Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Oct-2022

منى طلال.. تجربة مبدعة في تحويل الأشياء المهملة إلى أشكال فنية
بترا -
تغير حال منى طلال بين ليلة وضحاها، بعد أن فقدت والدها وزوجها في الشهر نفسه، فاتجهت نحو تحويل المواد القديمة غير المستخدمة، التي تنتهي عادةً في سلة المهملات، إلى أشياء ثمينة وبيعها في المزارات لتكون مصدر رزق لها ولأطفالها.
 
وتقول طلال: «عدت إلى الأردن برفقة زوجي الذي كان مصابا بمرض عضال، لتلقي العلاج، ولم يلبث طويلا حيث توفاه الله عز وجل»، مضيفة أن والدها توفي في الشهر نفسه، فدخلت في مرحلة اكتئاب.
 
وتابعت: «قررت أن أتخطى هذه المحنة وأن أبحث عن عمل أحبه وأبدع به لإيجاد مصدر دخل لي ولأطفالي، حيث لفت انتباهي موضوع إعادة تدوير الأشياء المهملة وتحويلها إلى أشكال فنية، وبذلك أستغل تلك المواد وأستخرج منها أشياء مفيدة من جانب، وأحافظ على البيئة من جانب آخر، وهنا بدأت رحلة كفاحي».
 
وتشير إلى أنها لجأت إلى الأشياء البسيطة لصناعة أشياء متعددة ومبتكرة، وعندما وجدت الاستحسان والقبول والتشجيع، بدأت بتوسيع مهاراتها في التدوير باستخدام مواد أخرى، مثل الزجاج والبلاستيك والكرتون والورق والحديد والعلب والزجاجات البلاستيكية والقماش والنباتات المجففة وأغصان الأشجار، وكل ما تقع عينها عليه لتحويله إلى تحف وأعمال فنية.
 
وتقول: «بدأت مشواري التسويقي للأعمال التي قمت بإنتاجها، وكنت أتنقل من مكان لآخر لبيع تلك المنتوجات، فوجدت الأمر غير مجدٍ والمردود لا يكفي حتى لتغطية كلفة تنقلاتي، هذا عدا التعب الجسدي». وتوضح أنها بدأت تبحث عن طرق أخرى للتسويق، فأنشأت بازارا في بيتها، وأصبحت تروج لمنتوجاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فبدأ المهتمون بالتوافد إلى بيتها لشراء منتوجاتها.
 
وبينت طلال أن النجاح الذي حققته في عملها، جعلها تستعيد ثقتها بنفسها وبمجتمعها وبيئتها المحيطة بها، لاطمئنانها على تأمين مصدر رزقها من جانب، ولظهور الفنانة التي كانت تختبئ في ثنايا شخصيتها من جانب آخر.
 
وتضيف طلال: «كان بيتي أول بازار في المملكة، وهو يحتوي على العديد من الأعمال اليدوية والحرفية التي تقوم على إعادة التدوير، وأصبحت أغرس قيم العمل واستخدام ما تيسر في البيئة لحث العائلات على استغلال الوقت في تدوير المخلفات بصيغ إبداعية، كما بدأت بعقد دورات للسيدات والأطفال والشباب لتمكينهم من العمل بفن إعادة التدوير».
 
وتكمل طلال: «أضفت مطبخا إنتاجيا لتقديم الوجبات الغذائية للمجموعات السياحية، حيث يشعر الضيف أنه في بيت ضيافة متنوع من عدة نواح».
 
وتوضخ طلال أن العمل في تدوير المخلفات يحافظ على البيئة من التلوث ويغرس قيما مهمة في شخصية الطفل مثل الابتكار والإبداع والنظافة واستغلال الوقت والمحافظة على البيئة.
 
بدوره، قال مدير دائرة التطوير الاستراتيجي في المركز الوطني للعدالة البيئية محمود ناصر، إن النفايات والمخلفات البشرية بمختلف أنواعها تعد تحديا بيئيا لما تسببه من أثر سلبي على البيئة.
 
وأشار إلى انه مع نمو الوعي البيئي ومصطلح الاقتصاد الدائري، ازداد التوجه نحو تدوير المخلفات بأنواعها، وبشكل خاص المخلفات المنزلية ومنها مخلفات الطعام والورق والبلاستيك، وينشط هذا النوع من التدوير بشكل أكبر في القرى والمناطق الريفية، حيث يتم استخدام مخلفات الطعام كغذاء للحيوانات الأليفة أو سماد عضوي للنباتات، وكداعم للاقتصاد المنزلي أيضا، فيتوجه بعض أصحاب المنازل إلى تحويل هذه المخلفات لسماد عضوي مثل الكومبوست، وغيره من الأسمدة المفيدة للتربة.
 
ويقول ناصر إن التوجه الفردي نحو تدوير النفايات من المنزل هو الخطوة الأولى لزيادة الوعي بالتدوير، وتوجه الدولة إلى تنمية الصناعات القائمة على تدوير النفايات، فقد ظهرت العديد من الشركات الناشئة التي تقوم بجمع النفايات العضوية وغير العضوية على نطاق جغرافي واسع لتساهم في التوجه نحو الاقتصاد الدائري وزيادة الأثر المجتمعي المستدام لتحقيق عائد اقتصادي مجدٍ.
 
ويقول أستاذ التسويق في الجامعة الأردنية د.زيد عبيدات، إن هنالك عدة فوائد صحية واجتماعية ومالية للمشاريع الريادية المنبثقة من مفهوم التسويق الأخضر، منها تخفيف الأثر السلبي والملوث لعمليات التصنيع على البيئة وصحة المستهلكين، إضافة إلى تخفيف التكلفة الخاصة باستهلاك الطاقة والأثر السلبي لاستخدامها على البيئة، ومنها البصمة الكربونية، فضلا عن أنها تساهم في الحفاظ على الموارد البيئية.
 
ويضيف أنه في ظل الاتجاه العالمي لتطبيق مفاهيم التسويق الأخضر التي تروج لأنماط سلوكية وحياتية صحية، أظهرت بعض الدراسات أن المشاريع التي تعتمد هذا المفهوم تزيد من مصداقية المنتج للسلع وتمنحه ميزة تنافسية خصوصا مع ازدياد حجم الحصة السوقية التب تفضل المنتجات الصديقة للبيئة.