Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Apr-2019

«ملة الإرهاب» واحدة!!*صالح القلاب

 الراي-تستحق مبادرة، شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، السريعة والعاجلة في استنكار الجريمة البربرية البشعة التي إرتكبها إرهابيون وقتلة مجرمون في كولومبو في سريلانكا في يوم «الفصح» المسيحي وأدت إلى ما يزيد عن ثلاثمائة قتيل ومئات الجرحى والمشكلة هنا أن هؤلاء الأنذال قد أطلقوا على أنفسهم عنواناً «إسلامياًّ» هو :«جبهة التوحيد الوطنية» مما يعني أن المقصود هو المزيد من تشويه الدين الإسلامي في تلك البلاد وهكذا فإنه لا بد وأن يثبت وبالأدلة القاطعة أنه تقف وراء هؤلاء جبهة معادية للمسلمين والمسيحيين وأن الهدف هو «إستدراج» فتنة قذرة بين هاتين الجهتين إن في الغرب القريب والبعيد وإن في الشرق وأيضاً وإن في هذه المنطقة وإن في العالم بأسره.

 
لقد جاء في التحقيقات الأولية، التي أجرتها الجهات السريلانكية المعنية، حتى صباح أمس (الثلاثاء)، أنه لا يُعْرفُ الكثير عن هذه الجماعة المتشددة إلاّ أنها وليدة إنشقاق عن «جماعة التوحيد السريلانكية» التي يرأسها شخص اسمه عبدالرزاق «الله لا يرزقه» الذي كان أعتقل بتهمة إلقاء خطب تحريضية ضد البوذيين في عام 2016 وحيث يقال، حتى الأمس، أنه لا يُعرفُ عن هذه المجموعة اللجوء إلى العنف قبل الهجمات الأخيرة.
 
وبالطبع فإن الأنظار، وبخاصة أنظار المحققين، قد إتجهت إلى تنظيم «داعش» الذي بادرت جهات كثيرة من بينها الولايات المتحدة وبعض التنظيمات المحلية إلى الإدعاء بالقضاء عليه وحيث ثبت أنه قد يكون تم القضاء عليه في بلدة «الباغوز» في شمالي سوريا لكنه لا يزال موجوداً و«فاعلاً» وفي مناطق متعددة.. وحتى في تركيا والعراق مما يعني أنه لا تزال هناك «حواضن» كثيرة لهؤلاء الإرهابيين وأنه لا يزال هناك من يستخدمهم في صراعاتهم المتبادلة.. وهنا فإنه على بلدنا :«المملكة الأردنية الهاشمية» أن يعلن حالة الإستنفار القصوى فهو مستهدف من جهات كثيرة ولعل ما لا يعرفه «المشاغبون» لا بل المؤكد أن البعض منهم يعرفونه ويريدونه أنهم بما يفعلونه وبما يقولونه يوجدون البيئة التي يريدها الإرهابيون والذين يقفون وراءهم..دولاً وأفراداً وتنظيمات!!.
 
ولعل ما يجب أخذه بعين الإعتبار أن هناك تزامناً ليس عفوياًّ بالتأكيد، بين ما جرى في سريلانكا بدءاً بمساء يوم الأحد الماضي وبين ما كاد يجري في المملكة العربية السعودية لولا العمليات الإستباقية التي قامت بها أجهزتها الامنية «الكفوءة» فعلاً.. وعملاً وقولاً وهذا يعني أن «ملَّة» الإرهاب واحدة وأنَّ الذين إستهدفوا «الزلفي» (بلد صديقي العزيز عثمان العمير) والذين إستهدفوا كولومبو هم عملياًّ وفعلياً مجموعة واحدة وأنَّ الفكر المشوه والتدميري واحد وأنه لا بد من أن تكون المواجهة واحدة وموحدة ومن قبل دول العالم كلها وبأسرها.
 
نحن نعرف أن «الأفكار» الهدامة التي إتكأ عليها إرهابيو هذا الزمان كانت قديمة وأنَّ ما كان قاله «أبو الأعلى المودودي» وإن بطيب نية وبدوافع، كانت متأثرة بذلك الصراع القديم بين باكستان الناشئة والهند قد، تبناه لاحقاً سيد قطب.. وتسرب إلى بعض أوساط واتجاهات «الإخوان المسلمين» ليس في الأردن وإنما في دول إسلامية أخرى لديها مشاكل معقدة وكثيرة داخلية وخارجية وبعضها مع بعض دول الجوار والأخطر هنا أن هذه الأفكار المشوشة والخطيرة قد أصبحت فكراً «عقائدياًّ» وللأسف لـ «داعش» ولـ «القاعدة» ولهؤلاء المجرمين الذين أوجعوا قلب سريلانكا وقلوب الأشقاء المسيحيين في يوم «الفصح» العظيم!!.