لكن لا شك أنه في ازدياد. وحسب منظمة ادارة الحرم فانه في العام الذي بدأ في 19 أيلول 2020 وينتهي في 6 أيلول 2021 قام بزيارة الحرم 25581 يهودي من أجل الصلاة هناك، وهي زيادة 13 في المائة مقارنة بالعام السابق. في هذه المنظمة قالوا إن زيادة أخرى سجلت عند انتهاء الإغلاق الذي فرض بسبب تفشي “كورونا”. يمكن الافتراض بأن هذا التغيير التدريجي لم يكن ليحدث لو أنه لم يحصل على الدعم من مرجعية مهمة جدا. قبل بضعة أشهر، في صوم 9 آب، زار الحرم 1600 يهودي في يوم واحد، يبدو أن هذا رقم قياسي منذ خراب الهيكل قبل 1951 سنة. في نفس المناسبة أصدر رئيس الحكومة نفتالي بينيت بيان مدح فيه المفتش العام للشرطة ووزير الأمن الداخلي على العمل بمسؤولية واتزان مع الحفاظ على حرية العبادة لليهود في الحرم. في اعقاب غضب راعم، الشريكة في الائتلاف، وفي اعقاب الضغط من الأردن والأميركيين، أصدر بينيت في اليوم التالي توضيح قال فيه بأنه لا توجد أي نية لتغيير الوضع الراهن في الحرم. ولكن عمليا الوضع الراهن آخذ في التآكل كل يوم.