Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Jun-2019

أزمة إسرائيل.. و«صفقة القرن»*احمد ذيبان

 الراي-تتعدد القراءات لقرار الكنيست الإسرائيلي حل نفسه، وإجراء انتخابات برلمانية جديدة بعد ثلاثة أشهر وهو قرار غير مسبوق،هناك تحليلات موضوعية مبنية على معطيات واقعية، وهناك تفسيرات تستند إلى مواقف سياسة وإيديولوجية مسبقة، أو ولاءات لبعض الأنظمة العربية!

 
ربما يستنتج البعض بأن هذا، يعكس صراعاً داخلياً يؤشر على بدء العد التنازلي لاحتضار الكيان، الذي يتشكل من خليط ديمغرافي عجيب، مهاجرين دفعوا بالترهيب والترغيب للقدوم إلى فلسطين، وكون هؤلاء خارطة سياسية واجتماعية وحزبية معقدة، تمثل المتدينين والعلمانيين والليبراليين، ضمن خط بياني يتراوح بين اليمين واليسار.
 
أنا شخصياً أعتقد أن الكيان الصهيوني يمر بأزمة داخلية جدية، لكن رغم أنه «مصطنع» ويقوم على أساس عنصري بالنسبة للشعب الفلسطيني صاحب الأرض، فإنه يتميز بوجود نظام سياسي ديمقراطي، تجري فيه انتخابات برلمانية تعددية نزيهة، ينتج عنها حكومة وفق مبدأ تداول السلطة، يحاكم فيها رأس السلطة بتهم فساد مثل أي مواطن عادي!
 
فشل نتنياهو في حل أهم عقدة لبناء ائتلاف يميني وتشكيل حكومة خامسة، وهي الانقسامات بين حلفائه العلمانيين والمتدينين، بشأن تجنيد الطلبة المتدينين «الداعشيين»! وبدأ ذلك بإصرار حليفه السابق ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، المكون في غالبيته من مهاجرين روس، على تجنيد المتدينين بالجيش، بينما يصرّ حزب «يهودوت هتوراه» اليميني على إعفائهم، لكن نتنياهو انحاز إلى ما يشبه قرار «الانتحار الجماعي» وهو حل الكنيست لكي لا يخسر حلفاءه المتدينين، وهو يراهن أن الاشهر القادمة ستخدمه بتأجيل محاكمته بتهم فساد، وستشهد حراكاً سياسياً وحملة انتخابية تمكن «الليكود» من زيادة حصته في «الكنيست»!
 
وثمة عنصر مهم لا بد أنه سينعكس على الانتخابات الإسرائيلية، وربما يستفيد منه نتنياهو وهو الدعم غير المحدود الذي تقدمه إدارة ترمب للكيان الصهيوني، وبلغ ذروته بقرار الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان ونقل السفارة الأميركية إليها، والاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، والتعهد بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على المستوطنات بالضفة الغربية، وكل ذلك ترجمة عملية لما يعرف بـ «صفقة القرن» التي تروج لها واشنطن!
 
بعض المستعجلين العرب استنتج بأن الأزمة الداخلية في إسرائيل، تصب باتجاه إفشال «صفقة القرن» ! لكن لا يزال الوقت مبكرا للوصول الى هذه الخلاصة، فالواقع يؤكد أن العناصر المهمة في الصفقة، تم تنفيذها وما بقي هو إخراج وتفاصيل، تتطلب المصادقة العربية الرسمية!
 
إفشال الصفقة، وتطبيق حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، لن يتم بشتم صفقة القرن وادانة الانحياز الاميركي للاحتلال! بل يتطلب موقفا عربيا موحداً وجدياً، يستخدم كل الأوراق المتاحة سياسية ودبلوماسية واقتصادية للضغط على أميركا أولاً!