Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Jan-2020

أمريكا تخسر وجودها في الشرق الأوسط لانحيازها لإسرائيل*علي ابو حبلة

 الدستور

تتسم سياسة ترمب بالكثير من المفارقات غير المعتادة في حقل العلاقات الدولية، منها على وجه الخصوص مواقفه العدائية وعدم استقرار قراراته على توجه واضح المعالم، ناهيك على أن سياسته الخارجية بمنطقة الشرق الأوسط منحازة بشكل علني لإسرائيل من خلال اتخاذه مجموعة من القرارات التي تتماهى مع أطروحات اليمين المتطرف الإسرائيلي كاعترافه بالقدس عاصمة إسرائيل، وتوقيعه الإعلان التنفيذي الذي يقر بموجبه بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل  وهذا ما يؤكد خضوع سياسته الخارجية لتأثير اليمين الأمريكي المتصهين  للانجليكيين البروتستنت وتاثير اللوبي الإسرائيلي بالولايات  المتحدة الأمريكية انسجاما مع الأفكار والتوقعات الواردة في كتاب «جون ميرشايمر» و»ستيفن والت» الصادر سنة 2007 تحت عنوان «اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية»، كما تتعرض سياسته للكثير من النقد من رواد الواقعية الجديدة، نظرا لأنها سياسة متهورة وفاشلة في إدارة العديد من القضايا الدولية وفق تصورات الواقعيين الجدد».
ثبت بالدليل القطعي أن ترمب ووزير خارجيته بومبيو ومعظم أعضاء إدارته  يجهلون تاريخ المنطقة وهم  يخطئون برسم السياسات الخارجية لأنهم مدفوعون بالتعصب والانقياد الأعمى تجاه دعم إسرائيل وأمنها على حساب شعوب وامن المنطقة وان سياستهم تبتعد عن التوازن والأخذ بعين الحسبان لمصالح وحقوق شعوب المنطقة ، وتصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن «الرب يمكن أن يكون قد بعث الرئيس ترمب لإنقاذ الشعب اليهودي»، مشبّهًا سيد البيت الأبيض بالملكة أستير التي أقنعت «زوجها الملك الفارسي خشايارشا الأول بعدم ذبح اليهود» قبل نحو 2500 عام، وفقًا للإنجيل. هذه التصريحات تدلل  التعصب والحقد والكره الذي تحكم سياسة ادارة ترمب  مناصرة لإسرائيل ضد مصالح شعوب المنطقة  ودعمها لإسرائيل ومشروعها الاستيطاني والتهويدي هو تدمير لعملية السلام وقتل رؤيا الدولتين وهذه بلا شك تشكل نقطة تفجير المنطقة اضافة الى استمرار حرب اليمن وتدخل أمريكا في شؤون العراق وتغذية الصراعات المذهبية وتدخلها في لبنان وتأليب اللبنانيين بعضهم ببعض وتمكين إسرائيل للسيطرة على ابار الغاز ودعمها للتحكم في مقدرات المنطقة.
هذه السياسات دفعت الفلسطينيين للوقوف في وجه السياسات الامريكية والتصدي لصفقة القرن وهذا كان حال العديد من مواقف  الشعوب العربية وفي مقدمة الدول والشعوب  الأردن الشقيق قيادة وشعبا  تقف في خندق واحد مع الفلسطينيين وهم يقفون في وجه السياسات الامريكية والاسرائيلية فيما يخص القدس والقيادة الهاشمية الاردنية صاحبة الولاية على القدس وينظر بخطورة لتصريحات ترمب لتشريع الاستيطان.
أمريكا بفعل سياسة التهور وإقدامها على عملية اغتيال سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي ابو المهدي المهندس وما تبعها من قرارات ومواقف  أدت إلى اتخاذ البرلمان العراقي  قرارا  يلزم الحكومة بإلغاء الاتفاقية الأمنية مع واشنطن ، وتصعيد وتغيير قواعد الاشتباك مع إيران ،ووضعت المنطقة بأكملها في خطر الصراع المفتوح وبات الخطر يتهدد جميع الدول  وتهديدات ترمب تزيد من حدة الصراعات وبفعل تلك السياسة التي تشكل تهديد للمنطقة وبؤرة لتفجير الصراعات وتعجل في أن تخسر امريكا  وجودها ومصالحها في المنطقة وهي بالفعل خسرت مشروعها في سوريا وانحسار نفوذها في لبنان وبات حلفاؤها يتخوفون من سياستها الغير متوازنة وممالئتها لإسرائيل على حساب الأمن القومي العربي وهذه جميعها باتت في غير صالح أمريكا في المنطقة.