Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Dec-2018

لا خوف على هذا الوطن - د. ماهر عربيات

الراي -  لا خوف على هذا الوطن سواء كان داخلياً أو خارجياً، وإن استحوذت بعض مشاعر القلق العفوي والايجابي على قلوب العديد من أبنائه، ولا نخشى أي قوة في الأرض، بقدر ما نخشى على وطننا الحبيب من فئة قليلة قد تتدافع نحو ممارسات تغيب فيها الحكمة والرؤى العقلانية والرشد السياسي، فخارجياً ومع احتمال وجود مخططات لإعادة رسم خارطة المنطقة ومن تسوية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، فقد سبق للشعب الأردني أن أجهض جميع المشاريع التي استهدفت دولتهم وأمنها واستقرارها، لا سيما وأن المخططات أصبحت مكشوفة للقريب والبعيد.

أما داخلياً فإن الاصلاح هو مطلب شرعي وهو الغاية الذي تتفق عليه مختلف مكونات وشرائح المجتمع، والهدف الذي تلتقي حوله الإرادة السياسية والرغبة الشعبية.
وبصرف النظرعن التفاصيل، فثمة واقع وحقيقة ينبغي ادراكها وهي أن الإرادة السياسية التي ما انفكت تعبر عن توافق عميق مع إرادة الشعب، هيأت المسار الواضح ومنحت زخماً شديداً لإطلاق اصلاح سياسي يكفل للجميع حقه في المطالبة والمشاركة والمساءلة، وهو حق لم يعد محصوراً على الأحزاب السياسية واللاعبين السياسيين، إنما اتسع ليشمل فئات عديدة خارج الأطر السياسية، ما يعني أن الحلقة باتت أشمل مما نعتقد ولهذا يجري تناول عملية الاصلاح المنشود في أيامنا هذه بإسهاب، بعد أن حدد جلالة الملك مرتكزاته ومتطلباته لإخراج الوطن من الأزمات التي يعاني منها، وبعد أن شخص قائد الوطن الخلل وقدم العلاج المناسب بإصلاح نابع من الداخل يستند إلى خارطة طريق في توجيهاته الواضحة والصريحة التي يفهم من خلالها أن لا مكان للحلول الآنية، ولا مجال للاسعافات الأولية، ولا وقت للتضميد المتكرر، لأن الأمر بات يتطلب جراحة عميقة لاستئصال الخلل من جذوره.
الرؤية الملكية الثاقبة والقراءة الدقيقية للمشهد الوطني، تجعلنا على يقين أن لا خوف على هذا الوطن، لاسيما وأننا جميعاً مع الاصلاح والتغيير.. لا مع الفوضى والتدمير.. مع الوطنية لا مع الفئوية.. مع العقول الموزونة لا مع العقول المرهونة.. ومع نكران الذات ساعة الاحساس بقيمة الوطن.. ومع تلاشي ظاهرة الحوار الصوتي حال الحديث عن مصلحة الوطن، فنحن في وطن أعز االله أبناءه بنعمة الاسلام المتسامح، وألّف بين قلوبهم، وجمعهم خلف قيادة هاشمية يتشرف الجميع بالوقوف خلفها. هذا الوطن لا تزال القيم فيه راسخة وثابتة ثبوت قيادته وثبوت جباله... وهذه خاتمة لحديث لم ينته بعد...
mahers.arab@hotmail.com